روحها كيانها ووجدانها متقسم ومنقسم على ديارين.. حنينها وأشواقها كرياح عاصفة تسوقها نحو الشرق، حيث النيل والنخيل. وأصل الأشياء ولمة الناس الحلوين، وتيار توجُّهها يقود شراعه نحو عاصمة الضباب لندن.
وعاؤها ممتلئ، ولكنه صامت على ملامح واستفسارات كانت تبحث عن إجابات. وملامح اختيارها للغُربة في عز الظهور الأول والنجومية، الغياب المفاجئ وضعف الظهور. محاور تركيزها على البلدان الأفريقية في مشاركتها الفنية وجوانب أكثر تطالعونها عبر هذا اللقاء:
هل وجدتِ ما تبحثين عنه في بلاد الغربة؟
الغربة لها إيجابيات وسلبيات. على الصعيد الشخصي، تمكنت من إكمال دراستي الجامعية، وبعدها اتجهت للغناء بجدية بعد أن كان الغناء بالنسبة لي هواية. بديت إحياء الحفلات العامة ومناسبات الزواج في لندن. من السلبيات البُعد عن الأهل وأجواء السودان الاجتماعية الجميلة بكل طقوسها.
ارتبطت لندن باسمك الفني ما سبب التسمية؟
لمن عدت للسودان سوئلت في أول حوار صحافي عن مكان إقامتي، فذكرت لهم أني قادمة من لندن..نزل الحوار في اليوم الثاني باسم إيمان لندن ومنذ ذلك اليوم، صار هو اسمي الفني.
بالرغم من احتمال خامة صوتك لكثير اللونيات، إلا أننا نراكِ أكثر تركيزاً على السباتة وغناء البنات؟
سبب تركيزي هو حبي الشديد لها. وهذا النوع من الغناء، يجعلك أقرب لمشاعر وأحاسيس الناس لما فيها من وصف لشهامة وكرم الرجل السوداني، وأيضاً تناول العديد من القضايا الاجتماعية. ووصف المحبوب من منظور البنات..حقيقة أغاني السباتة والبنات تحوي العديد من القيم السودانية النبيلة.
ما رأيك في المتغيرات التي تحدث بساحة الغناء، وهل أنتِ متابعة لها؟
نعم.. حصلت تغيرات إيجابية كثيرة في الساحة الفنية..الفرق الموسيقية تطورت بشكل كبير بعد أن كان الاعتماد ولسنوات عديدة على آلة الأورغن..كثرة الفنانين والفنانات أشعلت المنافسة بينهم وأصبح من الضروري جداً تجويد الأداء، وأداء الفرقة المصاحبة وتقديم الجديد المُتقن باستمرار.
وعن نفسي متابعة لكل ما هو جديد في الساحة الفنية وكل ما يقدمه زملائي وزميلاتي في الوسط الفني. والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي جعلت من السهولة بمكان متابعة كل الأخبار الفنية.
هل استطاعت لندن أن تسد كل مساحات الأرض والتراب؟
لندن فيها الكثير المفيد. وكما ذكرت سلفاً التعليم وتطوير المعرفة من أهم الأشياء القدرتَ استفيد منها طوال فترة إقامتي فيها..لكن ممكن أقول إني افتقدت لمَّة الأهل والحبان وأجواء رمضان والعيد في السودان..الإحساس بهذه المناسبات يكاد يكون منعدماً في لندن.
الملاحظ أن جُل رحلاتك الفنية محصورة على دول الأفريقية لماذا؟
الغناء السوداني في تشاد وبعض الدول الأفريقية محبوب جداً وله تأثير كبير على شعوب تلك الدول.. وأنا غنيت في تشاد.. إثيوبيا.. نيجيريا.. الكاميرون.. النيجر.
حقيقة هم بتذوقوا الأغاني السودانية ومتابعين لكل الفنانين السودانيين منذ جيل العمالقة وحتى الفنانين الشباب وحافظين لكل الأغاني.
مدى تفاعل الجمهور الأوروبي مع الغناء السوداني؟
الجمهور الأوروبي يتفاعل بشدة مع الأغاني السودانية رغم عدم فهمهم للكلمات..بتفاعلوا مع إيقاعاتنا المميزة وطريقة الرَّقص السوداني.َ
وهل استطعتِ تكوين قاعدة جماهيرية هناك؟
أعتقد أني قدرت أكوِّن قاعدة جماهيرية وسط الأوروبيين والجاليات العربية والأفريقية، وذلك بمشاركتي الدائمة في مهرجانات تُقام سنوياً في مختلف الدول الأوروبية..تراثنا السوداني غني جداً وفريد ودائماً ما يجد إعجاب مُبهر من الجنسيات المختلفة.
في عز ظهورك ونجوميتك قررتِ الهجرة ما السبب؟
لم يكن قرار هجرة بالمعنى الحرفي، ولكن دعيت لإحياء مناسبات في دولة تشاد وقضيت في وقتها فترة شهر ورجعت الى السودان..ثم تكررت الدعوات ومنذ ذلك الوقت أصبحت شبه مستقرة في تشاد مع تلبية دعوات أخرى في مختلف الدول الأوروبية والخليجية والأفريقية أيضاً.
