اخبار السودان اليوم

عين على الصين: المكافحة الدولية للوباء تستوجب مفهوم الصحة للجميع

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

ما شينمين: سفير الصين لدى السودان

جائحة كوفيد-19 التى انتشرت فى اكثر من 210 دولة خلق تهديدا خطيرا لصحة البشر وتحديا كبيرا للأمن الصحى العالمى العام, وفى هذه المرحلة يجب على الدول ان تشارك بعضها البعض فى السراء والضراء, حيث انه لن تستطيع اى دولة ان تتعاطى مع هذا التحدى لوحدها, وعليه فان التغلب على مثل هذه الامراض الفتاكة تستلزم تضامن الدول وتعاونها من اجل بناء “مجتمع الصحة للجميع”.

على الدول ان تتبنى رؤية وفكرة بناء “مجتمع الصحة للجميع” التى نادى بها الرئيس الصينى شى جينغ بينغ مطلقا مبادرة الصحة للجميع من خلال العيد السابع والذى تم فيه التدشين الرسمى لفكرة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية, والتى انبسق منها مفهوم الصحة للجميع, وبما ان وباء فايروس كرونا هو العدو المشترك المهدد لأمن وسلامة الانسانية يجب على العالم ان توحد جهودها من اجل التصدى عليه, وبما ان هذه الجائحة التى لم يسبق لها مثيل قد اصابت اكثر من 4 مليون شخص وتسببت فى وفاة اكثر من 200,000. ولم تكن هنالك دولة قد نجت من هذه الجائحة الامر الذى يؤكد ان جميع الدول والشعوب بمثابة مجتمع يشاطر بعضه البعض الاشكالات الصحية فى السراء والضراء. ولكى يتم مواجهة هذا الفايروس ينبغى على دول العالم ان تضع فى حسبانها مصلحة الجميع فوق مصلحة الفرد, وان يعملون جميعا من اجل صيانة الامن الصحى العام فى اى مكان فى العالم, وعليه فان مبادرة بناء “مجتمع الصحة للجميع” يرتكز على اعلاء صحة وسلامة البشرية والا يكون ذلك على حساب غالبية الامة والا يكون ايضا لخدمة المصالح الاقتصادية والسياسية لمجموعات قليلة من الناس, ومن الاهمية بمكان الحفاظ على الامن الصحى العام للمجتمع الدولى وليس ذلك من اجل فئة قليلة من الدول, هذا الى جانب السعى الى تحقيق الوحدة والتعاون المتبادل وان يربح الجميع ولا يخسر احد.

على دول العالم ان تتخذ خطوات عملية مشتركة لمعالجة قضايا الصحة العالمية, ولذلك لن تستطيع اى دولة مواجهة هذه الازمة الصحية العالمية بمعزل عن الاخرين, الامر الذى يستوجب تعاضد المجتمع الدولى لتطوير نظم وقواعد الصحة العامة عالميا, فالقضايا الصحية على المستوى العالمى تحتاج الى تعاون وتشاور, كذلك على الدول ان تعمل من اجل تطوير السياسات الصحية عبر تبادل المعلومات والتنسيق وترقية القاعدة العلمية واجراءات المكافحة, وكل ذلك من خلال الية دولية مشتركة تهدف الى احتواء الوباء ووقفه, وعليه فان رعاية الأمن الصحى العالمى والاهتمام بصحة الشعوب من اوجب وجبات الدول, ولذلك المطلوب من المجتمع الدولى والدول العظمى فى الوقت الراهن هو تقديم المساعدات الضرورية للدول التى تعانى من اوضاع صحية ضعيفة, حتى تستطيع تلك الدول القيام بواجباتها الصحية تجاه مواطنيها, هذا بالاضافة الى الدعم الثابت الذى يجب تقديمه للامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الاقليمية والاليات الاخرى العاملة فى الحقل الصحى, حتى تتمكن من لعب دور اساسى وفاعل فى ادارة الصحة العامة والتصدى للجائحة. لذلك لزاما على الدول مراجعة اللوائح والقوانين الصحية العامة سيما تلك التى تتعلق بادارة الازمات الصحية والكوارث والاغاثة. والخطاب الذى القاه الرئيس الصينى شى جينغ بينغ فى القمة الاستثنائية لقادة مجموعة العشرين والذى عقد مؤخرا لمناقشة مستجدات كوفيد-19 وطرق الوقاية منه, كان دائرا حول الجهود المشتركة لتطوير النظم الصحية العالمية,هذا الى جانب دعوة جميع الدول الى تحقيق الاهداف الصحية المشتركة وصون حياة الناس والاهتمام بالصحة العامة للشعوب, كوفيد-19 يعد تحديا للبشرية جمعاء بغض النظر عن الحدود او المجموعات الاثنية, كما انه اصبح مهددا لسلامة الدول والشعوب, فبالجهود المشتركة تستطيع الدول ان تحمى نفسها وتحافظ على سلامة وصحة شعوبها, ولذلك لن تستطيع اى دولة ان تتغلب على هذا التحدى بطريقة احادية او من خلال سياسة الافقار للاخرين او ان تكون انانية.

ربما لاتنجح الجهود العالمية فى مكافحة الوباء فى الوقت الحالى اذا لم يتم ضبطه ومنعه من الانتشار فى الدول الاسوية والافريقية النامية,وقد وضح جليا انه لم تكن هنالك دولة محصنة او قادرة على مجابهة هذه الجائحة المستمرة او حماية نفسها من اثارها. بل على الدول ان تدعم بعضها البعض وان تتعاون وان تقف مع بعض من اجل التغلب على التحديات الناجمة عن انتشار الوباء, وقد ان الاوان للمجتمع الدولى ان يتعاون ويتحد لتحقيق المصالح المتبادلة والنتائج المربحة للكل, بدلا من المواجهة واللوم وتوجيه اصابع الاتهام للاخرين والاستفادة من جانب واحد, والطريقة الوحيدة لانقاذ حياة الناس والحفاظ على الصحة العامة والتغلب على تحديات كوفيد-19 هى عبر التضامن والتعاون بين الدول, وكما ان المثل يقول “النجاح ياتى للذين يشتركون فى تحقيق هدف واحد” ولكى يتم مواجهة ازمة كوفيد-19 تبنت الصين رؤية “مجتمع المستقبل المشترك للبشرية” والتعددية وذلك من خلال العمل الجاد لترقية وتطوير التعاون الدولى الجماعى وتقديم المساعدة بقدر المستطاع لاحتواء الوباء وضبطه فى الدول الاخرى ليلعبو دورا فاعلا فى مكافحة الوباء عالميا. وقد ترجمت الصين ذلك عمليا من خلال التعاون الدولى والذى يعد السلاح الاقوى فى الكفاح ضد كوفيد-19, هذا الى جانب التكاتف لبناء “مجتمع الصحة للجميع” وهو الخيار الافضل للمجتمع الدولى.

The post عين على الصين: المكافحة الدولية للوباء تستوجب مفهوم الصحة للجميع appeared first on الانتباهة أون لاين.

Exit mobile version