اخبار السودان لحظة بلحظة

ترامب يعتقد أن خاشقجي مات ويتوعد بردّ “قاس جداً” إذا ثبُتت مسؤولية الرياض

الخرطوم: باج نيوز – وكالات

أقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرّة الأولى، بأنّ الصحافي السعودي جمال خاشقجي قد مات على الأرجح، متوعّدًا بردّ “قاس جدًا” على الرياض إذا ثبُتت مسؤوليتها في مقتله.

وردّ ترامب على سؤال عمّا إذا كان يعتقد أنّ خاشقجي مات، فقال “يبدو من المؤكّد أنّ الأمر كذلك. إنه أمر محزن للغاية“.

وردًا على سؤال آخر حول الردّ المحتمل للولايات المتحدة على السعودية في حال ثبُتت مسؤوليّتها عن موت خاشقجي، شدّد ترامب على أنّ الردّ سيكون “قاسيًا جدًا“.

وتابع “إنها مسألة سيّئة جدًا، ولكن سنرى ما سيحدث“.

وتُظهر هذه التصريحات تغييرًا واضحًا في لهجة الرئيس الأميركي. فهو كان اتّخذ في الأيام الأخيرة موقفًا أقلّ حدّة وسلّط الضوء على المصالح الاستراتيجية الهائلة التي تربط بلاده بالمملكة السنّية وبينها مكافحة الإرهاب والحاجة إلى مواجهة نفوذ إيران الشيعية، فضلاً عن عقود الأسلحة وفوائدها الاقتصاديّة.

وقرّرت الولايات المتحدة الخميس أن تُمهل السعودية “بضعة أيام إضافية” لتقديم توضيحات حول اختفاء خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول.

وأوضح وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الخميس أنّ الهدف من ذلك هو إفساح المجال أمام “اتّخاذ قرارت حول كيفية رد الولايات المتحدة على هذا الحدث“.

وكان ترامب نفى الأربعاء أن يكون بصدد “توفير غطاء” للرياض.

تزامنًا، تواصل سَيل الإعلانات الصادرة عن شخصيات في عدد من دول العالم، آخرهم وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، لتأكيد عدم مشاركتها في منتدى اقتصادي دعت إليه السعودية الأسبوع المقبل، وذلك على خلفية الشبهات المحيطة بالرياض في موضوع الصحافي السعودي.

ونشر الإعلام التركي تقارير إضافية الخميس عمّا يُطلق عليه اسم “فريق الإعدام” الذي يُشتبه بأنّه أتى إلى اسطنبول خصّيصًا لقتل خاشقجي.

وفي موقف لافت، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أنّ الولايات المتحدة تتحمل “بعض المسؤولية” في اختفاء الصحافي السعودي.

وقال خلال منتدى في سوتشي بجنوب غرب روسيا “بحسب علمي، فإنّ الصحافي الذي اختفى كان يعيش في الولايات المتحدة. وهذا يعني بالتأكيد أنّ الولايات المتحدة تتحمل بعض المسؤولية عما حصل له“.

وأضاف أن موسكو “لا تستطيع أن تخرب علاقاتها” مع السعودية، طالما “لا نعرف بعد ما حدث بالفعل“.

وفُقد أثر الصحافي السعودي الناقد لسلطات بلاده بعد دخوله في الثاني من أكتوبر القنصلية السعودية في اسطنبول. وأكد مسؤولون أتراك مقتله داخل القنصلية، الأمر الذي نفته الرياض.

ونشرت الصحافة التركيّة الخميس صورًا تُشير إلى تحركات شخص قدّمته على أنه الضابط في جهاز الأمن المقرّب من ولي العهد السعودي، مشيرة إلى أنه قاد الفريق الذي نفّذ عملية اغتيال خاشقجي.

وتحت عنوان “ها هو فريق الإعدام”، نشرت صحيفة “صباح” التركية الموالية للحكومة صورًا التُقطت بكاميرات مراقبة قالت إنها لماهر مترب، وهو يصل عند الساعة 6,55 ت غ الى القنصلية السعودية وعند الساعة 13,53 ت غ إلى منزل القنصل القريب.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” أفادت الثلاثاء بأنّ ماهر عبد العزيز مترب المقرّب من وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هو بين الأشخاص الذين حدّدت السُلطات التركية أنهم مسؤولون عن اختفاء خاشقجي.

وأوضحت الصحيفة أنه كان ضمن فريق من 15 شخصًا أوفدتهم الرياض “لاغتيال” الصحافي. وقالت “نيويورك تايمز” إنّ تسعة على الأقل من الفريق السعودي عملوا في أجهزة سعودية للأمن أو الاستخبارات أو وزارات.

ودخل خاشقجي إلى القنصليّة حوالى الساعة 10,15 ت غ ولم يُشاهَد وهو يخرج منها. وتُظهر صور الصحيفة التركيّة أيضًا مترب، وهو يغادر فندقا في اسطنبول ومعه “حقيبة كبيرة”، برفقة مجموعة من الرجال عند الساعة 14,15 ت غ، ثم وهو يصل بعد 45 دقيقة إلى مطار اسطنبول لكي يستقلّ الطائرة ويغادر تركيا.

وسبق للصحافة التركيّة أن نشرت، استنادًا إلى تسجيلات صوتيّة قالت إنّها تمت في القنصلية، معلومات تُفيد بأنّ خاشقجي تعرّض للتعذيب وقُتل في القنصلية في نفس يوم اختفائه.

وفتّشت السُلطات التركيّة الأربعاء منزل القنصل السعودي في اسطنبول. وتوجّه قسم من المحقّقين مساء اليوم نفسه إلى مبنى القنصليّة المجاور للقيام بعملية تفتيش هي الثانية هذا الأسبوع.

وطالبت منظّمات العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ولجنة حماية الصحافيّين ومراسلون بلا حدود الخميس بأن تفتح الأمم المتحدة تحقيقًا في اختفاء خاشقجي.

وأعلن وزير الخزانة الأميركي الخميس أنه لن يُشارك في المنتدى الاقتصادي الذي يُعقد في الرياض بين 23 و25 أكتوبر.

وقال “التقيتُ للتوّ دونالد ترامب ووزير الخارجيّة بومبيو، وقرّرنا ألا أشارك في قمة مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية“.

وألغى العديد من الوزراء ورؤساء الشركات مشاركتهم في هذا المؤتمر بسبب مسألة خاشقجي. وكان أبرزهم الخميس وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير ووزير التجارة الدوليّة البريطاني ليام فوكس ووزير المال الهولندي فوبكه هوكسترا.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأربعاء ما قالت إنّه آخر مقال للصحافي السعودي، وقد تحدّث فيه عن الحاجة لحرّية الصحافة في العالم العربي.

اترك رد