قال الامام الشافعي : (من نظر في الأدب رق طبعه.. ومن نظر في الدين سمحت أخلاقه) وأعتقد أن الشيخ حسن ابوسبيب مزج بين الاثنتين.
إن مسير القيادي الاتحادي الراحل المقيم الشيخ حسن ابوسبيب يملأ قلوبنا وقاراً واعيوننا قداسة وهو يتوشح بوشاح العلم ويشتمل بردة الزهد.رجل جمع بين السجادة والسياسة وكان غنيا بحب الناس..ثريا بمحبتهم وشوقهم الدائم اليه كان قلبه من اغني اغنياء القلوب وسيظل قابعا فى وجدان الجميع مطبوعنا في قلوبنا وشامه فوق ذاكرتنا، عرفه الجميع وطنيا مخلصا واتحاديا لايشق له غبار وبرلمانيا حمل هموم وقضايا الناس وخطيبا تهتز له المنابر يطوع الكلمات نثرا وهو يملك ناصية البيان، كان يتمع بعلاقات واسعة مع اهل غالبية اهل السودان واهل امدرمان وخاصة حي العرضة حيث يقبع مسجده الطاهر وداره العامر، يحترم الصغير ويوقر الكبير وكان (حلال عقد) وظل فى الحزب الاتحادي الديمقراطي رقما الايكمن تجاوزة بمواقفه الوطنية المشهودة من قضايا التحول الديمقراطي و الانظمة الشمولية وظل يحمل راية وحدة الحركة الاتحادية وراية النضال.
كان ذو حياء نبيل، وتواضع فطرى جم، يعطى مع العدم،ويزهد فى كل ما يتهافت عليه الناس ! يتنفس عراقة واصالة حب الخير..
الشيخ ابوسبيب ستبقى صورته الزاهية البيضاء في اذهاننا..سنحملها في افئدتنا.. سنطلق ازكى الدعوات.. سنرسمه كما تشتهي…ولكن في دواخلنا هذه المرة.. لتبقى الصورة عالقة.. ونشهد، وقد أضحى يا ربُّ في رحابك.. بأنه.. أعفِّنا لساناً.. وأزكانا فؤاداً… وأطيبنا معشراً، وأصدقنا لهجة، وأقلنا خلافاً، وأندرنا نفوراً… وأكثرنا كرماً، وأعطرنا سيرة… وأنقانا سريرة.. ونشهد اللهم، والدِّين المعاملة، بأن أفئدة العارفين فضله قد هوت إليه، ولطالما شرحها منظره، وأبهجها مخبره، وراقها مظهره، وآنسها محضره، فهشَّت لإطلالته، واستوحشت من غيابه، فكيف بالغياب الذي لا عودة منه، ياربُّ، وبالفقد الذي لا أمل في لقاء بعده؟!. سنلتقيه ذات يوم بمشيئة الرحمن..
غادرنا وهو يحلم بوطن حر تتحقق فيه العداله والمساواه…حلم بذلك وكرس حياته لتحقيقه..
وعزاءنا انك عند مليك مقتدر يعلم ما قدمته لشعبك..
و ليكن رحيلك وقفة للتامل والتدبر وشحذ الهمم وتقوية الصف حتى نكون على قدر المسؤولية.
الشيخ ابوسبيب احد افذاذ الحركة الاتحادية الذي رحل بعد حياة حافله بالعطاء الوطني الباذخ، حيث كان الفقيد نموذجا للشخصية السودانية التي تتدثر بالتسامح وبالاعتدال و فارسا يطوع الكلمات نثرا و نظما بنبرات تهتز لها المنابر من تحته و الجمهور من امامه مازلت اذكر كلمات الراحل المقيم فى في حديثه في تلك الليلة الرمضانية الحاشدة الساهرة في تابين الشريف زين العابدين الهندي ببري اكتوبر 2006م :
(فقدناه فوا اسفاه أخ التجارب والرأي الذي حصف، ذلكم هو الشريف الذي كان نورا ساطعا وكان سيفا قاطعا وكان انسانا وكان يحمل بين جنبيه نفسا عزيزة أبيه تري المذلة كفرا، كان ذلك هو الشريف الذي لم يكن فقده فقد واحد، ولكنه بنيان قوم تهدم، نحن نفتقده في وقد يحمل في قلبه تلك المشاعر كثير من الناس تحملهم الحياة ويكونون عاله عليها ولكن الشريف النضيف الكريم الذي كأنك تعطيه الذي انت سائله لو لم يكن له في كفه غير نفسه اجاد بها فليتقي الله سائله.)،.كان انسانا زاهدا و بسيطا فى مظهره و مسكنه و كل تفاصيل حياته الا انه اعتلى من القيم الاخلاقية اسمقها و امتطى صهوات الخيول العاليه منافحا و مدافعا عن الحزب فى صولات امتدت عقودا من الزمن اي من الركاب الي التراب. وقد حدثني الاخ علاء الدين حسن موسي تبيدي وقالي فى انتخابات 86 كنا نهتف فى حي الشهداء بامدرمان باسمه (ابوسبيبه رمز الطيبه) لما كان يكنه له اهل امدرمان قاطبه من حب جارف وفضل مبين حتى حقق فوزا كاسحا ونزيها. وكلما دعوته لفعالية فى نادي الخريجين بامدرمان تجده اول الحاضرين واخر المغادرين رغم تقدم السن.
فليكن طيب ذكراه زادنا..ولقاء مشرق في جنات الخلد رجاءنا…وليكن مابناه في هذا الدنيا من جسور محبة ومودة.. صدقة جارية لروحه لاينقطع بها عمله الى يوم الدين..ولنكن كلنا اشقاء صالحين يدعون له بصدق أعمق من هول الفجيعة..واوفى من حدود الانقطاع مادامت بنا الايام..وما تلاحقت علينا السنين..البعض يبتلعه الموت ويهضمه الوقت ليمتصه النسيان…والبعض يرحل جسدا ويكبر في قلوب الناس حبا وشوقا ووفاء.فليكن زادنا. (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُون) نسأل الله أن يتقبل (الشيخ حسن ابوسبيب) قبولا حسنا و أن يدخله فسيح جناته مع الصديقين و الشهداءو نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا الصبر والسلوان وحسن العزاء (إنا لله وإنا إليه راجعون).
لك الشكر الأخ تبيدي و لا اراك الله مكروهاً في عزيز لديك، و نشكر كل أولائك الذين سطروا أحرفاً من نور في سيرة جدنا الشيخ حسن ابو سبيب أو تكبدوا الحضور للعزاء أو هاتفونا، و نحسب ان جميل رثاءكم و وقوفكم بجانبنا إنما يدل على طيب اصلكم و قد خفف عننا الكثير من الم الفراق، شكراً كثيراً.
احمد شاع الدين، صهر الشيخ المقيم الراحل حسن أبو سبيب-واشنطن.