اخبار السودان لحظة بلحظة

ثوار (الأسافير).. ومليونية (واشنطن)

محجوب حسون

(1)….
على طريقة أخوك لو حلقو بل(جهز نفسك) راسك أو السعيد من اتعظ بغيره.. فتح وزير الداخلية الفرنسي بلاغات في أفراد الشرطة والدرك الفرنسي لجهة أن منهم (8) آلاف شخص تداولوا صورا وتعليقات ومئات الرسائل فيها سخرية وتهكم تحض على كراهية( السود)  في صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك ) علما ان الصفحة لم تكن متاحة للجميع ولكن تسلط عليهم أحد الناشطين وتمكن من دخول الصفحة وأخذ كل المحتوى وقام بنشرها (المواطن الصحفي) ومنها جاءت ردت فعل وزير الداخلية الفرنسي القوي بالتصعيد القضائي حتى لا يتطور الأمر إلى مظاهرات واحتجاجات تحرق الأخضر واليابس كما حدثت ومازالت تحدث في أمريكا(بحسب فرنس 24).. الخطوة التي وجدت الاستحسان والقبول والإعجاب من ثوار الاسافير وعقبال صحوة كباااار أوربا..!! ..رفضا ومحاربة للعنصرية ؟؟.
(2)…
نعم اتسعت رقعة التظاهرات المؤيدة لمحاربة العنصرية في كل العالم في توقيت واحد بفضل الثورة الرقمية التي أحدثت ثورة الوعي ولسان حال الجميع (كلنا لا نستطيع التنفس) فعمت التظاهرات (أستراليا ،فرنسا ،بريطانيا ،تونس،رومانيا ،….) وآخرون تظاهروا (وجدانيا)  لم تستطع الكاميرات توثيقها وهي أشبه بثورة إشعاع معرفي وقيمي حركت كل الأحرار في العالم لمناهضة العنصرية وطمس آثار ثقافة الكيل بمكيالين وشهوة ادعاء العدالة والحرية والمساواة والنفاق الاجتماعي, فكانت واقعة تحطيم تمثال (برستون )في لندن وهو أحد تجار العبيد في القرن الـ(17) وهو مؤشر بانهيار أصنام (هبل واللاتي والعزى ومناة ) في كل العالم ولأول مرة في التاريخ الحديث يجتمع العالم في صعيد واحد للمحافظة على القيم والأخلاق لاسيما بعد الاعلان عن قيام (مليونية واشنطن) التي  أزعجت  حكومتها فطلبت عدم وجود أي مظاهر عسكرية وضغوطات أمنية حتى لا يغضب الثوار وهم يصرخون بلسان مبين (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)فتحدث ما لا يحمد عقباه فكانت استجابة ترامب بسحب الحرس الوطني الأمريكي؟.
(3)….
بالقطع لقد سجل وزير الدفاع الأمريكي مارك إسباير اسمه بأحرف من نور وبمداد من ذهب في سجل الخالدين عندما رفض نشر الجيش الأمريكي للسيطرة علي الاحتجاجات التي طالت أكثر من (30) ولاية أمريكية في الوقت الذي تفرض فيه القوات الأمنية طوقا أمنيا على البيت الأبيض لمنع المتظاهرين من الاقتراب لمعشوق الحكام.. نعم (مارك ) سواها ولم يخف غضب ترامب فنال رضى شعبه والعالم معززا من احترامه لمهمة الجيوش والتي لم تكن من بينها فض المتظاهرين أو السكوت والصمت عن قتل وسحل مواطنيها أمام أعينها كما تفعل بعض جيوش العالم الثالث التي تسبح بحمد الحكام!!
نعم وزير الدفاع عينه ترامب ولكن عندما دنت ساعة الحقيقة قال: لا.. للرئيس واستمسك بالدستور والقانون رغم أن هناك سابقة في عهد الرئيس جيفرسون عام 1807م باستثناء تدخل الجيش.. الحادثة التي استنجد بها ترامب لكنه فشل مع تقديرات إسباير.. في وقت يرسل فيه أحرار الشعوب رسائل تفاعلية عبر ثورة (الأسافير) للحكومة الأمريكية ولكل طواغيت الأرض الذين يرتجفون الآن..!.مفادها أنه انتهي عصر العبودية والقهر في وقت تلتزم فيه كل الحكومات بالصمت الخجول وعدم التعليق على ما يحدث في أمريكا حتى ولو تحت ضغط(لا أستطيع التنفس )كما تتدخل  أمريكا في أي ثورة حدثت في العالم بل ينتظر الثوار والحكام ماذا تقول أمريكا ليحدد كل طرف ماذا يفعل…!!
(4)..
للأمانة والتاريخ كل المجتمع الامريكي تأذى من العنصرية فكانت حركة (حياة الزنوج مهمة ) والدليل على ذلك تكرار حادثتي العنصرية مرتين الاولى في العام 1991م في لوس أنجلوس للمواطن (رودني كينغ) في مارس والثانية في مايو 2020م في مينيا بولس بولاية مينيسوتا للزنجي الأيقونة(جورج فلويد) وفي الثورة الأخيرة حدث الانفجار الثوري الأكبر بمساعدة ثورة الوعي وثوار (الاسافير) ورغم كل ذلك فإن أمريكا بالمقارنة مع الآخرين هي الأفضل  لانها تمنح  جنسيتها في (5)أعوام رغدا ولكن ما بالكم بأقوام يدعون الانتساب إلى خاتم الأنبياء محمد رسول الله الذي آخى بين بلال الحبشي وسلمان الفارسي  وصهيب الرومي وأبوبكر الصديق القرشي أجمل إخاء عرفته البشرية بتساوي الجميع جاء من بعدهم خلف اتبعوا شهوتي السلطة والمال يرفضون إعطاء جنسياتهم او حق المواطنة لمن عاش معهم لأكثر من (50) او (30)سنة وعندما يشفقون عليهم من الضياع يمنحونهم جنسية البدون أو التابعي.. هل هناك عنصرية وتكبر.. وتجبر وتنمر أكثر من ذلك!! …يبدو أن لهم أياما ستأتي بلا شك يوم يؤذن  مؤذن لفك الإغلاق من رق العبودية والعنصرية.
(5)…
بالقطع نحن في السودان نعاني من عنصرية الانتماء للاتجاهات والقبائل فمثلا الجعليون هناك درجات أو تفاضل في القبيلة الواحدة فرز أول وثاني وثالث وكذا الحال للشوايقة والدناقلة والنوبة والمحس مرورا بعرب دارفور للرزيقات والبني هلبة والهبانية والتعايشة والفلاتة فرز (1,2,3) وكذا الحال للقبائل الزنجية في دارفور مثل الفور والزغاوة والمساليت والبرقو والبرنو يتفاضلون فيما بينهم في القبلية الى بطون القبائل إلي أبناء الرجل الواحد في القبلية أيهم الأفضل والأنقى عرقا وحسبا، نعم هي جاهلية العنصرية في كل دول العرب والعجم التي قسمت المواطنين مواطنا درجة أولى ومواطنا درجة ثالثة او ما دون بالمقارنة ما بين المركز والهامش لم تورث القوم سوى البغضاء والشحناء والمؤامرات والهوان قادت للاحتراب والقتال لأتفه الأسباب . وهنا أذكر قصة طريفة  للعنصرية حتى في اللعب أن أحد قبائل دارفور عندما يكون في اللعب او( المدي ) تقوم البنات او الصبايا باختيار من يلعب معهن والشباب جلوس ينتظرون… ومنها قامت إحدى الصبايا باختيار من يلاعبها من قبيلتها فأمسكت به من طرف أو كم جلابيته وعادت فإذا بالشاب يخرج سكينة ويقطع طرف الكم الذي مسكته الفتاة بحجة أنها فرز ثالث ولا يحق لها أن تلعب مع فرز أول في ذات القبيلة وهكذا العنصرية حتى في ثقافة اللعب واللهو البريء.
أخيرا….
شكرا…. مناضلي (أمريكا ) وثوار (الاسافير )في كل مكان أهديتم العالم من تحت أنقاض (لا أستطيع التنفس) …(كلنا أحرار) حرية فأضحى الكل يسعى لأن يكون الجميع متساوين في كل شيء ولا عزاء لـ(ترامب ) ورهطه من الحكام الظالمين المتكبرين عرباً وعجم.
نواصل….
للوقاية من كورونا…
إتبع الارشادات الصحية.
الإثنين 8/ 6/ 2020م

 

اترك رد