قال محمد الفكي سليمان، عضو المجلس السيادي إن نموذج السياسي الفاسد الذي يَمْتِحُ من المال العام نموذجٌ قد انطوى إلى الأبد.
وكتب محمد الفكي، بحسب صحيفة اليوم التالي “مسؤوليّةٌ مُضاعَفةٌ تقع علينا كجيل جاء إلى السياسة من ميدان مقاومة الشمولية، حيث رفضنا كجيلٍ الحربَ، وإعادة قولبتنا عبر المشروع الحضاري وغيرها من الممارسات، إلا أن معركتنا الكبرى كانت ضد فساد الحياة السياسية والإدارية.
لم يدمِّر الفاسدون رأسمال بلادنا ومواردها فقط، بل دمَّروا الرصيد الأخلاقي وثقة الشعب في المشتغلين بالعمل العام.
وعلى الرغم من الإرث الباذخ الذي خلَّفه رجالُ ونساءُ الحركة الوطنية من نزاهة وعفَّة واستقامة، إلا أن هذا الإرث يبدو بعيداً ومغروساً في الأسطورة عبر حكايات تُبعده يوماً بعد يوم، من أن يكون درساً ملموساً ونمط حياة يجب أن تُعاش، وليس حكايات مستحيلة لا يمكن استعادتها.
جدَّدت ثورة ديسمبر، بفدائيةِ جيلٍ يتوق للحرية والسلام والعدالة، خارطةَ طريقٍ واضحة لقادة الفترة الانتقالية، ووضعت على عاتقهم حملاً ثقيلاً يتمثّل في تغيير الصورة النمطية للسياسي المُتحرِّر من سلطة الرقابة، والمستعد بحكم منصبه للفساد والإفساد. هذه المسؤولية تتطلَّب من جميع الأطراف العمل عليها عبر تطوير المؤسسات وبسط الحريات والتعامل بمسؤولية مع فضاء الإعلام الجديد، إحدى أقوى أدوات المراقبة التي وضعتها التكنولوجيا في يد الشعب.
ثقتي بلا حدود أن ثورة ديسمبر المجيدة، أحيت الأمل في نفوس ملايين السودانيين على امتداد المعمورة. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها الحكومة الانتقالية، إلا أن سلطة الشعب وقدرته على المراقبة والتقييم والتقويم أكبر من أيِّ وقت مضى؛ فالسياسي الفاسد الذي يَمْتِحُ من المال العام نموذجٌ قد انطوى إلى الأبد”.
الخرطوم ( كوش نيوز)