اخبار السودان اليوم

الثورة وممارسة الحكم

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

بقلم محجوب مدني محجوب
الثورة وممارسة الحكم طاقات مختلفة.
فأعمال وإنجازات الثورة ورجالها.
تختلف عن أعمال وإنجازات الحكم ورجاله.
والتحول من مرحلة الثورة إلى مرحلة ممارسة الحكم.
تحتاج لإمكانيات وقدرات مختلفة.
وبناء على هذا الاختلاف البين.
تكون المقارنة بينهما غير دقيقة.
صحيح أن الأهداف والغايات بينهما موحدة.
وصحيح أن كلا منهما يدعم الآخر.
أما تطابق العمل.
أو عقد مقارنة بينهما.
فهي مسألة بعيدة وخالية من الصواب.
الثوري همه اقتلاع نظام باطش.
فوسيلته تركز على الصمود وعدم التنازل عن هذا الهدف.
وتتطلب مواجهة معنوية ومادية مع الخصم.
وقد تتلاشى جميع الخلافات التي تجمعه مع أخيه الثوري.
والتركيز في كل لحظة على خيار واحد فقط وهو سقوط النظام القائم.
وقد تكون إثارة الشارع.
واستقطاب كل الشعب.
تحتاج لمهارة معينة.
ولشعارات قد يكون لها دور فعال لإنجاز مهمة الثوار.
فحينما تتحقق الغاية ويسقط النظام.
فالتحديات التي تواجه الثوار بعد ذلك قطعا لن تكون من نوع كيف يتم إرجاع البمبان إلى الخصم.
ولن يكون الثوار جميعا على قلب رجل واحد.
ليس بسبب ظهور أطماع بالضرورة.
بل بسبب أن الأهداف اختلفت وانتقلت من القضاء على الخصم.
إلى القيام بدور الخصم الذي كان يقوم به وهو ممارسة الحكم.
فلا بد من تبديل الأدوار  من جهة.
وتحوير الأهداف من جهة أخرى.
فالبنسبة للأدوار فمن كان ثائرا بارزا.
ليس بالضرورة أن يكون قائدا أو تنفيذيا بارزا.
لا لشيء إلا لاختلاف المهارة والمهام.
وكذلك لا بد أن تتحور الأهداف بسرعة.
وإلا يحدث تصادم وتعارك بين من صنعوا الثورة.
فالهدف الذي كانوا يحملونه وهم ثوار.
لا بد أن يفطنوا لأنفسهم ويحورونه لهدف آخر يجمعهم.
وهو عدم عودة عدوهم.
والأمر الآخر السعي لنظام حكم يمارسون نشاطهم السياسي تحت مظلته.
المسرح الذي يلي مسرح الثوار.
إن لم يتم تعديل في شخوصه.
وأهدافه.
سوف يفضي إلى فقد الثوار ثورتهم.
فالثائر قد لا تكون لديه خبرة القائد والتنفيذي.
والهدف الذي وحدهم وهم ثوار إن لم يتم إبداله بهدف آخر.
كتوطيد الديمقراطية.
ففجوة عدم تغيير الهدف كفيلة بأن تظهر الشقاق والتناحر بين الثوار.
وسوف تعمل هذه الفجوة أيضا من تمكين وتقوية الخصم ومن ترتيب أوراقه مرة أخرى ليمارس الانقضاض.
فليس من السهل أن يستسلم  الخصم للسقوط.
كذلك التحديات اختلفت. فمن كان يحتاج إلى صمود وشجاعة في عهد الثورة فقد  يحتاج الآن إلى مرونة وقبول.
وجلوس معه.
بل وتنازل لأمر فرعي. للحصول على أمر أصلي.
وبما أن المهارة هنا اختلفت.
فلا بد أن يختلف معها منفذها.
الإدراك والفهم لطبيعة:
* الثورة
*ولطبيعة الحكم.
والاكتشاف المستمر في عدم تطابق كلا المرحلتين.
دور أساسي في تحقيق مطالب الثورة وغاياتها.
إذا اختلف الثوار بعد أن كانوا متفقين.
فليدركوا أن السبب في ذلك هو طبيعة المرحلة وليس لأنهم تغيروا هم.
وإنما بسبب تغير المرحلة.
فيقومون مباشرة بالبحث عن أمرين:
الأول :
طبيعة الحالة التي يختلفون حولها:
إدارية سياسية اقتصادية اجتماعية خارجية داخلية خاصة بالسلم أو الحرب دينية . . .
الثاني:
الجهة أو الشخص الذي له دراية ومعرفة بها.
وبالتالي  يقومون بمعايشة المرحلة.
والبحث فيها عن أسباب وعوامل تجمع الناس.
بمثل ما جمعتهم وهم ثوار.
ويرجأ أي خلاف ليمارس كل قناعاته حينما يتولى له الأمر.
بهذا الأسلوب الذي يجمع بين:
* الإدراك للمرحلة الجديدة.
*والتقبل للمرحلة الجديدة.
يمكن للثورة أن تنتقل بنجاح من مرحلة الثورة إلى مرحلة ممارسة الحكم.
ويمكن أن تحقق أهدافها.
دون أن تسيء مرحلة إلى أخرى.
كما ستحبط محاولات أي ثورة مضادة.
كما أن عامل الثقة بين رواد المرحلتين جدا مهم.
وكذلك الدقة في اختيار صاحب المهام التي تلي الثورة.
فهي مرتع خصب لظهور وكلاء النظام المخلوع.
بسبب تجربتهم وخبرتهم في هذا المجال.
أكثر من الثوار.
فيستخدمون هذا الفرق لمصلحتهم.
ولاختراق أهداف الثورة.
أما إذا ظل البطل الثوري هو البطل دون حساب لتغير المرحلة.
ولم يتم كذلك تغيير هدف الثورة المتمثل في القضاء على النظام السابق.
إلى هدف جوهري آخر يضم الثوار.
إذا لم يراع لهذا.
فإن الثورة سوف ترتد وتهزم نفسها.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله:
( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا . . .) سورة النحل آية رقم ( ٩٢ ).

The post الثورة وممارسة الحكم appeared first on الانتباهة أون لاين.

Exit mobile version