اخبار السودان اليوم

العيكورة يكتب: رحم الله الشيخ ابو عِزّ

بقلم / صبري محمد علي (العيكورة)

خاص بـ[الانتباهة اونلاين]

انما تنقص الارض برحيل العلماء والعلماء هنا هم العلماء الربانيين واهل القرآن . حقيقة لا ادعي انني كنت اعلم شيئاً عن الشيخ الراحل محمد احمد ابو عِزة لو لا طائرة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق حميدتي التى نقلت الشيخ التسعيني للاستطباب والعلاج بالخرطوم وهو جهل معيب في عن شيوخ القرآن في بلادنا ولو اننا قرأنا كتاب الاستاذ الراحل الطيب محمد الطيب الذى وثق فيه للخلاوي و المسايد بالسودان لازلنا بعضاً من غشاوة جهلنا فإن لم نؤرخ ونكتب عن اهل القران الكريم فعن من سنكتب؟ وقاتل الله السياسية فقد استحلبت جُل الاحبار الا ما رحم ربي . ويشكر للسيد حميدتي هذه الوقفة المشهودة سواء بنقل الشيخ بطائرة خاصة للعلاج والاستطباب بالخرطوم او نقل الجثمان لمثواه الاخير ايضاً بطائرة خاصة ونحسب انه تكريم من المولي عز وجل ساقه الله لمن وهب حياته لخدمة كتاب الله وما حميدتي الا يداً سخرها الله لهذا التكريم .

   عندما شاهدت مقاطع (الفيديو) والمقالات التى تحدثت عن خلاوي الشيخ ابوعزة وتاريخها وبساطة هذا العالم الزاهد ذهلت و جحظت عينايا و ادركت ان كثيراً من الناس في غيهم ساهون فنسال الله لنا ولهم حسن الخاتمة .

    قرية أم عُشر بشمال كردفان ريفي ود عشانا التي احتضنت خلاوي الشيخ هي قرية بسيطة  من القطاطي وقليلاً من المباني كقري شمال كردفان لم تطالها يد التنمية كما بدأ لي من الصور والمقاطع ولكنها نالت شرفاً لم تناله الخرطوم العاصمة ستة الف وزيادة من طلاب تحفيظ القرآن الكريم احتضنتهم داخليات متواضعة بهذه القرية . اسست هذه الخلاوي منذ اربعينيات القرن الماضي ، طلابها من جميع بقاع السودان وبعض دول الجوار الافريقي .

    هناك لن تجد صحون الباسطة والموائد المترعة بطيبات الدنيا بل هناك خيركم من تعلم القرآن وعلمه وهناك احفظ الله يحفظك وهناك الصافات والموريات وقدح العصيدة و هناك (الجفنة) التى تطبخ عليها العصيدة بنار الحطب وهى (الصاج) كما يسميها اهل الوسط ويقال أن (جفنة) الشيخ ابو عِزة تسع لعدد سبعة جوالات من الدقيق هى وجبة واحدة من الوجبات الثلاث اليومية فلله درك ايها الشيخ  ! وهناك اللوح والدواية وحلل القوز المترعة بالحليب . هناك كان الشيخ يمشي حافياً متفقداً طلابه في مأكلهم وملبسهم ومنامهم ويشرف بنفسه على العلاج كما الحفظ والمعلمين . ستة الف طالب عزيزي القارئ قد تعجز دولة بكاملها عن اطعامهم لشهر واحد فكيف استطاع هذا الشيخ التسعيني ان يفعل ذلك ولقرابة الثمانين عاماً ؟

    إنها البركة عندما تتنزل فلا يحول بينها وبين اندياحها حائل يمنعها التمدد والكثرة وان لم يراها الناس كذلك ولكنها قد حملت في طياتها اليقين فاللقمة الواحده قد تشبع وجرعة الماء قد تروي بعد ظماءِ لاهث اذا غشيتهما البركة . والقرآن شفاء و قراءة حرف منه بعشرة حسنات . وخيركم من تعلم القرآن وعلمه تُري كم هم عدد الذين حفظوا على يد الشيخ وكم هم عدد الذين حفظوا على يدي من حفظوا على يديه ؟ اعتقد ان الامر اكبر من ان يحصي ويُعد لهذه المتوالية الهندسة المباركة والله يضاعف لم يشاء .

  رحم الله الشيخ محمد احمد ابوعزة رحمة واسعة وجعل حياته التى وهبها لخدمة القرآن ذخراً له في آخرته وطرح البركة في ذريته وعقبه واعان من تسلم هذه المسؤلية الجسيمة من بعده على ادائها .

    وان كان من كلمة فهي للسيد محمد حمدان دقلو (حميدتي) ان (يخلي بالو) من هذا الخير فهو الكنز الباقي فليتعهد على هذه الخلاوي فو الله انها التجارة الرابحة . والشكر موصول للشيخ مزمل عبد المجيد سعيد (الدنقلاوي) الذى امدني بما غاب عني من معلومات عن الشيخ

(انا لله وانا اليه راجعون) .

المصدر: صحيفة الانتباهة

Exit mobile version