اخبار السودان لحظة بلحظة

مخاطر (اللقمة الكبيرة)!

بكري المدنى

  • في حواره معي بقناة ام درمان قال الدكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة ان الوضع داخل قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين غير طبيعي وشائه ولابد من العودة للمنصة لإعادة الترتيب والرص من جديد وذلك بعد ان قال إن الثورة اختطفت وان حزبا واحدا استأثر بكل شيء  وحذر من العواقب بضرب مثل من الثقافة السودانية قائلا (اللقمة الكبيرة بتخرب الضرا) والمعنى واضح.

  • لم أسال الدكتور جبريل ابراهيم عن الحزب الذي يقصد ولم يذكره هو وذلك تقدير جيد منه حتى لا يتحول الأمر من بعد الى سجال وجدال وتبادل للاتهامات والساحة تحتاج التهدئة و(اللملمة)وليس التصعيد الذي يخلف المزيد من الشقاق.

  • الأهم في حديث الدكتور – في تقديري- ليس توصيف حال قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين فذلك ما قال عنه هو نفسه انه أمرا بات معروفا للجميع ولكن الأهم من ذلك ضرورة تصحيح الوضع القائم من خلال عودة الجميع للمنصة وإعادة (الرص) والترتيب من جديد.

  • ان أكبر مكونات قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين كلها اليوم تشكو من سلوك حزب آثر (اللقمة الكبيرة )ومن أحزاب صغيرة اختطفت الثورة وتغولت على القول والفعل معا في تعمد على إبعاد البقية من الأغلبية من مفاصل التأثير في حركة قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين.

  • كان حزب الأمة القومي هو الأول ثم تلاه البعث وهاهي كبرى الحركات المسلحة بقيادة الدكتور جبريل ابراهيم تحذر من سوء المآل حال استمرار الحال على ما هو عليه.

  • ان لم يتم إعادة ترتيب الأوضاع داخل أجسام حواضن الثورة وخلق حاضنة واحدة و(عاقلة)كما قال السيد رئيس حركة العدل والمساواة فإن الأمور سوف تمضي إلى الأسوأ.

  • العودة للمنصة وإعادة (الرص) تتطلب ان تمثل أي قوى سياسية داخل أجسام الثورة بحجمها الحقيقة وإن يكون القول والفعل والقرار صادر عن الجميع في وقت واحد.

  • ان الثورة السودانية فعل متراكم قدمت فيه العديد من القوى السودانية مسلحة كانت ام مدنية -أفرادا أو جماعات -الكثير من التضحيات ومحاولة احتكار النتائج والثمرات ستعيد الجميع لحالة الثورة التي من المفترض أنهم تجاوزها لمرحلة بناء الدولة.

  • سوف يتحول الصراع في غد لصراع حول اللافتات والدور ويجد الحزب المعنى نفسه مع مجموعة من الأحزاب الصغيرة في (النقعة) وقد مضى الجميع من دونه لتحالفات جديدة تحفظ لهم حظوظ الأغليية وتترك للأقلية الهتافات والشعارات ومحاولة استدرار عاطفة الشوارع من جديد.

  • لا يوجد خيار ثالث فإما الترتيب حسب القوى والأوزان والمحافظة على وحدة قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين وإما (فرتكة الضرا)ومن الصعب السير بالشكل الحالي والوصول في نفس الوقت للنتائج المطلوبة بنهاية الفترة الانتقالية.

* ان (الإقصاء والادعاء)سيدفع اي متضرر للخيارات البديلة وما أكثر العبر وما أقل الاعتبار وتاريخ العمل السياسي في السودان قد أصبح مثالا للفرقة و(الشتات).

اترك رد