- الرياض اعترفت أخيرا بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشوقجي داخل قنصليتها بتركيا
وأقال الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية خمسة مسؤولين بسبب الواقعة التي أثارت غضبا دوليا وأحدثت اضطرابا في العلاقات بين الغرب والسعودية.
وكان خاشقجي، وهو من المنتقدين البارزين لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يحمل إقامة أميركية ويكتب مقالات في صحيفة واشنطن بوست.
ولم تقدم السعودية دليلا لدعم روايتها للأحداث التي أدت إلى وفاة خاشقجي.
واختفى خاشقجي بعد دخوله القنصلية في الثاني من أكتوبر للحصول على وثائق تتعلق بزواجه المقبل. وبعد أيام قال مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون أنه قُتل داخل القنصلية، ونفت السعودية ذلك بشدة.
وقال النائب العام السعودي في بيان يوم السبت إن شجارا وقع بين خاشقجي وأشخاص قابلوه في القنصلية مما أدى إلى وفاته. وأضاف البيان أنه ألقي القبض على 18 سعوديا.
وقال مسؤول سعودي لرويترز إن اشتباكا دار بين مجموعة من السعوديين وخاشقجي الذي توفي على إثرها، مضيفا أنهم كانوا يحاولون إسكاته.
وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية أن الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية أمر بإقالة خمسة مسؤولين بينهم سعود القحطاني المستشار في الديوان الملكي، والذي يعد المساعد الرئيسي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأحمد عسيري نائب رئيس جهاز المخابرات.
وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية أن الملك سلمان أمر أيضا بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد لإعادة هيكلة رئاسة وكالة المخابرات العامة.
ونشرت صحيفة يني شفق المؤيدة للحكومة التركية ما وصفته بتفاصيل من التسجيل الصوتي تظهر أن خاشقجي تعرض أثناء استجوابه لتعذيب شمل بتر أصابعه ثم قطع رأسه وتمزيق أوصاله.
من ناحية أخرى قال مسؤول تركي كبير يوم السبت حسب رويترز إن المحققين الأتراك سيعرفون ما حدث لجثة خاشقجي خلال فترة ”غير طويلة“ على الأرجح.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه يجري الحصول على عينات من الحمض النووي لخاشقجي من داخل تركيا وهو ما يعني أن المحققين ليسوا بحاجة لطلب ذلك من السعودية في الوقت الراهن.
وقال البيت الأبيض في بيان إنه سيواصل الضغط من أجل تحقيق” العدالة التي تأتي في الوقت المناسب والشفافية التي تتفق مع الإجراءات الواجبة“.
وقال السناتور الديمقراطي جاك ريد، كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن السعوديين ما زالوا لا يعترفون بالحقيقة.
وأضاف في بيان” يبدو أن هذا كان عملا متعمدا ومدبرا أعقبته عملية تستر… لا يعقل جلب 15 رجلا ومنشار عظام لشجار بالأيدي مع رجل في الستين من عمره“.
وقال السناتور الجمهوري راند بول على تويتر” ينبغي أيضا أن نوقف كل المبيعات والمساعدات والتعاون العسكري على الفور. يجب أن تدفع السعودية ثمنا غاليا لتلك الأفعال“.
ومن جانبه قال السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال لمحطة (دي.إن.إس) إن التفسير السعودي” يصعب تصديقه تماما“.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي جعل من توثيق العلاقات مع السعودية نقطة رئيسية في سياسته الخارجية، للصحفيين في أريزونا إن التفسير الذي قدمته السعودية” معقول“، مضيفا” أعتقد أنها خطوة أولى جيدة. إنها خطوة كبيرة.
وقال إنه سيتحدث إلى ولي العهد السعودي، إلا أنه شدد أيضا على أهمية الرياض في مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وأهمية صفقات السلاح الضخمة مع السعودية بالنسبة للوظائف الأمريكية.
بدوره قال السناتور الجمهوري لينزي جراهام، الذي انتقد السعودية بشدة بعد اختفاء خاشقجي، إنه متشكك جدا في الرواية السعودية، وقال جراهام على تويتر” أقل ما يمكن أن أقوله هو أنني متشكك في الرواية السعودية الجديدة بشأن السيد خاشقجي“.
.
ويواجه حلفاء غربيون آخرون سؤالا رئيسيا هو هل يصدقون أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، الذي يصور نفسه على أنه إصلاحي والذي نقل إليه الملك مهمة إدارة الأمور اليومية في السعودية، ليس له دور.