اخبار السودان لحظة بلحظة

توقيع “القلد” لتهدئة الأوضاع في كسلا

كسلا : سيف آدم هارون

بعد ترقب لساعات، ووسط حضور أمني كثيف وقعت في ساعة مُتأخرة من ليل “الأحد”، وثيقة القلد بين قبيلتي النوبة والبني عامر، في مسعى لتهدئة الأوضاع المضطربة بكسلا.

ونص الاتفاق؛ الذي قادته مبادرة أهل كسلا للسلم الاجتماعي على هدنة مدتها شهر لإكمال الترتيبات النهائية للصلح من تاريخ التوقيع.

وشهد مراسم التوقيع وفد المجلس السيادي، ونائب رئيس هيئة الأركان عمليات، ووالي كسلا، ومبادرة أهل كسلا للتعايش السلمي، وأعيان القبيلتين.

ونصت الوثيقة على التزام الطرفين بالاتفاق روحاً ونصاً بالهدنة، ووقف الصدامات الدامية، وشددت على ضرورة تحكيم صوت العقل ونبذ العنف، ونشر ثقافة السلام والتعايش السلمي بين مكونات الولاية، والعمل على تطبيق سيادة القانون والعدالة بمحاكمة كل من ثبتت التهمة مشاركته في تأجيج الأحداث أو التحريض ونشر الشائعات.

محاربة المتربصين:

وكان عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، شدد على ضرورة تقديم الجناة للعدالة لسيادة حكم القانون، وأكد التزام الدولة بجبر الضرر والخسائر، ورهن ذلك بمحاكمة الجُناة من الطرفين لبث روح الطمأنينة في نفوس المواطنين.

وقال الفكي، بلهجة حادة :”إنه لا كبير على القانون، وأن كسلا ستظل حاضنة لكل أبناء الوطن دون تفرقة أو تميز”، ودعا إلى تماسك المجتمعات لمحاربة المتربصين بثورة ديسمبر المجيدة.

وأضاف :”أعلم أن هناك جهات رافضة لهذه الهدنة إلا أنها الوسيلة الجادة التي تُمكن السلطات المختصة من جمع المعلومات والتفاصيل الدقيقة  الخاصة بالأحداث التي صاحبت المشكلة”، وتابع :”الهدنة بداية حقيقية لمعالجة جذور الأزمة ليسود حُكم القانون”، مؤكداً قدرة الدولة على تطبيق القانون في كل شبر من البلاد.

سودان مصغر:

في الأثناء، استحضر عضو مجلس السيادة، حسن شيخ إدريس، تاريخ وأدوار رجال كسلا على المدى البعيد، واصفاً كسلا بالسودان المصغر، وقال إن الولاية ساهمت في حل العديد من اشكالات الولايات الأخرى.

ودعا إدريس، الى أهمية التعايش السلمي بين مكونات الولاية، وحث الطرفين “النوبة والبني عامر”، إلى الالتزام بالهدنة المُوقعة بشهود كل القيادات والأجهزة الإعلامية للحفاظ على خصوصية ما يتميز به إنسان كسلا من تآخي وترابط وتواصل مجتمعي مبهر بين مكونات مجتمع الولاية.

حل المشاكل:

وقال نائب رئيس هيئة العمليات، الفريق خالد الشامي :”إنسان كسلا معروف بطبعه أنه حلال مشاكل”، واصفاً كسلا بالمتميزة في التعايش السلمي، وإن قياداتها سباقون لحل مشاكل الآخرين.

واعتبر الشامي، أن الاتفاق الذي أوقف شلالات الدماء يعد مكسباً حقيقياً، وخطوة جادة في الطريق الصحيح لتوقيع اتفاق نموذجي يحقق التعايش السلمي بين القبيلتين والمكونات القبيلة بالولاية.

انجاح المبادرة:

من جانبه، امتدح والي كسلا المُكلف، اللواء محمود همد، جهود مبادرة كسلا للسلم الاجتماعي؛ والتي تكللت بتوقيع القلد بين المكونين، وقال :”إن لجنة مبادرة كسلا للسلم الاجتماعي التي ضمت أعيان وقيادات مجتمعية ودينية وإدارات أهلية كان لها القدح المعلى في انجاح المبادرة”.

وأشاد الوالي، بمبادرة الشيخ سليمان علي بيتاي، وكل المبادرات التي افضت لتحقيق الاتفاف، وجدد حرص المركز على ايجاد الحلول الجذرية وتبني جبر الضرر، وألمح للدور الكبير للقوات المسلحة والأجهزة النظامية في تهدئة الأوضاع على أرض الواقع، ودعا الأطراف الالتزام بالوثيقة الموقعة لاتاحة الفرصة لتحكيم سيادة القانون وضبط كل المتفلتين ومحاكمتهم.

نبذ العنف:

في غضون ذلك، أعرب ممثل مبادرة أهل كسلا للسلم الاجتماعي، د. عبد القادر فكي، عن شكره وتقديره للقيادات وأعيان القبيلتين لاستجابتهما لاطروحات المبادرة، مما أفضى إلى توقيع الوثيقة.

وأكد فكي، سعي المبادرة لاستكمال الاتفاق بالتوقيع النهائي خلال الفترة المحددة، وأشاد بصبر واهتمام والي كسلا في تسهيل عمل اللجنة، ودعا مجتمع الولاية إلى نبذ العنف.

صحيفة مصادر

اترك رد