الخرطوم: هالة حافظ
وسط اقبال كبير من المزارعين للتبرع للحملة القومية لاعادة تأهيل مشروع الجزيرة التي انطلقت امس بقاعة الصداقة تحت شعار (الجزيرة الفزعة الكتير خيرها)، بشر رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك بإعلان سعر تشجيعي وتحفيزي للمزارعين للسعر التأشير للقمح الذي سيتم الإعلان عنه في تدشين حصاد القمح بولاية الجزيرة اليوم، وكشف عن انه سيتم الإعلان اليوم للسعر التركيزي بالتفاوض والاتفاق مع المزارعين. وقطع بضرورة مصلحة المزارع لدعم وتحفيز الإنتاج، معلناً عن التزامهم بتوفير التمويل عبر البنك الزراعي، وكشف عن حجم الدمار الذي لحق بالمشروع المتمثل في تبديد اكثر من ( 225) مليون دولار في عهد النظام البائد، وتخريب (200) كيلومتر من السكة حديد، فضلاً عن بيع أصول مشروع الجزيرة في مزاد سري (كخردة)، مما انعكس بصورة مباشرة على البنية التحتية وتهجير اكثر من 130 الف مزارع، كما اتبع النظام البائد سياسة تدميرية للقطاع، واصفا قانون 2005 بالمعيب، وعاب على النظام السابق توجيه الاهتمام للبترول على حساب الإنتاج الذي نتج عنه سعر صرف متعدد ووضع قيمة غير حقيقية لسعر الصرف، وأضاف قائلاً: (لا نريد التباكي وذرف الدموع على الماضي). وأعلن عن رؤية استراتيجية استجابة لشعار الثورة وتطوير المشروع ومضاعفة قدرة امكانية المشروع لخلق منافسة خارجية لتحقيق سلاسل القيمة المضافة عن طريق ربط الزراعة بالصناعة، ووجه بمنع تصدير المواد الخام واللحوم للخارج، وشدد على ضرورة التحول الهيكلي للمشروع، وأضاف قائلاً: (لو لم يحدث ذلك فلا معنى لنهضة البلاد)، واكد التزام الحكومة بدعم المشروع وزراعة (800) الف فدان من القمح، وتوقع ان يغطي الاستهلاك المحلي من القمح لهذا العام من 60 ــ70٪، وقطع بالانحياز التام للمزارعين والمنتجين، واعتبر ان الزراعة تمثل حجر الاساس لتحقيق التنمية الشاملة، واقر بوجود عثرات واجهت الموسم السابق تمثلت في انعدام الوقود والتقاوي علاوة على مشكلات الري، ووجه باستقطاب الاستثمارات في القطاع الخاص، لافتاً إلى أن المشروع يعد ركيزة الاقتصاد في دعم الصادرات والانتاج الزراعي.
قاطرة إنتاج
وفي ذات السياق اكد وزير الزراعة والموارد الطبيعية الطاهر حربي على أهمية مساهمة الزراعة في الاقتصاد الوطني، واصفاً اياها بأنها قاطرة الإنتاج كما انها تساهم في حل الضائقة المعيشية للشعوب، وكشف عن شروع الوزارة فى تنفيذ رؤى وخطط مستقبلية علمية وعملية لإحداث نقلة حقيقية للقطاع بالتركيز على مشروع الجزيرة، لجهة أنه مرتكز نهضة السودان الحقيقية، معلناً عن حزم من البرامج قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، مؤكداً تبني الوزارة خطة استراتيجية لتطوير مشروع الجزيرة عن طريق تطبيق التقانات العالمية الحديثة للاستعداد المبكر لحصاد العروة الشتوية، واشار الى وضع سعر مجزٍ لمحصول القمح، ولفت إلى التحول الكلي في السياسات العامة للدولة باستقرار سعر الصرف وانعكاساته الإيجابية، آملاً ان تحدث تحولاً في معالجة كثير من التشوهات في القطاع. وابان ان النشاط الزراعي شهد كثيراً من التعقيدات في الفترة الماضية، مما انعكس على عدم استقرار واستدامة القطاع، وقطع بالاستعداد المبكر للعروة الصيفية، وتذليل كل العقبات والتحديات التي تؤثر في الانتاج والإنتاجية، لافتاً إلى دعم الحكومة الموسم الزراعي القادم، وتعهد بتوفير محفزات وتسهيلات للمستثمرين حرصاً على النهوض بالقطاع.
