الخرطوم 24 أكتوبر 2018 ـ أوصى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتريش مجلس الأمن الدولي بالتمديد لبعثة حفظ السلام المؤقتة بأبيي “يونسفا” لسنة واحدة، وحثه على إعادة تشكيل البعثة لتعزيز مهامها على الأرض.
- خريطة لأبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان
ويتنازع السودان وجنوب السودان السيادة على منطقة أبيي حيث تقطنها قبيلة دينكا نقوك الجنوبية، ويقصدها رعاة قبيلة المسيرية الشمالية صيفا، وشهدت المنطقة عدة توترات بين القبيلتين وجيشي الشمال والجنوب، راح ضحيتها العشرات.
وحث غوتريش مجلس الأمن على قبول اقتراح قدمه في أغسطس الماضي بإعادة تشكيل القوة المؤقتة وتقديم لدعم مع إدخال تعديلات على الآلية المشتركة لرصد الحدود والتحقق منها.
وقال في تقرير حول أبيي قدمه أمام مجلس الأمن في 16 أكتوبر الحالي خلال الفترة من 30 مارس وحتى أكتوبر، إن إقتراحه يهدف إلى تعزيز وجود القوة الأمنية المؤقتة “يونسفا”.
وتابع قائلا “لذلك أوصي بتمديد ولاية البعثة المؤقتة في أبيي إلى سنة واحدة.
وأنشأ مجلس الأمن الدولي بعثة “يونسفا” وفق قرار أممي في يونيو 2011، وهي قوة عسكرية كانت تضم 4200 من الأفراد العسكريين و50 من أفراد الشرطة، قبل أن يصدر قرار في 29 مايو 2013، بزيادة الحد الأقصى إلى 5326 فرداً.
وبحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة فإن قوام القوة المؤقتة في الثالث من أكتوبر الحالي بلغ 4531 فردا “4289 من القوات، 130 مراقب عسكري، و112 من ضباط الأركان”.
وحث الخرطوم وجوبا على عقد اجتماعات على المستوى الوزاري لاستعراض إنفاذ الاتفاقات، محذرا من أن عدم عقد لجنة الرقابة المشتركة في أبيي والآلية السياسية الأمنية المشتركة بصورة منتظمة “يعرض توطيد المكاسب المحققة حتى الآن للخطر”.
ونبه التقرير إلى أن “يونسفا” طلبت شفويا من حكومتي السودان وجنوب السودان في يونيو الماضي الإسراع في تشكيل القوة الأمنية المشتركة واتبعت ذلك برسالتين تذكيريتين لكنها لم تتلقى ردا.
وحذر من أن “الوجود العرضي لرجال مسلحين من جنوب السودان في أبيي واستمرار وجود شرطة السوداني في مجمع دفرة النفطي في القطاع الشمالي يشكلان انتهاكا للاتفاق المبرم بين حكومة السودان والحركة الشعبية بشأن الترتيبات المؤقتة المتعلقة بإدارة منطقة أبيي يونيو 2011”.
وأشار غوتريش إلى أنه بالرغم من تحسن الحالة الأمنية في منطقة أبيي لكن التوتر والعنف بين القبائل في محيط سوق “أمييت” بسبب تدفق القبائل.
وأضاف أن المنطقة وصلها خلال موسم الترحال في 2018 حوالي 37 ألف من رعاة المسيرية ثم عادوا شمالا بعد بداية فصل الأمطار “مايو/ يونيو” مع بقاء بعض الرعاة شمال أبيي بسبب استقرار الحالة الأمنية والفرص التي خلقها سوق “أمييت” وزيادة فرص الحصول على المياه من خلال المشاريع سريعة الأثر والمشاريع الإنسانية وتحسن العلاقات بين القبائل عبر تواصل “يونسفا” الاستباقي ووضعها العسكري القوي لا سيما على طول بؤر التوتر.
وتابع: “انتفت ضرورة خط فض الاشتباك الذي أقامته القوة في البداية منذ ثلاث سنوات للحيلولة دون وقوع أعمال عنف واسعة النطاق خلال موسم الأمطار”.
وأحصى التقرير 4 قتلى في ثلاثة حوادث بين الدينكا نقوك والمسيرية فضلا عن تركز توترات بين المسيرية والنوير النازحين من ولاية الوحدة بجنوب السودان، راح ضحيتها 7 قتلى في اشتباكين، كما أشار التقرير إلى مواجهات بين دينكا نقوك والنوير.
ورصد 586 جريمة في سوق “أمييت” تتراوح بين السرقة ونهب المواشي واطلاق النار، وعزا الاشتباكات بالمنطقة إلى ترحال قبيلة المسيرية عبر المنطقة وسوق “أمييت”، فضلا عن ضعف القانون.