حوار: هبة محمود
هدد المنسق العام للجبهة الثورية، عضو هيئة، قيادة الحزب الديمقراطي الأصل ورئيس كيان ومسار الشمال، محمد سيد أحمد الجكومي، بتكوين حركة مسلحة من أبناء الشمال للدفاع عن الحقوق، وأكد ضرورة نيل المسار لحظه في قسمة الثروة .وحدد الجكومي، مسار الفترة الانتقالية، باتجاهين هما الانقلاب أو الانتخابات المبكرة، وقال إن هناك جهات تسعى، لان تؤول وزارة التعليم إلى مسار الشرق، في حين لوح، بإمكانية اللجوء إلى تكوين حركة مسلحة، من أبناء الشمال، للدفاع عن الحقوق، متهما الحكومة بالانحياز لحملة السلاح. ونوه في الوقت نفسه إلى أنهم يملكون، القدرة الكافية، لإعداد حركة مسلحة، من أبناء الشمال المفصولين من القوات المسلحة وجهاز الأمن.وذكر ان جميع الخيارات مفتوحة أمامهم، موضحا بان الذي أعطى الآخرين الفرصة والحق في إعطاء حملة السلاح، فإن هذا لا يمنعهم من حمله . ونبه الجكومي، إلى وجود، أصحاب المصالح في عدم قيام المجلس التشريعي، في توقيته المعلن له وفق المصفوفة، خوفا على مصالحهم، فيما أقر بفشل مشروع تكوين كتلة انتخابية، نسبة للأطماع، من قبل مكونات التحالفات التي أسقطت النظام. الحوار في السياق التالي:
]بداية دعنا نبدأ معك بآخر التطورات، فيما يتعلق، بخانة وزير التعليم التي لاتزال، فارغة، ما الذي حدث؟
=هذه المسألة تم مناقشتها خلال اجتماعين لمجلس الشراكة، وتم الاتفاق على مشاورة أطراف، مسار الشمال والشرق والوسط للاتفاق على مرشح واحد، أو ان يقوم كل مسار بترشيح شخص، للدفع به لرئيس الوزراء ليختار من يختار، وحتى هذه اللحظة ظلت المشاورات ماضية ولم نصل فيها لحسم ، هذه المسألة، ولكن يمكن ان نستطيع القول ان هذه الوزارة سوف تذهب لمسار الشرق، والحكومة تتجه لذلك .
]كيف تبين ذلك؟
= من خلال الحديث داخل مجلس الوزارء. أنا جلست الى الأخ شمس الدين كباشي قبل يومين، وعلى الرغم من انه ذكر بان الوزارة حق أصيل لكل المسارات، لكن نحن نرى ان البعض يريد ان تذهب هذه الوزارة الى مسار الشرق، لاعتبارات ان يأخذ تمثيلا أكبر داخل مجلس الوزراء، لان هناك ممثلا واحدا لشرق السودان من الـ25 وزيرا أتى من قوى إعلان الحرية والتغيير، لكن المسألة تبدو أكثر غموضا، في هذا الملف.
]كيف؟
= إذا كان مسار الشمال قدم مرشحه وتم رفضه وكذا مسار الوسط، في وقت تجمد فيه الحكومة مسار الشرق بصورة غير معلنة، فكيف سيتم حسم المسألة. وبالتالي نحن بحاجة لجلسة نهائية يكون فيها كل من كباشي وحمدوك حاضرين بالإضافة لقيادات المسار لحسم هذا الأمر.
]مرشح مسار الوسط تم رفضه أيضا؟
= نعم وهذا يوضح ان هناك وجهة نظر بان يتم الاحتفاظ بهذه الوزارة لمسار الشرق، والاحتفاظ لمسار الشرق، يعني عقب عقد مؤتمره التشاوري، بنص المادة 32 من اتفاق جوبا، وهذه جميعها ملابسات نحتاج إلى مناقشتها.
]حال آلت هذه الوزارة لمسار الشرق، ماهي الخيارات أمامكم؟
= مسار الشمال ينبغي ان يجد حظه من الثروة، هناك وظائف قيادية في البرلمان، ووزارات الدولة في الخارجية، ومفوضيات ورئاسة لجان في البرلمان، هذه جميعها خيارات مفتوحة.
