*في أمثالنا (ما يتحير إلا مغير)..
*ورغم جهلي بمعنى كلمة مغير هنا إلا أنني كنت (مغيراً جداً) أمس..
*ومفردة (جداً) هذه للتمييز بين حيرة أمس وأخواتها الدائمات..
*فنحن دوماً متحيرون… وطوالي (مغيرون)..
*ومن مثيرات حيرتنا – ومغصتنا – ذلك التكدس الفظيع في مرافق الدولة العليا..
*ما بين ولاة… ووزراء… ومساعدين… وبرلمانيين… ومعتمدين..
*وكذلك ما بين آليات… وهيئات… ومفوضيات… ومجالس موسومة بصفة (أعلى)..
*وقلنا إن هذا أحد أهم مسببات فقرنا… بخلاف عواره السياسي..
*ولا زلت أذكر يوماً صرت فيه (مغيراً) جراء حيرة شديدة منبعها وزارة العمل..
*فقد كنت أستكثر أصلاً وجود وزيرين بكل وزارة..
*إذ لا داعي لهذا العدد المهول من وزراء الدولة أصلاً طالما هنالك وكلاء وزارات..
*فإذا بي أكتشف – ذاك اليوم – أن وزارة العمل بها ثلاثة وزراء..
*ولولا أن ثالثهما (فتح خشمه) لما عرفت ؛ لا أنا ولا غيري..
*رغم أن وزارة العمل – في هذا الزمان – من الوزارات التي لا (عمل) لها..
*طيب دعونا من ذلكم كله… وخلونا في حيرة الأمس..
*فقط نستصحب معنا حكاية (الإفقار) هذه التي قلنا إنها إحدى إفرازات التكدس..
*فحسب علمي هناك جهتان معنيتان بالفقر… أو لنفترض ذلك..
*هما وزارة (الضمان) والتنمية الاجتماعية… ووحدة (خفض) الفقر بوزارة المالية..
*ولكن جهة ثالثة ظهرت لي أمس… كظهور وزير العمل الثالث..
*واسمها مفوضية (الأمان) الاجتماعي و(خفض) الفقر..
*يعني بدلاً من كلمة (الضمان) في اسم الجهة الأولى وضعت مفردة (الأمان)..
*أما مفردة (خفض) في الجهة الثانية فبقيت كما هي..
*وبذلك تكون هنالك جهات ثلاث – بسم الله ما شاء الله – شغالة في قضية الفقر..
*وكل واحدة منها بميزانياتها… وفارهاتها… وقياداتها… وموظفيها..
*فهل بربكم رأيتم خفضاً ؟… أو أماناً ؟… أو ضماناً ؟..
*إنها فقط مسميات لجهات تشبع من قليل قوت الشعب… وتغتني من مدقع فقره..
*وتُكسب العاملين عليها أماناً… وضماناً… وخفضاً لضغوط معيشتهم..
*أو بعبارة أخرى صريحة : أمكنة لأكل العيش..
*تماماً مثل مجلس الصداقة الشعبية العالمية رغم وجود وزارة للشؤون الخارجية..
*أو مثل صندوق دعم الطلاب رغم وجود وزارة للتعليم..
*أو مثل مركز دراسات المستقبل رغم (عدم) وجود دراسات… ولا مستقبل..
*وهنالك أشياء أعجب… مثل الشيء المسمى مجلس الولايات..
*وأتحدى أعضاءه إن كانوا يعرفون ما المطلوب منهم – ومن مجلسهم – بالضبط..
*وقديماً قال عليٌّ كرم الله وجهه : لو كان الفقر رجلاً لقتلته..
*وحديثاً أقول قولاً مشابهاً إزاء الجهات الثلاث هذه التي تُفقرنا باسم خفض الفقر..
*أقول : لو كانت رجالاً لقتلتهم !!!.