تدمير ممنهج :
وفي غضون ذلك اعلن محافظ مشروع الجزيرة د. عمر مرزوق عن تأهيل منظومة الري والبنية التحتية الهندسية التي تحتاج إلى مليار دولار، وشدد على ضرورة تضافر الجهود، كاشفاً عن اتباع النظام البائد سياسات قادت الى التدمير الممنهج الذي لحق بالمشروع منذ عام 1998م، بعد سبعين عاماً من انشائه وفشله إلى اليوم، واكد اهتمام الحكومة الانتقالية بتأهيل وتطوير المشروع، لانه يعتبر اكبر مشروع اقتصادي في البلاد، لافتاً إلى وضع دراسة استراتيجية متكاملة للنهوض بالمشروع لإعادة هيكلته.
تبرعات :
ومن جهته اعلن رئيس اللجنة التسييرية لاتحاد مشروعي الجزيرة والمناقل عثمان حسان عن تبرع المزارعين بمبلغ 650 مليار جنيه، وكشف عن الدمار الذي لحق بالمشروع ابتداءً من تشريد المزارعين الذين وصل عددهم الى نحو 130 الف عامل بعد بيع أصول المشروع للشركات، مبيناً أن زراعة القطن اصبحت طاردة في عهد النظام البائد، وشدد على ضرورة الرجوع لزراعة القطن لجهة أنه يوفر وظائف لعدد كبير من العاملين بالمشروع فضلاً عن توفير العملات الصعبة، وأشار إلى بيع خط السكة حديد عبر استغلال اصحاب النفوس الضعيفة، وتحول المزارعون من أصحاب حق إلى عمالة، ونبه الى ان المشروع في السابق كان داعماً للقطاعات التعليمية والصحية.
تغيير مفهوم الإدارة :
ومن جانبه رهن رئيس مجلس إدارة المشروع صديق عبد الهادي نجاح المشروع في الفترة القادمة بتغيير مفهوم الإدارة باعتبارها المشكلة الحقيقية للمشروع، وشدد على ضرورة مشاركة كل الجهات ذات الصلة في السياسات التنفيذية للمشروع باعتبارها الداعم الحقيقي لنجاح المشروع، داعياً لربط السياسات الإدارية بالرؤية الوطنية، ووصف قانون 2005 م بأنه سيئ الذكر لجهة أنه يحمل الكثير من التعقيدات، وأضاف قائلاً: (يجب وضعه في مزبلة التاريخ)، وشدد على ضرورة مشاركة كل الفئات في القانون الجديد عبر الحوار المجتمعي المفتوح.
حملة إعمار :
وقال المستشار الاعلامي السابق لرئيس مجلس الوزراء فايز السليك: (إن مشروع الجزيرة من أكبر المشروعات المروية بالبلاد، وهو مشروع قومي بمساحة مليوني فدان، ويساهم في الدخل القومي والأمن الغذائي)، كاشفاً عن زراعة أكثر من ٥٠٠ الف فدان قمحاً، مؤكداً أن هذه المساحة تمثل ثلثي المساحة المزروعة في كل السودان، اي من جملة ٨٠٠ الف فدان، متوقعاً ان تساهم باكثر من ٦٠% من استهلاك القمح، موضحا ان الحملة تستهدف رجال الأعمال والبنوك والصناعات، مشيراً إلى أنها بدأت بمزارعي الجزيرة بالتبرع بإنتاجهم من القمح، وأشار إلى أن الحملة سوف تطلق في كل العالم مستهدفة أمريكا وأوروبا ودول الخليج ومستهدفة كذلك الجالية السودانية بالخارج .
ونوه بأن الحملة ستخصص لها ارقام وحسابات لتبرعات السودانيين من كل الدول
المصدر: صحيفة الانتباهة