إذا كنت متمسكا بهذه الصفات وترفض الخروج من دائرة تاثيرها وتقدسها ولا تقبل مجرد تناولها بالنقد فأنت لا غيرك من يهزم نفسه ومجتمعه ووطنه..
فإذا كنت تقليديا لاتقبل التجديد في طريقة التفكير وتكره مغادرة الروتين ولا تحسن تدبر مايقال ويكتب ويتداوله الناس كمسلمات ولاتجييد التقييم وإعلان وجهة نظرك واﻹفصاح عن شكوك تجاه المتعارف عليه والمتناقل من المسلمات ،فأنت إذن مواطن بلا مواطنة طالما أنك ﻻ تقبل النقد وترفض الحجة الواضحة التى تؤكد لك أنك وحزبك التقليدي وطريقة تفكيرك وما تتمسك به من معتقدات بالية تجاوزها الزمن وتخطتها التحولات الهائلة التي طالت أركان الدنيا وأقتحمت حياة البشر في كل مكان .
فإذا كنت أنت من ضمن القطيع المطيع لابد لك من أن تراجع نفسك لتجد إجابة مقنعة تبقيك ضمن ذاك القطيع أو تدفعك لﻹستيقاظ لطلب التجديد و اﻹنضمام إلي مواكب التجديد واﻹبتكار واحداث التغيير الشامل.
وصناع الثورات هم اصلا من ذاك الصنف المغامر الذي تخلي عن الخوف وتخلص من الروتين وأنتفض ضد سلوك القطيع المطيع ليحلق في فضاءات الحرية والعدل وليقدم نفسه فداءا لفكرته وطموحه وثورته..
وقد سبقنا الشاعر التونسي ابوالقاسم الشابي الي الثورة عندما سجل ذلك شعرا…
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر…