الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
بدأت الحملة ضد القوات الأمنية وعلي رأسها الجيش السوداني مبكرة قبل حادثة فض اعتصام القيادة العامة في ٣ يونيو ٢٠١٩م بمدة طويلة وفي شكل استفزاز لكبار الضباط وهتافات تشكك في قومية الجيش ولا زالت الحملات العدائية مستمرة في تناول غير معهود ولا مسبوق مصحوباً بتصريحات سياسية حول تفكيك الجيش (مسمار وراء مسمار) ومصادرة الشركات الأمنية وإحلال القوات التي تتبع لحركات التمرد محل الجيش وذلك بإسم القومية وتمثيل الهامش في القوات المسلحة.
وقد نسي هؤلاء أن الجيش السوداني هو جيش قومي من الدرجة الأولى والإنتماء إليه من كل السودان شماله وجنوبه وشرقه وغربه ووسطه ولكنهم يريدون جيش بأيدولوجية معينة وفكر محدد هو فكر اليسار والحزب الشيوعي السوداني الذي يصور للناس أن الجيش الحالي هو جيش تمكين يتبع للحركة الإسلامية السودانية أو للمؤتمر الوطني في حين أن الجيش هو الذي أسقط الحكومة السابقة وأعتقل رأس النظام وجعله يمثل أمام العدالة في كل التهم الموجهة إليه وكان جزاء الجيش السوداني إزاء هذا الإنحياز للشعب السوداني هو جزاء سنمار لدرجة أن يتحلق رجال حول فتاة ويرددون معها هتاف يصف العسكر بأنهم مغتصبي نساء وقتلة ومصاصي دماء.
يأتي هذا قبل أن يجف مداد الهتافات التي تعالت في العيد الأول للثورة والتي تقول: (معليش معليش ما عندنا جيش) وأغاني دسيس مان التي يبثها تلفزيون السودان ويتم تحميلها علي مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنال من الشرطة (كنداكة جات بوليس جرا) وهي أيضاً تعبر عن عدم الوفاء للشرطة التي أعلنت أنها تتعرض للمتظاهرين السلميين إثر بيان معروف للقاصى والداني.
والأدهى والأمر أن هذا التناول السالب للجيش من قبل كتاب وصحفيبن في إطار الحملة الممنهجة وتعلن قيادة الجيش أنها قد وجهت بفتح بلاغات ضد كل من يسئ للقوات المسلحة أياً كان موقعه داخل السودان أم خارجه وردة الفعل العنيف (من جانب القوى التي تسعى للنيل من القوات المسلحة) إزاء هذا الإجراء القانوني مرده إلى الشعور بخيبة الأمل من فشل الحملة المسعورة ضد الجيش وردة الفعل غير المتوقعة بأن مارد الجيش قد خرج من قمقمه والأسد غادر عرينه ليزأر ويزمجر. ويعود جيش الهنا من جديد لحراسة الدماء والأموال. والشاعر عبد الرحمن الريح عندما كتب هذا النشيد في خمسينيات القرن العشرين: (جيشنا يا جيش الهنا الحارس مالنا ودمنا.. وقتا قريب ما بعيد التاريخ لنفسه بيعيد.. المدافع تضرب تبيد.. السوداني الموت عنده عيد). وأبو قرون عبد الله ابو قرون كتب في ثمانينات القرن العشرين: (يا راية في جيش الفتي المهدي الامام). لم يكونوا يتوقعون أنه سوف يأتي زمان وبعض أبناء وبنات السودان يعرضون بجيشهم ويتعقبونه بالإشاعات والإتهامات الزائفة تمهيداً لإستبداله بأعداء شعبه من المتمردين واليونميد واليونمياس ليفقد السودان عزته وكرامته وإرثه الحضاري والثقافي.
وختاماً نقول إن الإتجاه للقضاء في مواجهة كتاب بعينهم هو سلوك حضاري وفيه احترام للقانون وهناك كتابات تحتوي على اتهامات خطيرة للقوات المسلحة لا يمكن السكوت عليها منها فض اعتصام المتظاهرين السلميين وغيرها من الاتهامات التي تؤثر سلباً على الروح المعنوية لأفراد القوات المسلحة وهم يخوضون المعارك في شرق السودان وغربه وجنوبه وقد استند الجيش إلى قانون المعلوماتية والوثيقة الدستورية وقانون الصحافة والمطبوعات وهي قوانين مدنية تحاسب على الكذب الضار والقذف والتشهير وكشف أسرار القوات المسلحة ونشر أخبارها وتحركاتها دون الرجوع للناطق الرسمي بإسمها. وكل هذه من الجرائم التي تحاسب عليها القوانين السودانية مع إعطاء المتهمين حقهم في الدفاع عن أنفسهم من خلال القضاء الطبيعي وعبر محاميهم والهدف هو تطبيق القانون وتحقيق العدالة وحماية الَمرافق والمؤسسات وعلى رأسها القوات المسلحة.
The post السودان: د. حسن محمد صالح يكتب: استهداف الجيش appeared first on الانتباهة أون لاين.