حوار: هنادي النور
كشف الامين العام لاتحاد الغرفة الصناعية اشرف صلاح عن توقف كافة المصانع عن البيع بسبب الانخفاض المتسارع لقيمة العملة الوطنية وارتفاع التكاليف والعديد من أسعار السلع ومدخلات الإنتاج، وأضاف ان كل هذه الإشكالات بدأت خلال شهر يناير المنصرم، وقال إن العديد من مصانع الحديد والمواد الغذائية متوقفة عن البيع بغرض مراجعة التكلفة، مقراً بوجود معيقات قديمة متوارثة تواجه القطاع الصناعي، منها تدني سعر الصرف الذي أسهم في إحجام المصانع عن شراء المواد الخام بجانب تردي البنية التحتية للمناطق الصناعية بسبب انعدام شبكة الصرف الصحي، فضلاً عن الارتفاع الحاد في أسعار الكهرباء، والعديد من المحاور في هذا الحوار معه.
] المؤشرات الإيجابية في موازنة العام ٢٠٢١م؟
– فيما يتعلق بالميزانية في الأساس عبارة عن تقديرات، وكتقييم أرقامها بشأن القطاع جيدة، ولكن العبرة في التنفيذ،أما جانب الإيرادات فمن العيب على الميزانية استحداث العديد من الرسوم وزيادة الكهرباء دون تدرج، ومن المتعارف عليه بأن إنتاج الكهرباء عال، بيد أن الزيادة التي أعلنت أقل ما توصف بالضخمة جداً وفجائية أغفلت الشرائح الضعيفة، أيضاً أصدر بنك السودان المركزي منشوراً وفق الموازنة وجهت فيه سياساته المصارف العاملة في الدولة برفع سقف التمويل، وحال تم تنفيذ التوجيهات سيكون هنالك علاج لمشكلة أساسية يعاني منها القطاع الصناعي والزراعي وهي مشكلة التمويل، فبنك السودان بناء على الميزانية أصدر توجهات بسياسات جديدة ومايخص القطاع الخاص فيها الجانب المتعلق بحصر التمويل للإنتاج وحظر التمويل على الحكومة وحظره أيضاً على المضاربين وتجار العملة وللتجارة عموماً والاستيراد ماعدا الاستيراد للقطاع الصناعي والزراعي والتعدين والآليات الخاصة بالتنمية، فالمنشور ناتج عن الميزانية وبذلك يمكن القول إن الميزانية بها جوانب إيجابية، ولابد من الإشادة ببنك السودان في مشاركتة للقطاع الخاص وقطاعاته المختلفة في دراسة المؤشرات التي بنيت عليها السياسة المالية .
] أزمة الدقيق لا تزال حجر عثرة للحكومة في ظل تهريب الدقيق وزيادة أسعار الخبز ماهي الحلول برأيك ؟
– الأزمة في الخبز وليس الدقيق كما معلوم لدى الجميع أن الدولة تقوم بدعم الدقيق هذا الدعم ثابت وهو دعم ضخم جداً والدولة تسلم المخابز جوال الدقيق بواقع (٦٠٠)جنيه في حين أن السعر الحر تقوم بشرائه الدولة بواقع (٦) آلاف أي عشرة أضعاف ومع ذلك ظلت الدولة بعد الثورة ملتزمة بالدعم، وشعبة المخابز جزء من إتحاد الصناعات كانت تجأر بالشكوى منذ زمن طويل بأن تعرفة الخبز بواقع (٢) جنيه غير مجزية وصحيح الدولة داعمة الدقيق فقط ودعم جزئي للغاز، لكن بقية السلع المستخدمة في العملية الإنتاجية سلع محررة منها إيجار المحل والعمالة إضافة إلى مدخلات الإنتاج كالزيت وعندما كان سعر الخبز (٢)جنيه جركانة الزيت كانت بواقع (٢) الف جنيه وحالياً قفز سعرها إلى (٩) آلاف جنيه وهذا مدخل أساسي في صناعة الخبز أيضاً الخميرة كانت بسعر (٣) آلاف جنيه وحالياً سجلت (١١) الف جنيه، وبالتالي أصبحت المخابز خاسرة وغير رابحة ولذلك إذا استمر العمل بخسارة بالتأكيد يتوقف عن العمل أو اللجوء إلى بدائل مثلاً بيع الدقيق في السوق الأسود ولكن شأن الخبز ولائي، والإتجاه لعمل الخبز بالكيلو هي معالجة منصفة على الأقل لصاحب المخبز ومن المفترض ينتج عنها وفرة في الخبز مع بعض المعالجات الفنية بشرط أن توفر الدولة الدقيق المدعوم للأفران بكميات كبيرة وأن تحكم رقابتها من خلال الأجهزة الأمنية أو لجان المقاومة بحيث لا يتم تسريب الدقيق .
وهنالك ملاحظة أن الدولة أدخلت نظام الخبز التجاري ويباع للمطاعم والمناسبات في بعض الأحيان بـ (٢٥)جنيه لقطعة الخبز الواحدة خلافاً لما هو متوقع للسعر العادي بواقع (١٢) ج، مما يتوجب على سلطات ولاية الخرطوم والجهات المختصة أن تتوسع في تجربة الأفران التجارية، وترك الخبز المدعوم بطريقته الجديدة بالكيلو في الأحياء ولكي تكون هنالك منافسة للأفران التجارية، وأعتقد أن السعر العادي من المفترض أن لايتجاوز (١٢)جنيهاً للتجارية وأيضاً يجب على الدولة إرجاع نسبة الاستخلاص السابق في الدقيق لجهة أن الخبز بات ردئياً .
] رأيك في حديث الحكومة بشأن الإصلاح الإقتصادي ؟
-نظرياً القطاع يتفق مع رؤية الدولة للإصلاح الإقتصادي، والذي يحتاج لتضحيات، لذلك على الدولة الحرص على أن يكون أثره على الشرائح الضعيفة أقل مايمكن، نسبة إلى أن الإصلاح لديه زمن، ومن المتوقع أن يتحسن الوضع ولكن إذا أحسنت الدولة مناخ الاستثمار خاصة عقب إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وما نتج عنه من محاولات الإندماج في الإقتصاد العالمي، وبالتالي ستكون النتائج جيدة حال استثمرت صحيحة والعكس.
] كم يبلغ سعر شراء الكهرباء بالكيلو واط للمصانع ؟
-حالياً بلغ (٦،٣٥) جنيه في شهر ديسمبر الماضي كانت (١،٥) جنيه، أي زيادة بنسبة (٥) أضعاف، فولاية الخرطوم تنظر للمصانع بحقارة أي رسوم تفرض إجراءات واضحة. فالرسوم في بعض المدخلات وصلت ١٠٠٠%.
] ماهي المعوقات التي تواجهكم ؟
– المعوقات كثيرة جداً وهي قديمة ومتوارثة منها التضخم وتدني سعر العملة الوطنية وغياب التمويل بجانب تردي البيئة في المناطق الصناعية من صرف صحي والطرق، إضافة إلى الإرتفاع الحاد في تكلفة الطاقة الكهرباء والوقود، فالمصانع تستخدم الوقود الحر المرتبط بسعر الصرف، وأيضاً تأخر المواد الخام لتكدس ميناء بورتسودان فمعظم المواد الخام تأخذ فترات طويلة وهنالك بعض المصانع توقفت بسبب تأخر المواد الخام خاصة الفترة الفائتة.
المصدر: صحيفة الانتباهة