]يعني سوف تلجأون إلى خيارات بديلة، ولن تتمسكوا بالوزارة؟
= والله نحن حتى الآن متمسكون بالوزارة حتى تتم جلسة، لتسوية هذه القضايا العالقة، ونحن سبق ان جلسنا الى الرئيس البرهان كجبهة ثورية، ولدينا جلسة مع الأخ حميدتي ، ومن بعد ذلك لدينا خيارات. نحن نعلم ان هناك عطشى لمقاعد السلطة، ومثل ما صبرت الناس على عمر البشير 30 عاما فيمكن أن نصبر على الآخرين 3 سنوات.
]يمكن القول إنكم كمسار زاهدون، في المناصب؟
= الذي يمارس السياسة لا يمارس الزهد، لكن الحكومة، تعطي اعتبارا لأصحاب السلاح، والسلاح لا يعوزنا، واذا كان الآخرون حملوا السلاح، فنحن ايضا لدينا القدرة على صناعة القوة المسلحة خاصة وان الأن لدينا رصيد جاهز، من الذين تم فصلهم من القوات المسلحة ومن جهاز الامن والشرطة ولدينا الآلاف جاهزون عدة وعتادا، من أبناء الشمال يمكن ان نصنع منهم حركة مسلحة، في أي وقت .
]هذا يعتبر تهديداً؟
= نحن من صناع الثورة وبالتالي سنحافظ عليها، ولكن اذا أصبحت الحاكمية لمن يملك السلاح فان الذي أعطى الآخرين، الفرصة والحق في أن يمتلك السلاح فهذا لا يمنعنا من حمله.
]تناقشون هذه الخلافات داخل مجلس الشركاء؟
= نعم ولكن إذا أنت تريد منح الآخرين القوة لانهم يحملون السلاح، فيمكن ان نحمل السلاح، ومثل ما قال البشير سابقا: ( نحن جينا بالقوة، والزارعنا غير الله يجي يقلعنا) .نحن نستطيع أن نحمل السلاح ولدينا الرجال وكمان مدربين وجاهزين، فاذا أخذنا فقط المفصولين من الأجهزة النظامية من أبناء الشمال، فهذا رصيد كاف جدا ان يكون لأبناء الشمال درع عسكري يستطيعون الدفاع به عن أهلهم، لكن مثلما رفضنا الذهاب لتتريس الطرق و الاعتصامات، كذلك نرفض حمل السلاح، وهذا الحديث قلته لقيادات الحركات المسلحة قلت لهم إنني امتلك القدرة على تكوين حركة مسلحة، فأنا وابناء عشيرتي نمتلك حوالي 5 آلاف عربة، وأستطيع ان آتي لهم بـ5 آلاف دوشكا، وآتي من الشمالية، وتستقبلني لجنة الترتيبات الأمنية ونرتدي الكدمول. السيارات الموجودة لدينا على مستوى الاسرة عدد لايستهان به، ناهيك على مستوى الشمال، وبالتالي ليس كل من يحمل سلاحا يتم دعم قضيته، وأسهل شيء أن تحمل سلاحا .
