الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
* ليس بالضرورة أن اتفق مع الاستاذ فيصل محمد صالح وزير الاعلام الاتحادي في كل شئ وليس بالطبع أن يمنعك ذلك من أن تقول الحقيقة طالما انت تخاف الله في قول الحق.
* الأستاذ فيصل اعرفه جيدا من خلال ما ظل يقدمه منذ زمن بعيدفي أجهزة الإعلام وهو حقيقة مثق ومجتهد.
* لم يكن موفقا على بداياته حين تولى مقعد هذه الوزارة والعمل بها وزيرا فالرجل كاتب وصحفي جيد يعرف كيف يصوب النقد للجهات التي كان يرى أن بها خلل وكلنا ككتاب نمارس هذه المهمة وربما هذا عمل ليس صعبا…. لكن الصعوبة تكمن في أن تكون بين أسطر كتاباتك الحلول لما تنتقد لجهة الاختصاص حتى ترتقي بنفسك والآخرين للأفضل… لكن أن تهاجم فقط دون أن تقترح وتقدم حلول فهذا عمل اعلامي ناقص يتطلب منك الاعتذار دوما.
* لذا كان على استاذ فيصل في بداياته الأمر الأصعب أن يتحول الإنسان من اعلامي ناقد لوزير يمكن أن تصوب الأقلام الناقدة له لذا لم يكن في بداية أمره جيدا فكان مرتبكا مضطربا رغم أنه كان موزونا لكن ليس بالقدر الذي يجعل الناس ينظرون إليه حينها انه وزيرا كامل الدسم.
* لكن لأن فيصلا صحفي وكاتب واعلامي متمرس بقليل من التريث تخطي هذه المرحلة الحرجة خاصة بعد أن شعر بنوع من الاستقرار وأنه الان وزير المطلوب منه تصحيح ما كان يراه نقصا من الذين جلسوا على ذات المقعد الذي يجلس عليه هو الآن ووكان يشن عليهم عليهم هجوما ويدفع لهم بالنصح… فهو الان يجلس على ذات الكرسي الساخن.
* فيصل… اعرف جيدا انه جاء لهذا المقعد بجهده الثوري الذي كنت اعرفه عنه جيدا… فهذا الرجل كان ثوري بحق وحقيقة تم اعتقاله أكثر من مرة وحققت معه الجهات الأمنية المختصة بكل أنواعها لكن كان يجد احترامه باعتبار أن هذه الجهات كانت تحترم الإعلام وتقدر الإعلاميين خاصة الصحفيين لكن كما كان فيصل يؤدي دوره كأحد الثوار الناضجين كان الأمن يؤدي دوره كما اقسم عليه وهو حفظ الأمن والاستقرار والممتلكات والأرواح.. وحدث ما حدث… لكن هذا لا يمنع أن نقول اننا نتابع الأستاذ فيصل محمد صالح الوزير في خطابه الإعلامي فقد تطورا كثيرا وهذا بالطبع لا يعني أن فيصلا كان مهزوزا خاليا في جرابه الإعلامي لكن كانت تنقصه خبرة الوزارة ومواجهة ذات أقلام النقد التي كان بالأمس القريب يهاجم بها…. هو اليوم يواجهها بالفعل جعلته في البداية وفي أولى خطاباته كالتائه والذي ضل الطريق من أين يبدأ وكيف؟ ولماذا؟ وهنا حدث ذلك الاضطراب في خطابه.
* الان السيد الوزير فيصل تخطي مرحلة التردد إلى مرحلة الانطلاق لخطاب اعلامي استراتيجي جديد ربما يكون أكثر فاعلية وجودة لأن فيصل اعلامي في الأصل ليس كالذين جاءوا لهذا المنصب وخلفيتهم لا علاقة لها بالإعلام فقط كانت تنقص فيصل الثبات الوزاري والتفريق بين الناقد والكاتب الصحفي والوزير الذي ينقد من ذات الناس الذين كان هو واحدا منهم.
* أعجبني فيصل في خطابه قبل فترة في مؤتمر صحفي فكان مرتبا وثابتا وكريما وحليما في كل سطوره التي قالها ونطق بها من راسه مباشرة للناس كل الناس وعلى الملأ دون تلعثم ودون اضطراب ودون خلافي المفردة فكانت كلمته بعمق استراتيجي لها ما بعدها نزلت بردا وسكينة علينا نحن المتلقين لها.
* هنا تظهر مهارة التخصص إذا كان صاحبه متمكنا في هذا التخصص لكن تنقصه المقدرة النفسية لإطلاق مفردات هذا التخصص تنفيذا في المقعد الوزاري يجد بالطبع الاحترام يجد التقدير.
* فيصل بدأ يقرأ جيدا سايكولوجية الإنسان السوداني التي كان يمثلها هو قبل أن يأتي لهذا المنصب لذا حين اعطي نفسه فرصة الثبات والترتيب لافكاره جاء خطابه يومها ومن بعده سليما معافيا من (الهترشات) التي كانت تصاحب خطابات من سبقوه في ذات المقعد.
* لم يجرح فيصل أحدا بكلمة واوصل رسالته بكل هدوء حين قدم والي الولاية المكلف الجديد حينها بكل ثقة بعد أن تحدث حديث الكبار وامتص كل ما يمكن أن يكون سببا لغضب الشعب في خطابه.
* الوالي المكلف قدم خطابا مختصرا جيد… الغريبة فيصل لم يكن حتى في بداياته يهاب الإعلام فقط لأنه متخصص (بالخبرة).
* اشهد لهذا الوزير أنه جاء للمقعد بامكانياته الإعلامية ومجاهداته الثورية… لذا وزارته من خيرة الوزارات التي يمكن أن نقول عبرت على عهد الحكومة الانتقالية باستثناء الوزارات الأمنية.
(أن قدر لنا نعود)
The post السودان: د. حسن التجاني يكتب: وزير الاعلام خطوة للأمام..!! appeared first on الانتباهة أون لاين.