الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
من الطبيعي عندما أعلن السيد حمدوك عن تعيين الولاة الجدد أن الأمر قد إستوفى كل مراحل طبخ (الحلّة) ولا يحتاج إلا لمراسم أداء القسم و التسليم والتسلم ولكن ما أن غادر حمدوك (المايك) إلاّ وتعالت الاصوات المحتجة على تعيين الولاة بل وصلت حد التهديد بالانفصال وإعلان دولة بالشرق ولم تسلم من تلك الاحتجاجات العاصمة معترضة على تعيين الوالى وولايات اخرى كنهر النيل والشمالية وشمال كردفان ووسط دارفور وولايات اخرى، رئيس حزب الامة يطالب ولاته الستة بالاستقالة وعدم المشاركة، إذاً مع من تشاور حمدوك قبل أن يصل لهذه القائمة؟ موقف يعكس بجلاء حالة الانقسام والتشرذم التى تعيشها (قحت) فإن كان السيد حمدوك هو من تجاوز المؤسسية وإكتفى (بشلّة المزرعة) وخاصته كما أشيع فهذا يعني أن الأمر منقوصٌ مرفوضُ بما فيه وإن كان السيد حمدوك إكتفى بالحزب الشيوعي وحده وإلتقوا بالولاة الجدد خارج إطار أحزابهم وهذا ما يُفهم من كلام الصادق المهدي الاخير فهنا يكون حمدوك قد (شرب) مقلب الشيوعيين حتى الثمالة وتركوه يواجه الشارع وهربوا لينتظرونه عبر الاحتجاجات يهتفون ضد التعيين وهذا (برأيي) هو مُبتغى الحزب الشيوعي فكلما تقدم الناسُ خطوة أعادوهم للوراء ثلاثاً حتى يكون بمقدورهم تمديد الفترة الانتقالية تحت ذريعة تأخر السلام وتعيين الولاة و اختيار أعضاء المجلس التشريعي وهذا ما يجعلهم يتزعمون (الشُغُل بالقطّاعي) من داخل (قحت) ملف ثم الاخر سلامٌ ثم ولاة ثم مجلس تشريعي وبعدها يُسوقُون لقصر الفترة الانتقالية باعتبار أن هياكل الحكم قد تأخرت كثيراً. إذاً حمدوك بإعلانه لقائمة الولاة قد لفّ أنشوطة الشيوعيين حول رقبته من الشيوعيين و أوجد لهم مُبرر المطالبة بإقالته وتعين رئيس وزراء جديد ومن ثَمّ المطالبة بتمديد الفترة الانتقالية امام القادم الجديد.
حقيقةً لا أدري إن كان السيد حمدوك مدركا لخطورة الوضع وهو يصادق ويعلن عن هذه القائمة الهزيلة جُلّ خبراتهم شهادات الشبكة العنكبوتية تطوير المهارات والخطابة وغيرها مما يباع ويشتري فى الهواء، هل درس حمدوك هذه الخطوة جيدا وهو يقفز هذه القفزة الكارثية التي تخطى بها أصحاب الشأن الحقيقيين وهم سكان الولايات متجاوزاً النسيج الاجتماعي والتباين القبلي والاثني والعرقي وكأنها (أي الولايات) هي ملك حصري لكل من يجلس على كراسي الحكم بالخرطوم. أعتقد أن السيد حمدوك قد تعرض لعملية (نصب) كُبري من الحزب الشيوعي عندما صوروا له سُهولة اختيار الولاة كمن يختار أعضاء مكتبة وأخفوا عنه ما يعلمونه جيداً عن هذا الملف الخطير. و اخفوا عنه ماذا يعنى أن تأتي بحاكم لاناسٍ وهم له كارهون بل ومشككون فى جنسيته السودانية وماذا يعنى أن تأتى بحاكم مُتهمٌ حتى فى إنتمائه للوطن فكيف سيرضى الناسُ بأمثال هؤلاء.
اختيار الولاة وحكام الاقاليم كما كانت تُسمى أيام الرئيس (نميري) هى من أكثر الملفات حساسية وتعقيداً يسبقها عمل لا يفهمه حمدوك وفى ذات الوقت قد لا يجهله الشيوعيون ولكنهم أرادوا بالرجل غدراً، فلماذا أهملوا المُكون الحزبى بالولاية والطرق الصوفية والكيانات والنقابات والعشائر والنظار والعُمد بل وأين القبائل والادارة الاهلية من تشكيلة حمدوك التى لفظها الشارع بهذا الغضب العارم والنكتة الساخرة قبل أن تكمل أربعة وعشرين ساعة، هل كانوا يحسبون أن الإنقاذ كانت تفعل هذا بالولايات تسوقهم سوقاً كما القطيع؟ أم كانت هناك مُوازنات ولقاءات وترضيات ومعادلات مُعقدة لن تفهمها (قحت) ولو جثت على ركبتيها عشرين عاماً تستجدي الولايات. أم كانوا يحسبون كفى أن تأتي بابن الولاية ليحكمها ولو كان لا يجد القبول ناشزاً مُترفعاً لا يعرفونهُ في عزاءٍ ولا فرح ولم يجالسهم تحت ظل شجرة ولا راكوبة.
إذاً مع من تشاور حمدوك؟ يظل سؤلاً باقياً ولماذا تعترض بعض لجان المقاومة على هذه التشكيلة يظل سؤال ثانٍ ومن (دقّس) السيد حمدوك كل هذه الدقسة الكبيرة يظلُ هُو سؤال المحوري الذي يجب على السيد حمدوك أن يجيب عليه بشجاعة حتى ينجو بنفسه من هذه (الورطة) ولو إضطره ذلك لإعادة توزيع ورق (الكوتشينة) مرة أخري والاحتماء بالجيش. فالوقت لا يتسع لكل هذه (المُماحكات) السياسية ومعاش الناس ما زال فى ذيل إهتمامات الحكومة ورائحة الفساد بدأت تفوح في اجهزتها فأيهما أولى أن يلتئم شمل الحكومة (الناقصة) أم أن يُفتح ملف تعيين الوُلاة؟
قبل ما انسى: ـــ
عندما يأتينا نفرٌ كريم من (الحدادين) في زمنٍ غابر يبقون في القرية لعدة أيام يصلحون الاوانى ويرقعون الحِلل ويصنعون الجرادل كانوا أيضاً يغيرون قاعدة صفيحة ورود الماء وكانت من أهم عناصر الحياة فبمرور الزمن تتآكل قاعدتها ويخر الماء من كل جوانبها على رأس (ست البيت) فيغيروها عندهم. وهذا ما يحتاجه السيد حمدوك فقد تكرر خرير الماء على رأسه فمن الافضل له أن (يرقع القيروانة) .
معلومة لوجه الله: ـــ (القيروانة) وتسمى ايضاً الصفيحة وهى إناء الزيت الفارغ من الحديد سعة (36) رطل كان يبيعها التجار وتستخدمها النسوة كماعون لوُروُد الماء.
The post السودان: العيكورة يكتب: حمدوك و(كتاحة) تعيين الولاة! appeared first on الانتباهة أون لاين.