]لكن التفاوض تم معكم في جوبا جميعكم، تحت مظلة الجبهة الثورية وهذا اتفاق محسوم، فلماذا الغبن؟
= نعم ولهذا نحن نصر على إنفاذ الاتفاق كاملا ونصر على انفاذ المادة 80 من الوثيقة الدستورية التي منحت كل أطراف العملية السلمية الحق ان يكونوا جزءا لا يتجزأ من مجلس الشركاء ، ونصر على ان القضايا القومية أعطت كل أطراف العملية السلمية الحق في المشاركة في السلطة، ولكن هناك اتفاقا داخليا تم توقيعه بواسطة 8 تنظيمات، وهناك 5 تنظيمات لم توقع، وهذه الـ 5 تنظيمات مجلس الشركات أجاز الاتفاق الداخلي الذي منح مسار دارفور 67% من السلطة والمنطقتين 20% والمسارات السياسية الثلاثة منحها 13 % لذلك نحن الآن نتنازع في وزارة واحدة هي وزارة التعليم، في وقت نال فيه مسار دارفور 5 وزارات، ومقعدين في مجلس السيادة، وهذه جمعها أشياء قد تولد الغبن، الآن الناس يتحدثون معنا أننا فرطنا في حقوق الشمال، ولكن نحن عندما ذهبنا ذهبنا لمناقشة قضية التنمية المفقودة ولذلك لم نتحدث عن مسألة قسمة السلطة في الوقت الذي كان فيه أصحاب مسار دارفور واضحين وهو هدفهم السلطة، بالاضافة لقضاياهم في التنمية والنازحين والتعويضات وغيره، وكذلك المنطقتين ومسار الشرق، لكن نحن في مساري الشمال والوسط لم نذهب إلى السلطة، وعندما أتينا لتقسيم السلطة، كنا مثل بقية المسارات أي ان ما يستحقونه نستحقه نحن ايضا ، ولكن مجلس الشركاء انحاز لحملة السلاح وهذا مؤشر خطير قد يعطي الحق للآخرين ايضا ان يملتكوا السلاح، وما أسهل حمل السلاح.
]لماذا لم تبدوا اعتراضكم منذ البداية؟
= اعترضنا وقلنا ان اتفاق جوبا الداخلي شأن يخص الموقعين عليه، قبل ان تنشق الجبهة الثورية، وبالتالي نحن نقدم التنازلات لبعض لكن عندما انقسمت الجبهة الثورية وعندما أتينا للخرطوم أصبح كل شخص يتحدث عن نفسه وبالتالي أصبحت الجبهة الثورية بلا مستقبل لعمل موحد . الآن نحن نعيد بناء الجبهة الثوية في مجموعتنا التي تضم حركة جيش تحرير السودان قيادة مني وحركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة علي حامد شاكوش، وحركة تمازج بقيادة محمد علي قرشي وكيان الشمال والحزب الاتحادي الديمقراطي بالاضافة إلى الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة بقيادة الأمين داؤود، وسنعمل على توسعة الجبهة الثورية لانضمام آخرين، ونحن الآن نمضي لاستعادة نداء السودان بوضعه القديم ، برؤى جديدة، لانه الآن مختطف بواسطة مجموعة صغيرة لا تمثله، احتفظت بهذا الاسم داخل الحرية والتغيير وأصبحت في مجلس الوزراء ومجلس السيادة، لكن واقع الحال يقول انهم مجموعة مختطفة، وظللنا نناقش هذا الأمر منذ حياة الراحل الإمام الصاتدق المهدي، ومازلنا نعمل على إصلاح نداء السودان حتى يتم إصلاح الحرية والتغيير .
]دعنا نعترف أنكم كقوى معارضة ظللتم تنادون بالحقوق ومصالح الناس، لكن على أرض الواقع أصبحتم تنظرون إلى مكاسبكم؟
= اتفق معك تماما، وأقول ان المشروع الوطني والنهضوي ومشروع للبناء والتعمير الذي كنا نحلم به سنين عددا تمزق وتصدع على أعتاب السلطة. الكل أصبح يمني نفسه بان يجد وزارة. على سبيل المثال، نجد ان أطراف العملية السلمية نالوا 7 وزارات ، نحن كنا نفهم وهذا ما سعينا اليه ان يأخذ كل مسار وزارة، وتتبقى وزارتان فلتذهبان الى مسار دارفور، و75 مقعدا داخل المجلس التشريعي ورؤيتنا ان يأخذ كل مسار 10 مقاعد، وتأخذ دارفور 35 مقعدا، لكن الشره والطمع هو الذي أفضى الى تصدع الجبهة الثورية، وأورثنا المشهد الآن.
