اخبار السودان اليوم

السفير الصادق المقلي يكتب: ليس دفاعاً عن المنصورة و لكن إحقاقاً للحق..

من دون أية مجاملة رأيت أن أعلق على حديث السيدة المنصورة في المؤتمر الصحفي بالقاهرة.. أولاً لا بد من الإشارة إلى أن هذه الزيارة… فى حد ذاتها.. تنطوي على مدلول دبلوماسي هام للغاية من حيث التوقيت… فهى تأتي في وقت تشهد فيه علاقات السودان مع إثيوبيا درجة من التوتر فيما يخص ملف سد النهضة و مشكلة مفتعلة من الجانب الإثيوبي على الحدود بين البلدين… و لا شك أن أي تقارب و تنسيق و تعزيز لعلاقافتنا مع مصر… سواءً العلاقات التاريخية بين البلدين أو إنشعالات مصر المشتركة مع السودان فيما يتعلق بملف سد النهضة… و أن أي تنسيق أو تقارب في المرحلة الحالية ربما ترسل رسالة إلى الطرف الآخر في ملف السد.. إثيوبيا.. إن لم يشكل مثل هذا التقارب… فضلاً عن التعاون العسكري الذي تم خلال اليومين الماضيين في الخرطوم. بين قيادات القوات المسلحة في البلدين.. نوعاً من الردع الذي بأمكانه أن يجنب أي تصعيد عسكري على الحدود بين السودان و إثيوبيا… هذا من حيث المدلول الدبلوماسي لزيارة السيدة المنصورة مريم المهدي وزيرة الخارجية و ما يليها من زيارة السيسي أشارت إليها في المؤتمر الصحفي…لكى لا يتم تناول ما دار خلال المؤتمر الصحفي بصورة سطحية سواءً بعدم فهم أولاً لحاجة في نفس يعقوب… أما فيما يتعلق عن تصريحاتها خلال المؤتمر… أود أن أوضح ما سبق ذكرت و ما يلي… ليس دفاعاً عن أحد..و لكن إنطلاقاً من تجربة دبلوماسية إمتدت لثلاثة و ثلاثين عاماً…. المؤتمر الصحفي إمتد لـ. ١١ دقيقة و ٥٣ ثانية. منها ٩ دقائق و ٢٣ ثانية عن العلاقات الثنائية مع مصر و بعض الإشارة إلى سد النهضة و ما يمكن أن يحدثه ملء السد بصورة آحادية في يوليو المقبل… و التأكيد على ضرورة الإسراع في استئناف المفاوضات بين الأطراف الثلاثة للتوصل إلى حل توافقي يقوم على… المعادلة الكسبية.. حسب تعبير السيدة المنصورة.. أي Win Win Equation… و تحدثت في هذا الجانب حديثاً مرتباً و دبلوماسياً ينم عن فهم عميق سواءً على صعيد العلاقات مع مصر أو تطورات مفاوضات سد النهضة… لا أرى أي غاضبة عن مخاطبتها للصحفي… بكلمة أستاذ… فذلك تأدباً منها ورثت عن والدها.. الإمام عليه الرحمة والمغفرة… كما لا أرى غبار كلمة.. نستعمر.. فهي لا تعني. كما غرد الساقطون في اللغة العربية.. استعماراً أو إحتلالاً أو أية منقصة لسيادة الدولة.و قد وردت في القرآن الكريم في نفس هذا المدلول.. (أنشاكم من الأرض و استعمركم فيها فأستغفروه ثم توبوا إليه) . و ربما حاول البعض إصطناع ماء عكر هلامي لكي يصطادوا فيه أو ربما لمحاولة يائسة و بائسة لإغتيال الشخصية..!؟ أما عبارة… تعاون مشترك.. فذلك هو الهدف الأساسي بل الرسالة الكبرى لأي مساع أو جهد دبلوماسي لتطوير العلاقات مع كافة الدول.. التعاون في منطقة الفشقة مثلها مثل أية منطقة في السودان تستثمر و تستعمر الدول بقطاعيها الخاص و العام أراضينا الواسعة العذراء التي تذخر بها البلاد في مجال الزراعة و غيرها من الموارد الطبيعية.. التعاون المشترك الذي تحدثت عنه المنصورة يأتى في هذا السياق.. و هذا يندرج في إطار ما تسمى بدبلوماسية التنمية و هذا من صميم مهام أية وزارة للخارجية… فأخوتنا العرب يستعمرون ملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية الخصبة.. و لا غرو في أن بستثمر الجيران في إثيوبيا أراض زراعية مجاورة لهم داخل الأراضي و الحدود ببن البلدين وفق اللوائح والقوانين السودانية..حدود تم الإتفاق عليها فى عام ١٩٠٢م و تم ترسبم الحدود عام ١٩٠٣م..بالتراضي و التوافق بين البلدين.. . و ترجع هذه المرجعية إلى عام ١٩٧٢م حيث كانت إتفاقية المزارعة لعدد يسير من أراضي الفشقة و حفنة يسيرة من مزارعين و شفتة.. ظلوا يزرعون هناك… و قد ركزت السيدة المنصورة في تصريحها المبتور عن قصد و غرض… إن هذا التعاون لا يتم إلا بعد ترسيم الحدود بين البلدين… و لعل المرء يتساءل… ما الخطأ أو الزلة في قولها.. إلا لمن في نفسه مرض و غرض…. . و لعل آخر من له الحق في المزايدة حول الفشقة أو حلايب.. هم فلول النظام البائد… فبرغم ما كان يتبجح به عدة جيوش و مليشيات و مجاهدات… لم تكن عصيىة عليهم… الفشقة أو حلايب.. بل حتى مناطق في بؤر النزاع و الحروب التى أشعلوها في أطراف للوطن العزيز.. و تقف كاودا شاهداً على خزيهم. حيث نكث الرئيس عهداً ظل يقطعه عاماً بعد عام للصلاة فيها فلم تطأ قدماه أرض كاودا إلى أن قضى الله أمراً كان مفعولاً….!!!!! و كانت قاصمة الظهر للفشقة و حلايب تلك المحاولة الرعناء لإغتيال حسنى مبارك… جريمة أبعد أن تكن من يدعي الحكم بالإسلام.. فلم يراعو فيها حرمة العقيدة أو الجيرة…! إجتاح عام ١٩٩٥م… عام المحاولة.. أرض حلايب و شلاتين.. الجيش المصري لأول مرة منذ عام ١٩٥٨م حيث سحب عبد الناصر جيوشه بأمر من الأمير عبد الله خليل.. رئيس الوزراء يومها… و مارسوا فبها سياسة الأمر الواقع و شرعوا في تمصيرها… و مسخ ديمغرافى و ثقافى. بل أجروا حتى الإنتخابات في إنشاء دوائر إنتخابية فيها….!!! حدث ما حدث في وقت لاذ فيه النظام البائد بصمت القبور.. حياء لفعلتهم التي لا نعرف سابقة لها في المعمورة و خفاء لسوءتهم فكانت كرت إبتزاز للنظام البائد… مثلما لاذوا بالصمت أيضاً عندما تزايدت أعداد المزارعين فى الفشقه.. من شفتة و ضباط معاشين…. فاستغلوا آلاف الأفدنة هناك… بل أنشأوا فيها بنيات تحتية فكادت أن تخضع لفرض أمر واقع كما هو الحال في حلايب… لولا إجتياح جيش الحكومة الإنتقالية منطقة الفشقة و استردت إلى حضن الوطن أراض مغتصبة فى غفلة مع سبق الإصرار و الترصد من النظام البائد… فلا سبيل المزايدة من فلول نظام أورثنا كل هذا الإنكسار و الخزي و العار… فاستقطعت أجزاءً عزيزة من الوطن.. جنوب البلاد.. و لم يحركوا ساكناً و إثيوبيا و مصر تدنس أقدامها أرض حلايب و الفشقة و شلاتين…!!!!!

المصدر: صحيفة الانتباهة

Exit mobile version