اخبار السودان لحظة بلحظة

رأفة بالعباد…يا وزير الطاقة…!!!

حسين الخليفة الحسن

أمضيت زهاء الثلاثة شهور وانا قابع بداري حبيسا مجبرا، وقاية من مداهمة وباء لعين مستجد، جاءنا زائرا دخيلا دون حياء ودون استئذان .وخلال ذلك الانغلاق الإجباري المحكم، توهجت ذاكرتي وانشرح صدري وتوقد ذهني، كما  تجددت وازدهرت وأشرقت شمس علاقتي برفيقة دربي زوجي المصون حاجة”إنصاف” ، علاقة انعشتها باستعراض شريط  من الزمن الجميل مليء بذكريات عنفوان، نضارة وحيوية الشباب.وخلال الحبس أوقدت جذوة المؤانسة الروحية spiritual ، والفكرية intellectual، عند بزوغ الفجر تمتد أناملي لتمسك بكتاب الله ترطيبا وتنقية للسان، ثم اختلي بعد ذلك لمصاحبة خير الجليس”الكتاب” لإثراء الذخيرة اللغوية vocabulary.  ولم ابخل على قنواتنا الفضائية بمشاهدة المفيد النافع ، فنهلت من معينها العذب، ,فأتت الثمار أكلها. وبينما انا في خضم ذلك البهاء الفكري، والبذخ الثقافي، والانشراح الوجداني والذكريات الشبابية الندية، فجأة أطفئت الأنوار، وحلت الظلمة الداكنة، وصاحت الزوجة منفعلة و باستغراب: الكهرباء قطعت تاني! الاخ الأصغر سنا المهندس عادل علي ابراهيم، وزير الطاقة والتعدين:سلام الله عليك… لا شك ان منضدتك حبلى بهموم وهواجس الكهرباء التي تؤرق المضاجع.قلمي المترع بحب الوطن يرجو ان تأذن له ليهمس في أذنك بالآتي” ولا خير فيه ان لم يقلها “: اولا: بالأمس وقف شاب نضر  قيادي ومسؤول بالكهرباء غطي صدره الرحب الشاشة البلورية، وقال بثقة واطمئنان مزهوا مشدوها:توفر لنا الآن الجازولين وتمت صيانة ما تعطل من الوابورات. ولن تقطع الكهرباء بعد اليوم إلا لساعة او اثنتين فقط للصيانة الخفيفة. انفرجت أساريرنا وفرحنا. ولكن لم تدم الفرحة وبدا القطع العشوائي المرتجل وكل يوم دون اذن او إخطار او علم . لماذا كل هذا التزييف والكذب؟ ثانيا:الشارع يعلم التركة المثقلة التي ورثت من العهد البائد وزخم التحديات التي تعترض الطريق . وكل ما يريد الشعب هو الوضوح والشفافية وصدق القول .. أليست هي قيم ثورة ديسمبر؟ثالثا: الشعب لا يمانع في وضع برمجة  للقطوعات ان تكون منصفة وعادلة وواقعية وملزمة للطرفين، وتتم بعد الدراسة العلمية الفاحصة المتأنية. وتعلن فورا يوميا عبر وسائل الإعلام كما كان يحدث بالأمس ، وحتى  يتمكن المواطن من تدبير أمره  بسهولة ويسر ودون عناء او التفات..  وأصابتني الدهشة وسؤال حائر يدور بذهني: لماذا القطوعات ما دام هنالك وفرة في الكهرباء هذه الأيام بالذات ، وذلك بإغلاق  مرافق الدولة، الشركات ، الجامعات، المدارس، المصانع والأسواق العامة؟ رابعا:القطوعات المباغتة غير المتوقعة مؤذية، وأودت بحياة العديد من الأجهزة الكهربائية.خامسا: نما الى العلم ان هناك عناصر معوقة ومخربة بمرفق الكهرباء أبعدوهم.سادسا: ألم يحن الوقت لفك الارتباط القسري بين فاتورتي المياه  والكهرباء ؟ فلماذا التوأمة والاندماج في العهد الوضيء ونحن نعلم ان كل مرفق يتبع لجسم مغاير  ؟ كلنا يتوقع ألا يلوذ هذا الصوت الداوي بوادي الصمت ، الإهمال والنسيان.هل ترتسم البسمات على الثغور؟ نأمل ذلك ،ونقول “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.” وفقك الله.
عاشق للوطن
جوال رقم.  0918215002

اترك رد