]ظللتم ترمون باللوم على مطامع الإنقاذ، وأنتم الآن تمضون في ذات الاتجاه، دون وضع أي اعتبار لمصلحة البلاد؟
= لا .. الإنقاذ كانت مشروعا تدميريا قام ضد الإنسانية بكافة أشكالها و…
]مقاطعة. عفوا أنا لا أعني ما ذكرت، ولكن قصدت حب السلطة والامتلاك؟
= الاإنقاذ كانت تمتلك السلطة لوحدها، ونحن الآن ليس لدينا مانع في ان تمتلكها 5 أو 6 تنظيمات من دارفور . انظري الآن للحكومة، تجدين ان هناك أكثر من 20 تنظيما او حزبا وهنا يتضح الفرق بيننا والإنقاذ. في عهد الإنقاذ تجدين مثلا 75 وزارة، الحكومة تستأثر بـ 40 أو 50 وزارة بينما تمنح البقية للآخرين، والآخرون أنفسهم عندما تقوم بالتنقيب عنهم تجدهم من صنائعها، وبالتالي لا مقارنة معها. نحن كثوار ظللنا نظلم بعضنا البعض، وسوف نذهب للاحتكام عند المواطن السوداني عقب انتهاء الفترة الانتقالية، وإذا صبرنا على البشير 30 عاما سوف نصبر على حكومة الانتقال 3 أعوام ثم نذهب لمقابلة الجماهير وحينها، سيعلم كل منا حجمه الطبيعي عند الشعب السوداني..
]الوضع لا يختلف كثيرا، أنتم صعدتم للمشهد ككيان واحد تحت مظلة الحرية والتغيير، وحدثت انقسامات وأنتم الآن تتنازعون، فلو ان كيانا واحدا أو حزبا واحدا صعد الى المشهد لوحده، لاستأثر بالسلطة دون الآخرين؟
= نحن فعلا كانت لدينا آمال وطموحات لتحقيق كتلة انتخابية تاريخية، نخوض بها المشروع ولكن فشل هذا المشروع نسبة للأطماع. الآن هذه الحكومة سياسية، ولديها فرصة كبيرة للنجاح لانها مكونة من قيادات وكوادر سياسية ظلت تقاتل النظام .
]لكن الأطماع تظل موجودة؟
= ونحن نعترف ان المجلس المركزي للحرية والتغيير سارق للسلطة والثورة ولا يمثلها، ولكم دعا لموكب فشل وكذا تجمع المهنيين، والثورة صنعها أبناء الطبقة الوسطى ولجان المقاومة والآن لجان المقاومة تطالب بـ 50 % من مقاعد المجلس التشريعي، فقلنا لهم اننا كأطراف عملية سلمية ليس لدينا مقاعد ولكن ندعم حقها عن الحرية والتعيير لأنه لا يمكن ان يكون حزب لا تتعدى عضويته الـ 3 أو 4 آلاف يكون ممثلا بوزيرين ولديه طموح في المجلس التشريعي وان يتولى مناصب قيادية وأصحاب المصلحة الحقيقيين هم لجان المقاومة . الحرية والتغيير الآن لا تملك الشارع واذا حديثي خطأ أدعوها للدعوة لموكب فيه 5000 شخص فقط ولن يستطيع. المجلس المركزي للحرية والتغيير سارق للثورة ولا يمثلها بكل تفاصيلها. الثورة سرقت وأرى في لجان المقاومة البذرة لاحيائها ولذلك نجد ان هناك أصحاب مصلحة في عدم قيام المجلس التشريعي من الحرية والتغيير.
]لماذا؟
= لأن المجلس رقيب ويحاسب ، وهم يتخوفون من ذلك . المجلس التشريعي عبارة عن ثورة. نحن أخرجنا مصفوفة محددة لتشكيله، ولم يتم الالتزام بها.
]لكن الكتلة الأكبر في التشريعي للحرية والتغيير، فمن ماذا يتخوفون؟
= أي كانت الكتلة الأكبر، فالمجلس التشريعي يمثل رقابة ولجان المقاومة تصر لان يكون لديها وجود وأنا أعلم ان لن يتم منحها ذلك.
]الآن المجلس المركزي للحرية والتغيير لم يعد ذا قيمة عقب مجلس شركاء الفترة الانتقالية؟
= أصبحوا جميعهم حكاما ووزراء للأسف.
]تتوقع كيف ستمضي الفترة الانتقالية؟
= الفترة الانتقالية تمضي في اتجاهين.
]ما هما؟
= انتخابات مبكرة أو انقلاب.
]لماذا؟
= لأن هذه القوى قوة متشاكسة غير متفقة وليس لديها برنامج.
المصدر: صحيفة الانتباهة