بعيداً عن الغناء.. أي أمال كانت؟
أنا أمنيتي كانت دراسة الطب..ولكن في لندن اتجهت لدراسة أخرى وهي دراسة إدارة أعمال على أمل أن أصبح يوماً ما، سيدة أعمال كبيرة..
هناك تركيز شديد على الغناء من معظم الأصوات النسائية على الغناء بالدلوكة لماذا؟
بصراحة أنا ما بغني بالدلوكة..كانت لي مشاركة وتجربة واحدة عبر إحدى القنوات التلفزيونية، والحقيقة حبيت التجربة جداً وكانت بالنسبة لي مختلفة ومميزة في اعتقادي..لكن ما حصل تغنيت في مناسبة بالدلوكة.
حالتك المزاجية والنفسية وارتباطها بالثراث؟
التراث السوداني متأصِّل بداخلي رغم سنين الغربة، بحب الجبنة ولمتها وطقوسها وتجهيزها..وطبعاً بتكون اللمة دي مصحوبة بالغناء لإضافة مزيد من البهجة في المكان..والقهوة نفسها عندها فوائد صحية كبيرة.
في الفترة الماضية قلَّ جديدك وإنتاجك من الأغنيات؟
لديَّ الآن عمل نزل في الساعات القليلة الماضية حمل عنوان (كلام ونسات) والتي صاغ كلماتها وألحانها الأديب، وهي الآن على الميديا والوسائط، ولديَّ أعمال أخرى معه. وهنالك أعمال أخرى قدمتها حملت عنوان “ببكي بالدمعات” للشاعرة سحر ميسرة، وأيضاً أغنية (ما تقول لي) للشاعر مهدي مصطفى..وإن شاء الله في أعمال جديدة في القريب العاجل منها على سبيل المثال، أغنية (الدنيا فراقة) للشاعر ناصر مصطفى، وأغنية ما عرفتني للشاعر عمر الأمين الكاسرابي.
بماذا تبررين غيابك عن الظهور والإعلامي؟
قلة ظهوري في الإعلام بسبب عدم تواجدي في السودان..وحالياً شبكات التواصل الاجتماعي وفرت سهولة وسرعة التواصل مع المتلقي..لكن طبعاً في حال أني رجعت السودان ح أكون حريصة جداً على الظهور في الإعلام وخاصة الإعلام المرئي.
الوجة الآخر عندك. فوارق شخصيتك ومزاجيتك ومشاريع مؤجلة لحين الوصول للوطن؟
شخصيتي هادئة.. ولكن لو زعلت من شخص ما بعرف أخفي زعلي ومافي قلبي فهو على لساني. وأفضِّل مواجهة الشخص مباشرة..لا أعرف النفاق..طموحة..خجولة، ولكن جريئة في تقديم نفسي بالصورة اللائقة وتجربة كل ماهو جديد ومفيد لمسيرتي الفنية.
تصوير فيديو كليب جديد في السودان؟
قمتَ بالتصوير في تجارب سابقة في لندن..لكن حابة أخوض هذه التجربة في السودان خصوصاً أننا نمتلك مناطق طبيعية خلابة ومتعددة في السودان، وظهرت شركات إنتاج بإمكانيات عالية وخبرات شبابية متميزة.
وماذا عن أمر الحالة النفسية والمزاجية؟
وعن حالة مزاجية خلال اليوم بتكون ممتازة، إلا اذا ما نمت كفاية…هههه…اذا ما أخدت قسط كافٍ من النوم الليلة السابقة بكون مزاجي متعكر طول اليوم.
كيف حال تواصلك وعلاقتك مع أهل الوسط؟
لديَّ علاقات طيبة مع مجموعة من الفنانين..الفنانة والأستاذة حنان بلوبلو والفنان الشاب محمد بشير والفنانة إنصاف مدني..ليهم التحية وكل التقدير.
من بوابة الخروج التعرُّض لأشعة الشمس لفترات طويلة مُضر للبشرة ونضارتها؟
لا أحبِّذ الطلوع في الشمس خصوصاً شمس السودان عز النهار..
الجمال هبة من عند الله عز وجل؟
الجمال ليس كل شيء للفنان.. ولكن إن وجد فهو إضافة له.. والأهم من ذلك هو القبول لدى المتلقي والقبول بلا شك من عند الله..
ركبت مواصلات في لندن؟
في السودان ما ركبت بصراحة..
أولاً أود أن أترحم على أرواح شهداء الثورة وعاجل الشفاء للمصابين وأيام الثورة كنت متواجدة في لندن.. شاركت في كل المواكب التي خرجت مؤيدة للثورة المجيدة.. حقيقة ثورة عظيمة شهد لها العالم أجمع.. وبإذن الله السودان ح يتقدم ويتطور وينمو في كل النواحي ويصبح من أعظم الدول بسواعد شبابه وشاباته..
عبرك برسل تحايا الحب والأشواق لجمهوري العزيز وأوعدهم بالعودة للسودان في القريب العاجل إن شاء الله وتقديم الجديد دوماً.
حوار: علي أبوعركي
الخرطوم: (صحيفة السوداني الدولية)