الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
وهج الفكرة -مزاهر رمضان
إن لأي محنة تمر بالإنسان جوانب إيجابية ودروسا وعبرا تفيده في تصحيح مساره واجتناب بعض الإتجاهات الخاطئة التي كان يوغل فيها دون تفكير.
لا شئ يحدث عبثا ، وليست المصائب محض شر … فاللطف الرباني يكتنف حتى آلامنا وعذاباتنا ، وكثيرا ما تتبدى لنا الحكمة والخير عقب أمور جزعنا لحدوثها وكنا نظنها شرا ثم انقشعت سحابتها فتجلت الرحمة.
من لم يمت بالكورونا مات بغيرها فالموت حتم على كل حي..وكثير من الكوارث تحدث فتقضي على خلق كثير ولكن الحياة تستمر ويأتي جيل خلف جيل ليرث بعضا من تجارب السابقين ويستفيد من أخطائهم ويطور حياته وفقا لسنة الحياة في التمرحل والتغيير. وفي مجتمعنا كثير من العادات المرهقة والمكلفة واللا مجدية والتي جفت حلوق أهل الوعي وهم ينادون بمحاربتها دون أن تحدث استجابة إلا في حدود الاضطرار…وهي عادات نرجو أن لا يرثها عن جيلنا من يخلفه وأن نقتنع بعدم جدواها.
ها قد أجبرت الكورونا الناس على التخلي عن التفاصيل الكثيرة في الأفراح والمآتم فما الذي اختلف؟؟ هل اعتبرت الزيجات التي تمت في هذه المرحلة باطلة بسبب عدم إقامتها في صالات الأفراح أو عدم البذخ والمبالغة في الصرف وحشد يأجوج ومأجوج من كل حدب وصوب؟؟؟؟ أو هل تضرر الميت في قبره من عدم إقامة سرادق العزاء ليغشاه الغادي والرائح و (ناس الميتات)؟؟؟؟ وماذا جنينا من عناد البعض وإصرارهم على التواصل الإجتماعي الزائف سوى التمكين للمرض بالإنتشار وحصد المزيد من الأرواح العزيزة؟؟؟؟
كنا – معشر السودانيين – نقطع الفيافي ونتكبد المشاق من أجل (سماية) أو تخريج روضة..نجامل طوب الأرض…نتحمل الرهق المادي والجسدي والمعنوي من أجل أن نجامل!!! تتعطل مصالحنا وأعمالنا ودراستنا من أجل مجاملة! وكم اكتنف ذلك من حوادث في الطريق يدمي لها القلب راح ضحيتها أسر بأكملها…كل يوم نحن في سفر ! صرنا الشعب الذي لا يضع عصا السفر مجاملة وتضييعا لنعمة المال والوقت والعافية!
كلنا يعلم أن الإنسان كائن اجتماعي وأن مشاركة الآخر ضرورة حياتية واجتماعية ولكنا (نبالغ) ونمعن في الشطط والمبالغة إلى حد يجعل صاحب (المناسبة) نفسه يحمل هم تدافع الجماهير نحو بيته لمشاركته فلا تنتهي (المناسبة) إلا وقد أحاطته الديون إحاطة السوار بالمعصم بينما تمضي الجماهير لمناسبة أخرى ونهدر أعمارنا في فيما لا طائل من ورائه .
فلتكن وقفة تغيير في عاداتنا التي حولناها بجمودنا عليها إلى عبادات وموروثات…آن للمجتمع ان يتخذ شكلا آخر للتواصل دون أن يهدر ماله ووقته وجهده سدى فالوقت والمال مسئولية ونعمة علينا المحافظة عليها وبلادنا تنتظر أن نتعب من أجلها ونبذل اوقاتنا في تنميتها وإعلاء شأنها ولتحقيق ذلك علينا أن نركز تماما على أداء وظائفنا على الوجه الأكمل وعلى تحصيلنا الدراسي والعلمي وعلى أن تكون اهتماماتنا أكبر من مجرد إرضاء الناس فرضا الناس غاية لا تدرك..
آخر نقطة
ليست قاعدة أن يحبك الناس ويلينوا أمام عذوبة كلماتك وحرارة مواساتك وجميل عطائك فثمة من يزيده ذلك شرا وهذا الصنف من الناس درء شرهم غنيمة لا مطمع فوقها بشئ إذ أنهم لا خير فيهم فلا تتعب نفسك وخليك بالبيت.
The post شكرا كورونا!!! appeared first on الانتباهة أون لاين.