
بكري المدنى
- لو أن معتقلي النظام السابق في سجون حكومة اليوم كانوا في اية دولة من الدول التى ننشد الوصول الى أنموذجها في الحرية والسلام و العدالة لما بقوا ربع هذه المدة دون محاكمات أو إطلاق سراح.
-
يحدث هذا رغم أنف القوانين ورغم انف شعارات ومبادئ الثورة التي استشهد بعض من شبابها لترسيخ مبدأ العدالة.
-
ثلاثون عاما لو كان اي من شهداء الثورة او أي فرد من أبناء الشعب السودانى يريد أن ينال من قادة النظام السابق خارج إطار القانون لما أعجزه ذلك.
-
لقد كان علي عثمان ونافع والجاز وكبر وحسبو وغيرهم يمشون على الطرقات ويغشون المناسبات وما كان أسهل النيل منهم لمن خرج للشارع مضحيا بروحه لأجل إقامة دولة القانون والعدالة.
-
ان الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الثورة والذين تعرضوا للإصابات ينتظرون قبل هؤلاء وذويهم تحقيق العدالة بإدانات واضحة ان ثبت اتهام او إطلاق سراح.
-
بعد عام يجهر السيد نائب رئيس المجلس السيادي بأن حبس قيادات النظام السابق دون محاكمات (غلط!)ويمضي على ذات طريق الاعتراف رئيس مجلس الوزراء مما يدفع بالسؤال عن صاحب القرار في هذا البلد ؟!
-
رئيس الوزراء برر تأخير المحاكمات بسبب جائحة (كورونا)ولكن عضو المجلس السيادي السيدة عائشة كانت قد ذهبت إلى سجن الهدى بأم درمان الأيام الأولى لظهور الكورونا وأطلقت سراح آلاف المدانين وليس المتهمين!
-
عندما ظهرت كورونا خرج البعض يحذر من وصولها لمحبس المعتقلين ونادى إبدال سجنهم بالإقامة الجبرية في بيوتهم حتى يفتح الله على من يحتجزهم بما يمكن ان يحاكمهم به ولكن لا حياة لمن تنادي حتى بعد موت الشريف بدر وإصابة عبدالرحيم وهارون المؤكدة بالفيروس!
-
لقد كتبنا قبل أن تنقضي فترة الاحتجاز الأولى بقانون الطوارىء مقالا تحت العنوان(حاكموهم )وكتبنا من بعد ظهور كورونا عن إصابة هارون ووفاة الشريف ودموع ابنة عبدالرحيم محمد حسين.
-
لقد تجاوز الأمر قانون الطوارئ والقانون الجنائي والقوانين الدولية وكل مواثيق وحقوق الإنسان ودخل في الأعراف والأخلاق ليختبر سلوك المنتصرين.
-
ان كانت الآمال عراضا أيام الثورة الأولى والثقة قائمة في تحقيق شعارات (السلام والحرية والعدالة)حد المطالبة) بمحاكمة المتهمين أو إطلاق سراحهم فإن الآمال تتقاصر اليوم للمطالبة بتحويل سجنهم لإقامة جبرية حتى تنجلي الكورونا وحتى تجد لهم السلطات ما يمكن أن تحاكمهم به من مواد واتهامات!
* تتقاصر الآمال وتتبدد الأحلام في وطن سعيد لأن خلف كل قيصر يفوت قيصر جديد!