- مجندون بالخدمة الالزامية في معسكر تدريبي – إرشيف
وفتحت عناصر أمنية في 2 أبريل 1988، النار على فارين من معسكر تجنيد اجباري، لقضاء عطلة عيد الأضحى مع أسرهم بعد رفض السُلطات منحهم إجازة العيد، وقتلت نحو مائتين، بعضهم توفى غرقًا بعد تدافعهم صوب نهر النيل قرب المعسكر بمنطقة العليفون شرقي الخرطوم، لكن لم يعرف على وجه الدقة عدد ضحايا المجزرة.
وكّون النائب العام في يناير الفائت، لجنة تحقيق حول أحداث معسكر العيلفون، حيث تلقت أفادت من شهود وأسر الضحايا، توصلت عبرها إلى نتائج.
وقال عضو لجنة التحقيق، وائل علي سعيد، لـ (سودان تربيون)، السبت: “بعد سماع أقوال الشهود وتحريات، توصلت اللجنة إلى مقبرة جماعية تضم رفاة مجزرة العليفون”.
وأضاف: “تم نبش المقبرة الجماعية التي تقع داخل مقابر الصحافة جنوبي الخرطوم، تحت إشراف النيابة العامة وبحضور فريق من الطب العدلي وشرطة الأدلة الجنائية”.
وأشار سعيد إلى أن الفريق المكتمل بدأ في نبش المقبرة مُنذ الخميس واستمر العمل يومي الجمعة والسبت، متوقعًا الإنتهاء من عملية النبش غدًا الأحد.
وقالت مصادر موثقة، ذات صلة بالتحقيقات في هذه القضية، لـ “سودان تربيون”، إن النبش أسفر حتى الآن عن 51 جثة، وأشارت إلى أن الأدلة التي توصلت إليها لجنة التحقيق تؤكد إن المقبرة تضم رفاة قتلى مجزرة العليفون، وأفادت بعدم توصل اللجنة حتى الآن لهوية الضحايا.
ويُعتبر المعسكر الذي جرت فيه عملية القتل الجماعي، أحد معسكرات التجنيد القسري للطلاب والمقبوض عليهم عنوة في الطرقات العامة فيما عُرف محليا بـ(الكشات)، حيث كان المتدربين فيه يتلقون تدريبات عسكرية قبل انخراطهم في القتال الذي كان يخوضه نظام البشير ضد جنوب السودان قبل انفصاله.
وتقول تقارير صحفية إن المتهم الأول في وقوع المجزرة القيادي بالنظام السابق كمال حسن علي، الذي كان يشغل وقتها منصب منسق الخدمة الالزامية ثم تقلد عدة مناصب حكومية كان آخرها وزيرًا لوزارة التعاون الدولي، وعيّن مسؤولا عن مكتب المؤتمر الوطني في القاهرة لسنوات طويلة قبل أن يصبح سفيرا للخرطوم هناك ومساعدا للأمين العام للجامعة العربية حيث لا يزال يشغل المنصب حتى الآن.