تقرير : سيف آدم هارون
يشهد الوضع السياسي والأمني في ولاية كسلا، حالة ارتباك وتوتر بين الرافضين والداعمين لتعيين الوالي الجديد صالح عمار؛ الذي فجر الأوضاع بالمدينة منذ يومين.
وبدأت الأحداث عقب إعلان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أسماء ولاة الولايات، إذ قُوبل إعلان تولي صالح محمد صالح عمار حامد لمنصب والي كسلا برفض واسع من بعض المكونات والتنظيمات في الولاية.
ولم تكتفِ عدد من المكونات القبلية بالرفض الناعم فقط، وإنما سارعت بإغلاق الجسور واحراق إطارات السيارات داخل أمانة الحكومة في سابقة لم يشهدها المقر من قبل.
وتضاعف عدد الرافضين للوالي الجديد، بعد أن سيطروا بطريقة شبه كاملة على الكباري بوضع المتاريس ونصب الخيام في قارعة مدخل الجسر، وتقديم الوجبات الدسمة للمعتصمين المنتشرين على ضفاف نهر القاش قبالة الكبري، مصحوبة بأصوات الموسيقى العالية والأغاني الوطنية والمخاطبات القوية، وإعلان استمرار الاعتصام المفتوح، في وقت ترابط سيارت الشرطة والأجهزة النظامية الأخرى على مرمي من ساحة الاعتصام.
في المقابل، لزمت قوى الحرية والتغيير، وهي الحاضنة السياسية للوالي الجديد؛ الصمت حيال ما يحدث، في وقت حمّل قادة المحتجين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مسؤولية الأزمة المتصاعدة، في حين يتخوف البعض من تجدد الصدامات الدامية وإراقة الدماء وانتشار الفوضى وفقدان الأمن والاستقرار بولاية كسلا.
ويرى مراقبون، أن استمرار إغلاق الكباري لليوم الثاني على التوالي هو مدخل لحدوث اشكالات قد يستعصي حلها في ولاية اتصفت بكثرة تجديد اتفاقيات “القلد”، الأمر الذي دفع أعداد كبيرة من المواطنين للمجاهرة بضرورة تدخل المركز قبل وقوع “الفأس في الرأس” – حسب تعبيرهم.
في الأثناء، طالبت أصوات معتدلة بمراعاة أوضاع الولاية ذات الأوضاع الأمنية الهشة ، وشددوا على إجراء تعديل عاجل بتحويل صالح عمار لولاية أخرى والدفع بوالٍ آخر من الولاة؛ الذين تم اختيارهم قبل يومين؛ لضمان تقوية النسيج الاجتماعي ومعاونة الوالي في تنفيذ متطلبات بنود الثورة.
وأشاروا إلى أن الولاة تم اختيارهم لخدمة عامة الشعب، ونبهوا إلى أن تجاهل المركز لأحداث كسلا سيفتح الباب لدخول جهات تتربص بالثورة وتترصد الثغرات لتحقيق الأجندة الهدّامة.
في المقابل، وصفت قيادات سياسية بيان تجمع المهنيين بكسلا؛ الداعم لترشيح صالح عمار، بأنه “ضعيف” وفاقد للمصداقية من واقع تحفظ بعض أعضاء التجمع تجاه إصدار البيان.
وقالت قيادات سياسية، إن المصالح وتطييب الخواطر دفع بعض أعضاء تجمع المهنيين لإصدار البيان؛ الذي بدوره كشف حجم الصراع الدائر داخل التجمع المُتهم بالانحياز لجهات معلومة خصمت منه الكثير – حسب رأى تلك القيادات.
وترى ذات المصادر السياسية، أن ماقام به تجمع المهنيين هو من صميم عمل قوى الحرية والتغيسر؛ الحاضنة التي دفعت بترشيح صالح عمار للمركز، وشبّه البعض موقف تجمع المهنيين بالعاطفي.
في غضون ذلك، برر مقربون من قوى الحرية والتغيير، صمت “قحت”، تجاه الأزمة للصراعات داخل مكونات القوى، والانقسامات الكبيرة واللوبيات التي باتت تتصدر المشهد، الشئ الذي افقد “قحت” القدسية وكثيراً من الاحترام في أوساط الكثيرين.
ويطالب البعض بمخاطبة المركز لتلافي الكارثة الأمنية المُحتملة في ولاية كسلا، مع إحداث تغييرات قوية داخل “قحت” للمحافظة على ما تبقى من ماء الوجه، بعد ظهور الوثائق المُسربة عبر “الميديا” التي أكدت اختراق قوى الحرية والتغيير، وهشاشة بعض المكونات، والتغابي المفضوح تجاه الترشيحات الأخيرة للجنة إزالة التمكين.
صحيفة مصادر