اخبار السودان اليوم

لقتلتهم !!

*في أمثالنا (ما يتحير إلا مغير)..

*ورغم جهلي بمعنى كلمة مغير هنا إلا أنني كنت (مغيراً جداً) أمس..

*ومفردة (جداً) هذه للتمييز بين حيرة أمس وأخواتها الدائمات..

*فنحن دوماً متحيرون… وطوالي (مغيرون)..

*ومن مثيرات حيرتنا – ومغصتنا – ذلك التكدس الفظيع في مرافق الدولة العليا..

*ما بين ولاة… ووزراء… ومساعدين… وبرلمانيين… ومعتمدين..

*وكذلك ما بين آليات… وهيئات… ومفوضيات… ومجالس موسومة بصفة (أعلى)..

*وقلنا إن هذا أحد أهم مسببات فقرنا… بخلاف عواره السياسي..

*ولا زلت أذكر يوماً صرت فيه (مغيراً) جراء حيرة شديدة منبعها وزارة العمل..

*فقد كنت أستكثر أصلاً وجود وزيرين بكل وزارة..

*إذ لا داعي لهذا العدد المهول من وزراء الدولة أصلاً طالما هنالك وكلاء وزارات..

*فإذا بي أكتشف – ذاك اليوم – أن وزارة العمل بها ثلاثة وزراء..

*ولولا أن ثالثهما (فتح خشمه) لما عرفت ؛ لا أنا ولا غيري..

*رغم أن وزارة العمل – في هذا الزمان – من الوزارات التي لا (عمل) لها..

*طيب دعونا من ذلكم كله… وخلونا في حيرة الأمس..

*فقط نستصحب معنا حكاية (الإفقار) هذه التي قلنا إنها إحدى إفرازات التكدس..

*فحسب علمي هناك جهتان معنيتان بالفقر… أو لنفترض ذلك..

*هما وزارة (الضمان) والتنمية الاجتماعية… ووحدة (خفض) الفقر بوزارة المالية..

*ولكن جهة ثالثة ظهرت لي أمس… كظهور وزير العمل الثالث..

*واسمها مفوضية (الأمان) الاجتماعي و(خفض) الفقر..

*يعني بدلاً من كلمة (الضمان) في اسم الجهة الأولى وضعت مفردة (الأمان)..

*أما مفردة (خفض) في الجهة الثانية فبقيت كما هي..

*وبذلك تكون هنالك جهات ثلاث – بسم الله ما شاء الله – شغالة في قضية الفقر..

*وكل واحدة منها بميزانياتها… وفارهاتها… وقياداتها… وموظفيها..

*فهل بربكم رأيتم خفضاً ؟… أو أماناً ؟… أو ضماناً ؟..

*إنها فقط مسميات لجهات تشبع من قليل قوت الشعب… وتغتني من مدقع فقره..

*وتُكسب العاملين عليها أماناً… وضماناً… وخفضاً لضغوط معيشتهم..

*أو بعبارة أخرى صريحة : أمكنة لأكل العيش..

*تماماً مثل مجلس الصداقة الشعبية العالمية رغم وجود وزارة للشؤون الخارجية..

*أو مثل صندوق دعم الطلاب رغم وجود وزارة للتعليم..

*أو مثل مركز دراسات المستقبل رغم (عدم) وجود دراسات… ولا مستقبل..

*وهنالك أشياء أعجب… مثل الشيء المسمى مجلس الولايات..

*وأتحدى أعضاءه إن كانوا يعرفون ما المطلوب منهم – ومن مجلسهم – بالضبط..

*وقديماً قال عليٌّ كرم الله وجهه : لو كان الفقر رجلاً لقتلته..

*وحديثاً أقول قولاً مشابهاً إزاء الجهات الثلاث هذه التي تُفقرنا باسم خفض الفقر..

*أقول : لو كانت رجالاً لقتلتهم !!!.

Exit mobile version