اخبار السودان اليوم

سوار الدهب .. الذهب المجمر

عزيزنا د. إبراهيم القرشي صاحب كتاب “عادات سودانية أصولها عربية” الأستاذ السابق في جامعة الملك سعود وزير الثقافة الأسبق في ولاية الجزيرة معد برنامج مدائح نبوية في التلفزيون القومي ومقدمه شاعر مطبوع.

أذكر مرة استضفنا في جمعية دلقو في الرياض الإفطار السنوي لأبناء الجزيرة الرمضاني، فانداح الأنس الراقي في قاعة جمعيتنا الذي زاده ألقاً اللقاء المشترك.

بعد يومين فاجأنا الدكتور القرشي بقصيدة عصماء يشكر فيها أهل دلقو والمحس ويخص بعضنا بالاسم.

هذا الهرم السوداني زاره المشير سوار الدهب في داره في العاصمة السعودية رفقة نجله الدبلوماسي فكتب عن هذه الزيارة الأديب القرشي في معناه:
فوجئت به في بيتي فاختلط فرحي بالمفاجأة. من أنا حتى يزورني سوار الدهب شخصياً؟ في تواضع العلماء.

وأضاف: أخذت أرحب به سعيداً بمقدمه، وأهرول بين الأسرة والضيف الكبير حافياً .. إلخ.

هذه لمحة تنبئ عن تقدير أهل السودان للشيخ الورع الوقور سليل أفذاذ المسيد والخلوة في موطن الجدود القدار، فجده الأكبر أول إمام لمسجد دنقلا العجوز التاريخي أول مساجد السودان، ويمتد أهله لمشو’ الذي تنازل عن السلطة طوعاً في سابقة نادرة في العالم الثالث، وهذا ما جعله محل احترام الداخل والخارج.

وقد عرضت عليه أكثر من دولة عربية جنسيتها مشفوعة بمخصصات مجزية وقصر منيف لكنه رفض مفضلا السعي بين الناس على ثرى الوطن الغالي، مشاركا في السراء والضراء. ولا أنسى كيف خف راجلاً لمشاطرة جيرانه العزاء عند فقد تربوي متقاعد من أهلنا.

وقد وظف سوار الدهب سنوات عمره الأخيرة في مجالات الدعوة الإسلامية والتنمية، فانداح عطاؤه على إفريقيا والآفاق العربية والإسلامية بأجمعها، فنال جائزة الملك فيصل العالمية.

ومن أعماله الساطعة قيادة مجلس جامعة كردفان وتأسيس جامعة شرق النيل. وكان يتصدر وفد السودان بمعية رئيس الجمهورية في بعض الواجبات الاجتماعية ذات الطابع الإنساني الرفيعة في الدول الشقيقة والصديقة بحسبانه رئيساً أسبق، وشخصية لامعة تحظى بالتجلة.

ولقد نقلت الأسافير قبل أشهر وقوفه في صف المواطنين في أحد المصارف في الخرطوم رافضاً أي معاملة تفضيلية في نكران ذات، رغم إلحاح الحاضرين.

وعرف الراحل بالانضباط والمواظبة، فلأول مرة تغيب أمس عن اجتماعات المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي في مكة منذ ما يربو على ٢٠ عاماً.

والله نسأل أن يصطفيه في زمر المنعمين في جنات الخلد.

 

Exit mobile version