اخبار السودان لحظة بلحظة

السودان: مزاهر رمضان تكتب: مرض سوداني بإمتياز

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

وهج الفكرة
مزاهر رمضان
مرض سوداني بامتياز
الأغلبية العظمى من الشعب السوداني ابتلاها الله تعالى بمرض سوداني اسمه (قوة الراس)..وهو مرض يدفع صاحبه للوقوع في التهلكة والإقدام على أفعال لا تحمد عقباها كما يدفع للتحايل على القانون…وهو مرض ينتقل بالوراثة جيلا عن جيل وهو مرض عضال لا يرجى برؤه وتزيد حدته مع الممنوع فيصير مرغوبا ومع الأوامر فيتمتعون بمخالفتها..وأشد حالاته هي التي تصيب الأزواج وتدفع بهم لساحات القضاء وتمزيق عرى الزوجية..وهذا المرض لا يفرق بين كبير ولا صغير فكثير من الأمهات تشكو (قوة راس) طفلها..وهو يصيب النساء كما يصيب الرجال ولكنه عند الرجال أشد للحد الذي يدفعهم لإثارة معارك في غير معترك وترويع الآمنين…ويكفي أن هذا الجيل عبر عن نفسه واصفا إياها ب( نحنا الجيل الراكب راس)..
هذا المرض أنواعه كثيرة أخطرها يتمثل في العزة الآخذة بالذنب..فهذا النوع لا يبالي صاحبه بدنياه ولا بأخراه (بايع القضية) فيقحم نفسه فيما لا تطيق فيوردها المهالك.
وهذا ما برز الآن وأدى لتفاقم الكورونا بشكل مريع فبرغم كل المناشدات والتوجيهات والفتاوى مارس الناس حياتهم بشكل عادي غير عابئين بالمرض بل إن بعضهم لم يكن يعترف أصلا بوجود وباء معللا ما يحدث بأنه مجرد (حميات ونزلات عادية) . فكانت الأنباء تحمل إلينا قبل فترة ظهور حالة ثم حالتين ثم لم يمض وقت طويل حتى ظهرت الحالة الثالثة وما بعدها..وكان الأمر بمعدل حالة كل يوم وكان من الممكن احتواء ذلك ومحاصرته بسهولة لولا (قوة الراس)..واستمرت أسواقنا وزياراتنا وحركة المواصلات والتقارب حتى أفرز ذلك ازديادا مريعا في حالات الإصابة بكورونا..فهذا النوع من مرض قوة الراس غير حميد وشديد الخطورة أدى لشلل شبه كامل في مفاصل الدولة والحراك الإجتماعي.
ولا علاج لهذا المرض ولكن يمكن تسكينه بالقوانين الرادعة والحزم للحدة من آثاره التي دائما ما توقع صاحبها في الندم حيث لا ينفع الندم.

نقطة أخيرة
(ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن) و(لا مصافحة) و (ليسعك بيتك) هي مما تركه الناس ثم اضطروا إليه لأن من ترك شيئا من الشرع أحوجه الله إليه.

وأخيرا جدا
لمن يردد مع المغني ( العيد الجاب الناس لينا ما جابك) نقول له الناس(راكبين راس) و (زولك واعي)..
وعيدكم سعيد

The post السودان: مزاهر رمضان تكتب: مرض سوداني بإمتياز appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد