اخبار السودان اليوم

زيارات وفود الكونغرس..هل من جديد؟

الخرطوم: الإنتباهة
هناك العديد من فرص الاستثمار في السودان، حيث يعد السودان من الدول الإفريقية التي يكون بها العديد من فرص الاستثمار في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، والأراضي الخصبة، ومنذ رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ،ظلت الوفود من الدول الأجنبية وخاصةً أمريكا في زيارات متعاقبة للبلاد لبحث فرص الاستثمار كان آخرها الوفد الأمريكي  الذي يزور البلاد هذه الأيام والمكون من أعضاء سابقين في الكونغرس الأمريكي ورجال أعمال ومنظمات طوعية برئاسة السيناتور الديمقراطي السابق السفير ريتشارد سويت ثلاثة أعضاء من الكونجرس الأمريكي هم السفير مارك أشلندر و ماريجوري مارجولس وبوب ماك اوين إضافة إلى أربعة من رجال الأعمال ومديري شركات تعمل في مجال البنية التحتية وتكنولوجيا الطاقة المتجددة وأحد صناديق الاستثمار.
في وقت أكدت فيه سيادة البلاد استعداد السودان ورغبته في تطوير علاقات التعاون والصداقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وان أبواب السودان مفتوحةً  أمام الاستثمارات الأمريكية التي تعود بالفائدة المشتركة لمصلحة البلدين.
المخاطر المحيطة  :
ويرى  رئيس قسم الدراسات الاقتصادية الفاتح عثمان بمركز الراصد أن  البيئة قانونياً أصبحت شبه مهيأة للاستثمارات الأجنبية خاصة  بعد إلغاء العقوبات الأمريكية والبدء في إعفاء الديون الخارجية وتوحيد سعر الصرف للجنيه السوداني، بيد أنه أشار في حديثه لـ(الإنتباهة) إلى المخاطر التي تحيط بالاستثمار الأجنبي والتي يرى بأنها  لا زالت كبيرة لهذا قامت الحكومة الأمريكية بتخصيص مبلغ مليار دولار للشركات الأمريكية الزراعية الراغبة في الاستثمار في السودان في شكل ضمانات لتعويض الخسائر التي ربما تنتج بسبب البيئة غير الجاهزة للاستثمار في السودان خاصة ضعف الخدمة المدنية وتضارب القوانين وغيرها من المشكلات مايعني أن الشركات الأمريكية قدمت للسودان مدفوعة برغبة الحكومة الأمريكية في دعم الاقتصاد السوداني وقيامها بتقديم الضمانات اللازمة لتعويض الخسائر وليس لأن الشركات الأمريكية من تلقاء نفسها أرادت أن تستثمر في السودان.
وفي مطلع العام الحالي أضافت وزارة التجارة الأمريكية على موقعها الإلكتروني دليلاً للاستثمار في السودان مبينةً الفرص الاستثمارية المتاحة والتحديات التي قد تواجه المستثمرين الأمريكيين الراغبين في الاستثمار في السودان.
وأشارت إلى أن السودان كسوق ناشئ ، يوفر  فرصاً في العديد من القطاعات ، بما في ذلك الطاقة والرعاية الصحية والزراعة والصناعة والتعدين والبناء والهندسة وتحسين البنية التحتية. بسبب سنوات من العقوبات ونقص الاستثمار الحكومي ، تدهورت البنية التحتية الأساسية في السودان بشكل كبير. وتأمل الحكومة المؤقتة في الوصول إلى المساعدات الدولية المتزايدة ، وفرص إعادة هيكلة الديون ، والاستثمار الأجنبي المباشر.

خصوبة البيئة  :
ويعتبر الخبير الاقتصادي عادل عبدالمنعم أن رغبة الشركات الأمريكية الاستثمار في السودان الخطوة جيدة لجهة أن البيئة في السودان خصبة للاستثمار، مشيراً إلى العائد الداخلي للاستثمار وكبر حجمه بمعنى أن المستثمر في السودان يمكن أن يستعيد رأس ماله خلال فترة وجيزة لا تتجاوز خمس سنوات بينما في بقية الدول تحتاج إلى وقت اطول، لافتاً إلى أن البنيات التحتية في السودان لا بأس بها خاصةً وجود العمالة الفنية المتدربة إلى حد كبير، فضلاً عن انخفاض الأجور منوهاً إلى مرونة النظام الضريبي مقارنة بالخارج والذي يعمل على خصم إيرادات ضريبية كبرى مع وجود الصعوبات في تحويل الأرباح، وقال ان هناك فرصاً كبيرة للاستثمار في السودان خاصة للشركات الأمريكية، وأفاد لـ (الإنتباهة) أن هنالك معنىً آخر لزيارة هذا الوفد وهو  دعم الديموقراطية حتى لا ترتد البلاد على ماكان عليه النظام السابق لمدة ثلاثين عاماً وماتم الازدحام به من التضليل بالإرهاب، مشيراً إلى أن أمريكا تريد فرض وجودها وأن يكون لها ثقل خاصة بالمنافسة مع الصينيين وروسيا والخليج، منوهاً إلى أن هنالك دولا خليجية  لها تطلعات وترغب في أن تأخذ حجما أكبر من حجمها، وقطع بأن الزيارة لها أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية وخطوة كبيرة تعطي وزنا للسودان عالمياً، وجزم بأن زيارتهم تعطي انطباعاً إيجابياً بأن السودان دولة رقم له إمكانياته مما يجعل الدول تُعلق  عليه إمكانياتها مما يساهم في جذب المزيد من المستثمرين ودعم الحكومة القائمة بتوجهاتها في تطلعاتها للأسواق الدولية مثل القروض والمنح والمساعدات، مبيناً أن ماتم نتيجة للنجاحات التي تمت في العام الماضي من تسديد للغرامات ورفع اسم السودان من قائممة الدول الراعية للإرهاب وإدراجه في المنظومة العالمية المعنية وإعفاء كبير من ديونه بموجب مبادرة (الهيبيك) مؤكداً أن هذه الخطوات جيدة في الإصلاح الاقتصادي رغم الصعوبات المطلوبة بغرض تدارك الانحدار السحيق الذي وصل إليه الاقتصاد السوداني لإنقاذ مايمكن إنقاذه، وأوضح أن هذه الإجراءات لها دور في تصحيح المسار وجلب المستثمرين واهتمامات الدول الكبرى.

المصدر: صحيفة الانتباهة

Exit mobile version