الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
وما زال ملف تعيين الولاة يشكل عقبة كؤود امام الحكومة الانتقالية والتي عجزت حتى اللحظة ان تعبر الى بر الامان بهذا الملف وغيره من الملفات الشائكة، ذلك ان الحكومة الانتقالية فتحت امامها باباً يصعب عليها اغلاقه وهي تحاول المضي في طريق المحاصصة والترضيات بعد ركنها للكفاءات ركناً قصياً.
وبين فينة واخرى تعلن الحكومة عن التوصل الى اتفاق حول تعيين الولاة تارة عبر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وتارة عبر الناطق الرسمي فيصل محمد صالح واخرى عبر قيادات من الحرية والتغيير وجميع هذه التصريحات تصبح حبيسة الادارج لحين اعلان اخر.
حذرنا لاكثر من مرة عبر هذه الزاوية ان تعيين ولاة مدنيين على ذات الطريقة سيدخل البلاد في نفق مظلم وسينعكس على المشهد الامني والاجتماعي والاقتصادي.
وعندما وجه رئيس الوزراء د عبدالله حمدوك مطلع هذا الشهر ولاة الولايات العسكريين بالاستمرار في مواقعهم بعد أن تقدموا باستقالاتهم، كنا نظن ان حمدوك بهذا القرار قرأ الملعب جيداً ووصل الى قناعة بأن الاتجاه لاستبدال هؤلاء الجنرالات في هذا التوقيت بالذات يعني مزيداً من الازمات والصراعات وانفراط عقد الامن وبالتالي هزيمة للحكومة الانتقالية وربما هبوطها قبل سقوطها وهي قراءة لم يتحسب لها من يتمسك بمطلب الولاة المدنيين في ظل الراهن المأزوم.
نعم لم يقرأ حمدوك الملعب جيداً عندما وقف عند خط الثوار العاطفي وبمجرد ان لوح باشارة التغيير جاءت ردة الفعل عنيفة من الجبهة الثورية التي أعلنت رفضها صراحة لما اعلنه حمدوك بالتوافق حول 13 من الولاة المدنيين، وكذلك وقفت الحركات المسلحة تعبر عن عدم رضاها واتهامها لحمدوك بالتنصل مما اتفق اليه مسبقاً، بينما هدد حزب الأمة هدد بانه لن يقف مكتوف الايدي وذهب اكثر من ذلك بمطالبته بنحو 7 مقاعد للولاة تكون من نصيبه فقط في نفس الوقت ارتفع صوت المرأة وثار جدل كثيف وهي تطالب بنصيبها في الكيكة.
المرأة كان لها صوت تنادي بنصيبها في منصب الوالي هذا غير التحسبات للمكونات القبلية والمناطقية وجميعهم يريد حظه في قسمة الولاة .
وعلى ضوء هذه التعقيدات ليس أمام رئيس الوزراء غير اللجوء إلى المؤسسة العسكرية ودعمها لمواصلة قيادة الولايات في هذه المرحلة بالغة الحساسية ولضمان استقرار الأوضاع، بعد أن تأكد بما لا يدع مجالاً للشك ان الولايات غير مهيأة لاستقبال ولاة مدنيين للأسباب التي أشرت إليها.
في المقابل لا بد أن نكون منصفين ونلقي بالتحية لاولئك الضباط الذين تولوا هذا المنصب واداروا شؤون الولايات بقدر من المسؤولية.
وفي ظل هذا الواقع المرير لابد أن تزن الأمور بميزان العقل لا العاطفة والصراخ الاجوف، خاصة وان عدداً من الجنرالات قد نجح في اختراق كثير من الملفات وهنا أشير كمثال الى أداء والي نهر النيل اللواء ركن عبد المحمود حماد حسين وكنموذج لنجاح العسكر في هذا الملف ومن خلال متابعتنا لمسيرة الرجل فقد استطاع عبد المحمود كسب تأييد مواطنيه فهو قريب منهم متلمساً قضاياهم ويسمع لشكواهم سواء في مكتبه او خارجه وحتى في الأسواق والمناسبات .
جملة من المشاريع الخدمية افتتحها اللواء عبد المحمود في محليات الولاية المختلفة بل ان زياراته الميدانية تكاد تكون غطت كافة مناطق الولاية مدنها وقراها واريافها وله في ذلك مقولة يكررها دائماً ( اتينا خداماً ولسنا حكاماً) وانعكس هذا الاداء على استقرار الولاية .
أخيراً هكذا يجب أن يستجيب المركز لطالما انسان الولاية عبّر عن رغبته في استمرارية اللواء عبد المحمود وليس الإشارة بتعيين امرأة بما اعتبره البعض استفزازاً لانسان الولاية .
The post السودان: محمد أحمد كباشي يكتب: الولاة .. هذا أو الانزلاق appeared first on الانتباهة أون لاين.