شيعت البلاد ظهر اليوم الجمعة 19 أكتوبر 2018 ، بعيون دامعة الرئيس السوداني الراحل “عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب”، الذي قضى نحبه يوم الخميس بالمستشفى العسكري بالعاصمة السعودية “الرياض” إثر تعرضه لإلتهاب حاد في الصدر.
وكان لافتاً مشاهد من سرادق العزاء بمنزله بضاحية “الرياض” بالعاصمة السودانية الخرطوم، عبروا عنها بعض شهود العيان، بحسب مانقل محرر “كوش نيوز”.
يقول أحد المعزين : حضرت قبل قليل من بيت عزاء الفقيد “سوار الذهب” و يا له من عزاء .
هيبة المشهد، كبار السفراء والهيئات الدبلوماسية وسيارات رئاسة الجمهورية على مدّ البصر بطول الشارع ” شارع الجزار بالرياض” حيث يقع منزله.
هذا كله عادي ومتوقع لرجل مثله وفي مكانته، ولكن ما أدهشني حقاً وجعلني أنخرط في موجة هستيريا من البكاء، هو اصطفاف عشرات من النساء والاطفال المتسولين والآخرين الذين يغسلون العربات بمُحاذاة حائط منزلهم وجعلوا وجوههم علي الحائط وهم يبكون أشد البكاء.
منظر يقطع القلب، و كل من مر بهم وقف وتعجب، ويقول من أنت أيها الرجل ؟
أتى أحدهم وكان يرتدي عقال أسود، وسأل طفل صغير كان يبكي بكاءً مراً هل السيد المشير يقرب لك ؟ قال له الطفل بصوت متقطع، ” ده أبونا كلنا
كل يوم بنأكل هنا، و في العيد بدينا الهدوم.. وعمل عملية لأمي” ، وتركه الرجل وعيناه تملأهما الدموع.
مضيفاً : اليوم لا تبكيك البدل، والسيارات الفارهات والسفارات والطائرات والمناصب والبرجوزاية، اليوم بكاك من أطعمتهم وحميتهم من شر البرد والحر، وهؤلاء هم من جعلوا مرقدك بالبقيع، و أحسب أن تكون من أهل الفرودس بإذن الله، تغمدك الله يا معين البسطاء والضعفاء.
وكانت جثمان الشهيد قد شيع عقب صلاة الجمعة بالحرم النبوي، إلى مقابر “البقيع” بحسب وصيته التي إستجاب لها العاهل السعودي، وسط أعداد ضخمة من المشيعين الذين شهدوا تشييعه من مختلف أصقاع العالم.
حفظ “عبد الرحمن سوار الذهب” القرآن الكريم في سنة مبكرة من عمره، وظل هذا الخُلق القرآني يتجلى في سلوكه وملامحه بتواضعه الجم وزهده وبساطته ووجهه الوضئ، كما كان صادقاً ووفياً بعهوده، وتجلى ذلك في تسليمه السلطة طائعاً مختاراً كما وعد بعد عامٍ للأحزاب السودانية في موقف تاريخي قل أن يتكرر من عسكريين، ظل مضرباً للأمثال، وحديث العالم حتى اليوم.
أبومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)