اخبار السودان اليوم

مناظير -مِن عبد العزيز الحلو !

أولا: استخدام مصطلح “الدولة المدنية” محاولة واضحة لتجنُّب “غضب” الإسلاميين الذين مارسوا ما مارسوا باسم الدين، اغتصبوا السلطة في 30 يونيو 1989 باسم الدين، خربوا البلاد وأذلوا العباد .. فسدوا، قتلوا الملايين، شرَّدوا، هجَّروا، اغتصبوا، ودمَّروا كل شيء .. حتى القيم والمبادئ الإنسانية الجميلة قضوا عليها. فصلوا جنوب السودان وأشعلوا الحروب في كافة أنحاء البلاد، دمَّروا الاقتصاد وأوصلوا ديون البلاد لعشرات المليارات، أفقروا الجميع، وزرعوا العنصرية و الكراهية وسط السودانيين، وفكَّكوا النسيج الاجتماعي .. حولوا السودان إلى دولة فاشلة بكل المقاييس، و كل ذلك تم باسم الدين .الآن .. وبعد كل ذلك، كيف يجوز لنا أن نُفكِّر في مكافأتهم بـ(احترام مشاعرهم)، وليس مشاعر غالبية السودانيين الذين اكتووا بنيران أفكارهم وممارساتهم الخاطئة؟!

ثانياً : إذا كان مفهوم ومصطلح (الدولة المدنية) يعني عندكم ويُطابق في تقديرك مفهوم ومصطلح (العلمانية)، فلماذا نحيد عما نصبو إليه والذي يقطع بصورة واضحة بفصل الدين عن الدولة، ونهرع لنلتف حول مفهوم ملتبس وغير واضح، ليست له مرجعيات أو نماذج يُحتذى بها ؟!

رابعاً : إلى متى سيستمر تحاشي مواجهة القضايا المصيرية وتجنُّب الصدام مع القوى الظلامية (المُزايِدة، والمعادية للديمقراطية وحقوق المواطنة)، وإلى متى ستستمر الحروب العبثية في السودان؟ !

مع خالص الشكر والتقدير
أخوك / عبد العزيز آدم الحلو
الجريدة

Exit mobile version