الخرطوم 23 أكتوبر 2018 ـ خضع صحفيون سودانيون، الثلاثاء، للاستجواب في نيابة الأمن الدولة بناءً على بلاغ من جهاز الأمن والمخابرات بسبب اجتماعهم إلى سفراء غربيين خلال أكتوبر الحالي.
- سفراء الاتحاد الأوربي وأميركا اجتمعوا بصحفيين في الخرطوم لمناقشة أحوال الصحافة
وخضع كل من رئيس تحرير صحيفة “الجريدة” أشرف عبد العزيز والصحفيات شمائل النور ومها التلب “التيار” ولينا يعقوب “السوداني” للاستجواب بناءً على المادة “47” إجراءات.
وتغيب ناشر ورئيس صحيفة “التيار” عثمان ميرغني لأسباب صحية.
وقال أشرف عبد العزيز لـ “سودان تربيون” إن وكيل النيابة الذي أجرى معهم الاستجواب أبلغهم بأن جهاز الأمن قدم في مواجهة الصحفيين شكوى بسبب اجتماعهم إلى سفراء الاتحاد الأوروبي بصفة غير رسمية.
وبحسب عبد العزيز فإن الأمن يعتقد أن الصحفيين أطلعوا السفراء الغربيين على معلومات تتعلق بمصادرة الصحف واعتقال الصحفيين وهي حيثيات بنى عليها الاتحاد الأوروبي في السودان بيانا عن أوضاع الحريات الصحفية بالبلاد.
واستدعت وزارة الخارجية السودانية، في أكتوبر الحالي، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الخرطوم جان ميشيل ديموند، ونقلت إليه رفضها للاجتماع مع مجموعة من الصحفيين.
كما استدعى جهاز الأمن كل من رئيسي تحرير صحيفتي”الجريدة” و”التيار” للتحقيق معهما حول مشاركتهما في اجتماع مع السفراء الغربيين.
وقال أشرف عبد العزيز إن وكيل النيابة سأله عن سبب توجهه للاجتماع فأبلغه بتلقي دعوة غداء من الاتحاد الأوروبي ضمن زملاء آخرين بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، وزاد “أكدت له أنه ووفقا للمناسبة كان لا بد من التعرض لأوضاع الحريات الصحفية بالبلاد”.
وأكد عبد العزيز أنه نبه وكيل النيابة إلى أن ممثلي اتحاد الصحفيين يلبون اجتماعات مماثلة كما أن صحفيين سودانيين زاروا الصين بدعوة من الحكومة الصينية.
وأشار إلى أن المتحري حاول التأكد من حضور صحفيين آخرين الاجتماع مع سفراء الاتحاد الأوروبي عن طريق استعراض قائمة لديه.
وقالت الكاتبة الصحفية بصحيفة “التيار” شمائل النور إن وكيل النيابة أفادهم بأن الاستجواب يتم بموجب المادة “47” المختصة بالإجراءات حيث يتخذ القرار بعد الاستماع الى المستدعى بفتح بلاغ أو شطب الدعوى.
وأوضحت أن الاستجواب ركز على تلقي السفراء الغربيين معلومات من الصحفيين عن أوضاع الحريات الصحفية في السودان، مشيرة إلى أن هذه المعلومات مبذولة ومعلومة بالضرورة.
إلى ذلك صادر جهاز الأمن والمخابرات، صباح الثلاثاء، نسخ صحيفة “الجريدة” من المطبعة.
وأكد رئيس التحرير أن الأمن هذه المرة أبلغهم بسبب المصادرة مشيرا إلى عمود “ما وراء الكلمات” للكاتب طه مدثر، والذي يعتقد الجهاز أنه حوى “كلمات لاذعة”.
ودائما ما يصادر جهاز الأمن الصحف التي تتخطى ما يعتبرها خطوطا حمراء بدون أن يبلغها عن أسباب المصادرة.
وبعد أن رفع الأمن الرقابة القبلية على الصحف، عمد إلى معاقبتها بأثر رجعي عبر مصادرة المطبوع من أي صحيفة تتخطى “المحظورات”، ما يتسبب في خسائر مادية ومعنوية للصحف التي تعاني أصلا من أوضاع اقتصادية صعبة.