اخبار السودان اليوم

الممرضون والأطباء في عصر كورونا .. ملائكة الرحمة .. ملائكة العذاب!

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

نيويورك -تحليل اخبارى – صلاح ادريس
القت الشرطة فى نيويورك القبض على ممرضة هذا الاسبوع. بعد ان كشفت التحقيقات انها تقوم بسرقة كروت الائتمان من مرضى الكورونا. خاصة بعد ادخال اجهزة التنفس الصناعى” يفقد المريض الوعى” . لم تكتفى الممرضة بهذا ولكنها ذهبت وقامت بتسوق، “شوبنق” فى عدد من المحلات الشهيرة. كيف تم اكتشافها ….بعدها بايام توفى المريض وجاءت الفاتورة فى البريد واكتشفت ابنته ان ” الاستخدام” تم بعد دخول المريض المستشفى. ” تحقيق” من الابنة والشرطة ادى الى وقوع الجانية والقبض عليها ” بالجرم المشهود” . فى مقابل هذه القصة “السلبية” عن التمريض وكل العاملين فى الحقل الطبى فى عهد الكورونا هناك عدد من النقاط الايجابية والتضحيات الكبيرة التى قدمها الممرضين والاطباء وكل العاملين فى الحقل الطبى …رجالا ونساءا ليس فى نيويورك ولكن فى كل انحاء العالم . أول هذه النماذج قبل حوالى شهر ونصف توفى اول ممرض فى مستشفى جبل سيناء بعض ان خالط بعض المرضى فى الايام الاولى لتفشى الداء.
تعلمنا منذ الصغر ان التمريض مهنة سامية وانسانية. وان الممرض سواء كان ذكر ام انثى هم ” ملائكة الرحمة” ولكن قد يدخل الشيطان فى لحظة ويتحول الى الممرض الى واحد ” ملائكة العذاب” . وجاء هذا الوصف “ملائكة الرحمة” من العمل العظيم الذين يقومون به كل يوم. ولكن جائحة الكورونا حولت الادوار التى يقومون بها التى تضحيات عظيمة وخاصة فى هذه الايام العصيبة. معظم المستشفيات والمراكز الصحية وبيوت العجزة فى فى كل انحاء العالم. تمر بفترة عصيبة وقاسية ومؤلمة. ركب معى ممرض البص الاسبوع الماضى وهو رجل فى اوائل الخمسينات وبدأنا ” نتونس” سألنى ان كنت ممرض فقلت لا ” معظم الناس فى الشارع هم اما ممرضين – اطباء- رجال شرطة – ضباط صحةال اخره…..” وسألته ان كان هو يعمل فى الحقل الطبى فقال لى نعم. وقلت له كيف حال المستشفيات فاجاب ان نسبة الموت عالية. وبعض الموتى لا يوجد من يقوم حتى بواجب الدفن. كانت اجابته دليل على الضغط النفسى العالى الذى يمر به الممرضين فى الولايات المتحدة. هذا الاسبوع وبعد ان بدأت اعداد ضحايا كورونا فى التناقص اهتم الاعلام الامريكى مؤخرا بهذا الموضوع لذلك احاول ان القى الضوء على هذه القضية الحية. لماذا لانهم كانوا فى الصفوف الاولى ولم يزالوا يعملون فى ظروف قاسية وكل واحد منهم يتعرض للموت كل لحظة من حياته وهذه تجربة ليست سهلة رغم العائد المجزى فى كثير من الاحيان. ليس هذا فحسب ولكن بعض الاطباء وصلوا الى درجة الانتحار من الضغط النفسى الرهيب الذى تعرضوا له فى الفترة الماضية. منهم د. لورنا برين ” مدير شعبة الطوارئ فى مستشفى برييسبتريان الن بنيويورك. وفنى طبى اخر وكانت هذه الحوادث بمثابة انذار بعدها تكونت لجنة خاصة بالصحة العقلية والنفسية خاصة بالعاملين فى حالات الكورونا. ويذكر ان هذه الحالات ليست خاصة بامريكا حيث ظهرت حالات من الخوف والاكتئاب والارق فى كل من الصين وكندا وايطاليا. بالتعاون مع وزارة الدفاع تعاونت نيويورك وحدة العلاج النفسى والارشادى بها حوالى 1000 مرشد لموجهة المشكلة المتنامية وسط العاملين فى الحقل الطبى. وقامت ولايات باعمال شبيهة لمواجهة نفس المشكلة. ولخص د.شانتال اختصاصى الامراض النفسية مدرسة الطب فى جامعة روتجرز رغم قوة الاطباء فى التحمل ولكن مع النسبة العالية للعمل مع هذه الازمة وارتفاع نسبة حالات الموت فهم فى حاجة للمساعدة.رغم ان الحالات بدأت فى الانخفاض ولكن تكتسب الرعاية الارشادية اهمية اكثر لان العديد من الحالات تتعامل مع بعد الصدمة وكيفية التحكم فيها.وهناك شريحة مهمة من العاملين فى الحقل الصحى هى التى تعانى اكثر من غيرها وهم موظفى الاسعاف الذين يواجهون الحالات الصحية فى مراحلها الاخيرة وربما الوفاة اثناء النقل بالاسعاف. لذلك فان العديد منهم لم يكن لديهم خيار غير اللجوء للمرشدين النفسيين للمساعدة فى تخفيف العبء والحمل الكبير. وهناك العديد من المنظمات التى عرضت الاستشارات المجانية للمساهمة فى الحل. اختم بالتضحيات الكبرى التى قدمها الاطباء السودانيين فى بريطانيا منهم عادل الطيار حيث وجدت هذه التضحيات تقديرا من كل انحاء العالم وقرأت فى عدد من الصحف الامريكية عن د.الطيار وعدد من الاطباء الافارقة والاسيون الذى قدموا ارواحهم فداء مما جعلنى افخر بانى سودانى. سوف احاول فى سانحة اخرى ان اجرى لقاءات للاطبار وممرضيين سودانيين يعملون فى الصفوف وماهو شعورهم وهم يواجهون الموت كل يوم.

The post الممرضون والأطباء في عصر كورونا .. ملائكة الرحمة .. ملائكة العذاب! appeared first on الانتباهة أون لاين.

Exit mobile version