اخبار السودان اليوم

تسابق على كرسي الرئاسة

بكري المدنى
 
مشروع القوي اليسارية

تتسابق اليوم عدد من المشاريع لحكم السودان سواء ان من خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية او ما بعدها وتنقسم هذه المشاريع إلى
مشروع القوى اليسارية ويتصدرها الحزب الشيوعي وتعمل هذه القوى على مسارين الأول تمديد الفترة الانتقالية إلى  أطول فترة ممكنة مع الاستمرار في تفكيك مؤسسات الدولة التي قامت على قواعد النظام السابق وإعدادها – وهذا هو المسار الثاني -بما يعظم من حظوظ اليسار في فترة الانتخابات حظوظ المشروع اليساري في الحكم كبيرة في المسار الأول خاصة ان ما نجحت الحكومة في توقيع سلام مع الحركات بالاتفاق على تمديد الفترة الانتقالية، أما على المسار الثاني فلا يبدو أن اليسار قادر على تغيير حظوظه القديمة بالحكم من خلال صناديق الانتخابات ولو بعد مائة عام.

مشروع المكون العسكري
على ما يبدو من التزام ظاهر بتسليم الفريق أول البرهان لرئاسة مجلس السيادة للمدنيين بعد انتهاء الفترة الأولى من حكم العسكريين إلا ان هذا الالتزام قد تعصف به الكثير من المتغيرات منها تكاثف المطالب والدعاوى بتفويض الجيش للحكم بعد فشل سير الحكومة الانتقالية وهو اتجاه يتوافق عليه غير قليل من أبناء السودان مع رغبة إقليمية ودولية على تسلم الجيش للسلطة للدرجة التي قد تدفع بالبرهان بتحقيق هذه الرغبة خلال مسار الفترة الانتقالية او العودة للحكم من خلال الانتخابات بصورة او أخرى.

مشروع القائد حميدتي
هو من أكثر المشاريع وضوحا اليوم وتتبناه العديد من الجهات التي تسعى لتقديم الفريق اول محمد حمدان دقلو في (نيو لوك ) ويجتمع حول هذا المشروع عدد من أبناء دارفور باعتبار ان الوقت قد حان ان لم يكن قد فات على رئاسة واحد من أبناء الإقليم للسودان، إضافة إلى رغبة بعض دول الإقليم في إيصال (حميدتي)للسلطة مع سعي جهات داخلية نجحت في الفترة الأخيرة في اختراق جسم الثوار الذين انضم بعض رموزهم لهذا المشروع بحسبان ان حميدتي هو الحامي الأبرز للثورة والضامن لعدم عودة الإسلاميين.

تحديات كبيرة تقف أمام تولي الفريق أول حميدتي للسلطة سواء خلال الفترة الانتقالية أو بعدها وأبرزها وصف الجهات التي يمثلها فهو لا يمثل قوى سياسية محددة ولا نظامية وفق التصنيفات التقليدية للقوات العسكرية كما ان هناك تحفظات داخلية تقف دون هذا المشروع بعضها يمثل الثوار وبعضها يمثل دارفور نفسها إضافة لتحفظات إقليمية ودولية وإن بدا من خلال معادلتي الحكم التاريخيتين وهما (المال والرجال) هو المشروع الأقرب للتحقيق.

مشروع اليمين الإسلامي
وهو مشروع تتقاسمه بعض المعسكرات أبرزها الإسلاميون وعلى رأسهم المؤتمر الوطني والذي يأمل في انقضاء الفترة الانتقالية في أوانها والعودة للواجهة ثقة في قواعده وفيما يمكن ان تثبته التجربة الحالية للشعب السوداني مقارنة بينه وتجربة الحاليين من قوى الحرية والتغيير، وهناك معسكر حزب الأمة وبعض القوى السياسية والذي يتزعمه الإمام الصادق المهدي ويعمل هذا الحزب على تغيير معادلات الحكم الراهنة من خلال العقد الاجتماعي الجديد الذي يدعو له ومن خلاله العمل على تقصير الفترة الانتقالية او المحافظة على أجلها للدخول في انتخابات عامة يثق في كسب الكثير من أصواتها .

تكبر حظوظ هذا المشروع بتحالف قوى اليمين وتضعف كلما قلت فرص هذا التحالف هذا مع تحدٍ ماثل في الحملة العنيفة التي يواجهها الإمام وحزبه اليوم من بعض ممثلي الثورة وقوى الحرية والتغيير للنهج الذي يسير عليه والذي يقطع الطريق أمام المشروع النقيض.

Exit mobile version