اخبار السودان لحظة بلحظة

السودان: محمد المختار عبد الرحمن يكتب: العودة الطوعية حلم هل يتحقق؟!

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

الزائر لقرية أم بطيخة إحدى قر ى العودة الطوعية يرى رواكيب لا تحمى أسقفها حر ولا مطر فأنى لها إغراء النازح بالبقاء تحت زخات المطر وأشعة شمس الصيف الحارق وزمهرير الشتاء البارد وكذلك بقية القرى وترتفع نداءات النازحين بالمعسكرات بالعودة للقرى الأصلية ووعود المسئولين بتوفير الإحتياجات وحجمها أكبر من الولاية وإمكانات الدولة وحدها لمجابهته والإيفاء به بعيدا عن المجتمع الدولى وبعض حكوماته وجماعاته ولوبياته ذات الأجندة الممنهجة ساهمت فى إشعال فتيل المنطقة والحكومة وقتها لم تستمع لنصح العارفين ففاجأها ضحى الغد ليقضى على الأخضر واليابس فيبس الزرع وجف الضرع وسقطت أرواح بريئة وسفكت دماء وتشردت الجماعات نزوحا ولجوءا وتفككت الأسر واعتورها الفقر والحاجة ولتجد نفسها فى معسكرات بأطراف المدن وتعطل دولاب الحياة بتوقف المشاريع التنموية وتقطعت السبل وحل التفلت مكان السلم والسلام والخوف مكان الأمن والأمان وتجزر الإقليم وتقطع والولايات تشرزمت كدولة داخل دولة وفقدت الحكومة هيبتها ولم يعد للإدارة الأهلية صوت مسموع من أتباعها وبعضها تورط فى قضايا الإقليم والولاية الشائكة وأخطأت الحكومة بإضعافها وسحب البساط من تحتها ودخل ولاة فى صراعات مع الزعامات الأهلية وعبر القوانين واللوائح والقرارات تم تدجين القيادات الممثلة فى النظار والعمد والشراتى والسلاطين لتكون جزءا من الحزب الحاكم انذاك .

بالرجوع لملف العودة الطوعية والحلول المستدامة نجد حقيقة عجز الحكومة السابقة الإيفاء بحفظ الأمن والسلام بقرى العودة والشواهد كثيرة بإهمالها بند الأمن وهو الأساس فى المشكل كله وما حادث حجير تونو ببعيد وتعرض قرى تربا وكارا وعمار جديد بمحلية الملم الى هجمات مما دفع بالعديد من النازحين البقاء بالمعسكرات تخوفا من الإعتداءات المتكررة مقابل فشل الحكومة فى التصدى لها وتأتى المأساة بتصفية القيادات الشعبية كالعمدة جبريل أحمد عمدة دقريس وزوجته أحد الذين قادوا حركة العودة الطوعية بمحلية السلام فى تحد سافر للسلطات وإشارة قوية باحتفاظ البعض بسلاحه رغم حملة الجمع التى انطلقت وقتها ورسالة واضحة للعاملين والداعين للعودة الطوعية وأصداء مجزرة قرية حمادة احدى قرى العودة الطوعية باقية وضحيتها 15 من الأئمة وحفظة القرآن الكريم ، وقال وقتها الدكتور آدم كبس ( ما وقع من حادث مؤسف بمحلية السلام قرية دقريس بجنوب دارفور واستشهد فيه العمدة جبريل وزوجته يحتاج الى إعادة سياق الخطط والبرامج علما بأن أى عودة طوعية تسبقها زيارات ميدانية من خبراء السلم الإجتماعى والدراسات الإستراتيجية والنفسية والقانون وعلم الإجتماع والعلاقات الدولية والإعلام عبر الورش والسمنارات لتقريب وجهات النظر بين المقيم والعائد ومعرفة مواقع الخلل والضعف بغرض توفير متطلبات الأمن والسلامة والمياة والصحة والمأوى والغذاء ورفعها لصناع القرار) . وقال الدكتور النور جابر ( المواطن على أتم الإستعداد والتهيئة النفسية لجمع السلاح فلماذا لم يجمع وينزع السلاح حتى هذه اللحظة؟ ، كل يوم نفقد عزيز بيد متفلت يرتكب الجرم ويدون البلاغ فى مواجهته ضد مجهول وهو قد يكون معلوم ولكنه يبنى للمجهول!! وما حدث فى قرية دقريس وضع الأجهزة الأمنية فى مقدمتها الشرطية فى تحديات أظهرها الكشف على معالم وطلاسم الجريمة والقبض على الجناة، فكيف يفسر أن تحقق القوات بمختلف تشكيلاتها هذا النجاح الباهر فى استتباب الأمن وهزيمة التمرد وإخراجه عنوة وتسيطر على الصراع القبلى وتعجز عن القبض على مجرم يحوم بينها والناس؟).

وأخيرا .. كان المؤمل اسهام اليوناميد فى استقرار العائدين لقراهم بتقديم خدمات الصحة والمياه والمشاريع المجتمعية المساهمة بتقليل روح القبلية والجهوية وتهيئة بيئة عمل الشرطة والنيابات والقضاء باعتبارها مكملات للسلام والإستقرار .. وهنا يا ترى التعهدات الأممية والإلتزامات الدولية الواجبة على المجتمع الدولى وبعضه بلوبياته المتطرفة وراء تأجيج نار المنطقة وتبنيها بصور متفاوته عليه الايفاء بها لارتباطها بحياة النازحين وبناء البنيات التحتية الأساسية لتوفر فرص الاستقرار وتساهم فى اقناعهم بالعودة للمناطق والقرى الاصلية بتنا اليوم نتلفت يمنة ويسرى ولا نرى الا السراب والأمل المعقود بعودة السلام وفقا للمحادثات الجارية ليتنزل الأمن ويتنعم العائد لقريته بروحها وريحانها ورائحة أرضها.

The post السودان: محمد المختار عبد الرحمن يكتب: العودة الطوعية حلم هل يتحقق؟! appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد