اخبار السودان لحظة بلحظة

 الطيب مصطفى في أيادٍ أمينة

سعيد عباس

تقريبا في بواكير العام 2005م طلب جهاز أمن المؤتمر الوطني  القبض على الأستاذ أحمد الشريف والأستاذ عادل سيد احمد خليفة وشخصي من صحيفة (الوطن)، إلا أنهم تمكنوا في  ذلك اليوم من إلقاء القبض على  الشريف وعادل ولم يتمكنوا من قبضي لسبب بسيط جدا وهو أنني أصلا كان مقبوض علي ذلك اليوم في حراسة القسم الشمالي مع أستاذي سيد احمد خليفة، في قضية ضد الجيش، عندما كتب سيد احمد عن سلاح المدرعات وكنت أنا القائم بتصوير المادة المصاحبة لمقاله ، وقد زج بنا مولانا عصمت في الحراسة لأننا تأخرنا بضع دقائق من زمن الجلسة ،رغم أننا عندما أتينا كان خصمنا موجودا بالقاعة ، أمّا صاحبي السجن اللذين كانا في معتقل آخر الشريف وعادل كانت القضية ايضا قضية نشر بسبب ان هنالك أشخاصا جاءوا ملثمين الى الصحيفة وقالوا اننا جاهزون لقتال القوات الأممية في حال دخولها البلاد ، ونشرت الصحيفة حوارا مطولا معهم تماشيا مع خطاب المخلوع الرافض لدخول قوات أممية بالبلاد وكنت أنا المصور لذلك الحوار.
……
(1)
ويذكر الشيء  بالشيء عندما أراقب خبر اعتقال الخال الرئاسي وردود فعله المتباينة ،  من الناحيتين الموضوعية والقانونية ،حينها لم نكن نتبنى فكرة قتال القوات  الأممية او التسامح معها، كنا فقط وسيطا إعلاميا ناقلا تم الزج بنا في غياهب السجون دون إجراءات قانونية واضحة، ودون السماح بزيارة ذوينا لنا  فدخلنا حسب مزاج الأجهزة الأمنية وخرجنا فقط عندما أرادت ذلك وكل العالم الإعلامي لم يستطع أحد فيهم ان يقول (بغم) ، أمّا الخال الرئاسي الذي قام بالتنكيل والسباب والإهانة للدولة وليست للحكومة، يعترض البعض على زجه  وبالقانون في أدراج العدالة ،، دعك من قانون صحافة ومطبوعات وما الى ذلك. الطيب بدأ عموده بالشتيمة والسباب بأبشع الألفاظ لأناس يمثلون الدولة أكثر مما يمثلون الحكومة  ، فلو أخذ أحدهم تلك العبارات التي كانت في مقدمة شتائمه أقصد مقاله مثل ( القزم .. والجاهل .. والانحطاط.. والرويبضة) ،، المشار اليهم بتلك الألفاظ في ذلك المقال لو ان كل فرد منهم فتح بلاغا ضد الطيب  للبث في السجن بضع سنين ، بجانب اتهامه المباشر لهم بالرشاوى وذلك بتلميحه بعبارة (الكاش يقلل النقاش).
(2)
دعك من هذا كله، فالطيب طفق يهدد الشعب السوداني وليس الحكومة بما يسميهم بالمقاتلين والدبابين والمجاهدين وفي ذلك تحريض بالحرابة وتقويض النظام الدستوري بالبلاد، فإن الحرابة التي حرض عليها الطيب لن تقذف ذخائرها على صدور مسؤولي الحكومة فحسب بل ستُوجه أولا على رؤوس وصدور مواطني الشعب السوداني الذين هم أصحاب الثورة الحقيقيين ،  وحسناً فعل النظام بأنه لم يقتد الطيب  الى بيوت الأشباح والحراسات المجهولة والتحقيق تحت العنف والقهر كما كان يفعل نظامه المباد ، بل تم  القبض عليه   في وضح النهار واقتيد إلى قسم معروف وبائن بعد إجراء فتح البلاغ بمراحله القانونية المتعارف عليها ، وإن كانت هناك إشكالية في  القبض عليه  فهي انه قبض متأخرا وزج به في الحراسة بعد أن عاث في الأرض  فسادا بغير حق  ،، أبسط مواطن مصري لا يقبل أن تشتم بلاده وإلا ستجد منه ما لا يحمد عقباه ، فكيف يستقيم ان يشتم شيخ كبير كل الدولة ومواطنيها وننظر ان  تعاقبه الدولة أو تتركه ،الطيب ذهب أبعد من ذلك عندما وصف عضو المجلس العسكري ورئيس لجنة إزالة التمكين بالموقعاتي فقط.   وتمادى في قمة غيه وانصرافه عندما قال رئيس الوزراء نفسه وجوده من عدمه واحد،  ليصل بالإساءة الى قمة هرم الدولة . ويسيئ لممثل كافة عموم الشعب السوداني ورئيس وزرائهم المتفق عليه ، حتى يأتي في الأخير للإساءة الرمزية لكافة ثوار الشعب السوداني الذين قال عنهم ناس (درشونا والبنوت نيام) في إشارة منه للتقليل من حميتهم ونخوتهم .
(3)
هو يعلم ان هؤلاء الشباب الذين ظل يستميعهم هم الذين  أطاحوا بأكبر ديكتاتورية في افريقيا والشرق الأوسط ، بعد أن واجهوا بصدورهم العارية الذخائر والقنابل والدوشكات في معركة العزة والكرامة والسلمية واليد الخالية أمام البندقية، فيما ظل يهدد الطيب النظام بالدبابين والمجاهدين وفي نفس الوقت  وبإشارة غبية يقول أنا لست مؤتمر وطني وهو الذي يستشهد (بعلي عبد الفتاح ومحمود شريف ومعز عبادي )…الخ وكأنهم أعضاء بمنبر السلام ، وكأنما من أتى به على رأس أكبر مؤسسة إعلامية بالبلاد  ومن غير مؤهل لها بسابق خبرة هم منبر السلام وليس المؤتمر الوطني ،، كل الخبراء الاقتصاديين بالعالم أجمعوا على ان تدهور الاقتصاد السوداني بدأ بعد انفصال الجنوب وراعي الضأن في الخلاء يعلم ان الطيب مصطفى هو قائد ربان سفينة الانفصال ، والجنوب كان عمقنا الاقتصادي والاستراتيجي والداعم الأول لخزينة بلادنا  من حقول نفطه المتعددة ، بذلك يكون الطيب ساعد في إفقار الغالبية العظمى من الشعب السوداني بسبب عنصريته البغيضة وكرهه لإخواننا الجنوبيين ، فهو لا يهمه وضع المواطن السوداني الاقتصادي طالما أنه خال رئيس البلاد و زعيمها الذي يسهل له كل الطرق، لذلك اسوأ ما في القبض على الطيب انه جاء متأخرا.
(4)
  ليس لنا ناقة أو جمل في ياسر العطا او حمدوك نفسه أو لجنة إزالة التمكين  كلها ، ولكن الإساءة لهم إساءة لكل من ضحى بدمه وروحه من أجل الثورة والإساءة لهم تريق وجه ماء النظام ولا تحفظ هيبته بسبب أن ما وجهه لرئيس الوزراء او رئيس لجنة الإزالة ليس هو نقدا ، بل هو إساءة ، والقول إن حمدوك وجوده من عدمه واحد هو أكبر إساءة وقوله رئيس اللجنة  مجرد موقعاتي فقط هي ايضا إساءة ليست بعدها إساءة ، ولأن المدعو الطيب ليس صحفيا محترفا لذلك لم يفرق بين النقد والإساءة،  اذا انتقد السياسة الإدارية والبرامجية للحكومة لتقبل الناس النقد، سيما وأنه يصب في مصلحة البلاد ولكنه بدأ يشتم ويسب ، على الطيب ، ان يحمد الله بكرة وأصيلا على انه في محبسه في أياد أمينة ووصل القسم بعد الإجراءات القانونية المعمول بها بالبلاد ، ويحمد الله انه لم يحرسه شبيحة بيوت الأشباح ولا الذين أوردوا د. علي فضل موارد الهلاك  وغرزوا مسمارا في رأسه عندما سجنه ابن أخت الطيب المخلوع، ويحمد الله انه محروس بالقانون، حيث لا يصاب في محبسه في نفس المكان الذي غُرِزت فيه السيخة لأحمد الخير.
صورة غريبة
ان تُعتقل بائعة شاي في رحلة بحثها عن الرزق الحلال وتسكت كل الدنيا، ويعتقل من يسيئ للدولة ومواطنيها  فتثور كل النخب  والأقلام الكبيرة .
صورة  مخجلة
من سكت على قتل الثوار واغتصاب الحرائر ودمار أهلنا بدارفور يهيج ويثور من حراسة ليومين.

اترك رد