اخبار السودان اليوم

زيادة الأجور نسمة تشق صهد الهجير

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

وهج الفكرة – مزاهر رمضان
*ظللنا طيلة عهد الإنقاذ سيئ الذكر نتقلب من حرب إلى أخرى ومن أزمة إلى غيرها ،وبلاء يسلمنا إلى آخر…كأنما كانت السماء تعاقبنا على رضوخنا لتلك الشرذمة التي استنفدت موارد البلاد بأنانية مفرطة دون التفكير فيما آل إليه حال الناس من جهد وبلاء…
* وخيم اليأس على صدورنا وتقزمت أحلامنا حتى ارتضينا بأقل القليل من الكرامة والحياة…وصرنا نلهث خلف لقمة تسد رمق احتياجنا وكأنما انسدت نافذة الأمل فما عدنا ننتظر اصلاحا ولا تغييرا ولا بشرى وتحجمت آمالنا في الستر والعافية وكانت وعود المسئولين ترعد وتبرق ولا تمطر وصار منتهى طموحنا حلة ملاح!!!!
*كانت الخيارات المطروحة قاسية وكما يقولون كان أحلاها مرا…فإما أن تنضم لتلك الشرذمة المتدثرة بمسوح الدين ومكر الثعالب فتتحسن أوضاعك في وقت وجيز وتتيسر أمورك وأمور من تحب وكأنك تملك عصا سحرية وهذا لم يكن خيارا للعقلاء….وإما أن تهاجر باحثا عن حياة أفضل ولو في أحضان اسرائيل ولو في سمبك يحمل الموت أكثر مما يحمل الحياة وكان هذا خيار اليائسين الجائعين للخبز والكرامة…وإما أن تقبض على جمر الصبر وترضى بالكفاف في بلد موارده تكفي قارة كاملة!!!
*وكان المعلم من أبرز الناس بؤسا وأفقرهم مظهرا وأشدهم حاجة…كان يثير الرثاء وهو محاصر بين المسئوليات الأسرية والديون العالقة والمرتب الزهيد والمستقبل المجهول لأبنائه…كنا -معشر المعلمين – نسمع عن حال المعلم في الدول الأخرى والتقييم الأدبي والمادي الذي يحظى به فنرثى لحالنا ونضحك متندرين على أوضاعنا المزرية بينما يعتصر الألم قلوبنا …
*لجأ المعلم مضطرا بعد أن تشعبت أودية همومه إلى مزاولة أعمال أخرى ليتمكن من توفير حياة كريمة لأسرته..ولم يعد يأبه لمكانته الزائفة في مواجهة الأفواه الجائعة التي تنتظره…فبذل جهدا مضاعفا خصما على صحته وراحته..
*لم يهن على الإنقاذيين أن يتنازلوا عن طمعهم في جمع المال ليرفعوا قيمة المعلم فظلوا أسخياء بالوعود بخلاء بالوفاء بها.
*لتأتي زيادة الأجور اخيرا على الرغم من أنها لا تخص المعلم وحده ولكنها كانت بشرى عظيمة له ووعدا أخضر بغد زاه ينال فيه المعلم حقه الأدبي والمادي المسلوب..
*وتناقلت الوسائط خبر زيادة الأجور مرتبطا بالمعلمين لمعرفة الناس للظلم والشظف الذي عانوه حقبا طويلة…
*مقدرتك على توفير حاجة من تعول تملؤك زهوا وسعادة وزيادة الأجور ستعيد للمعلم هيبته وأناقته وابتسامته…ستفتح بابا للأمل في بلد ظننا أنها خلقت للمحن والأزمات فقط…
زيادة الأجور ستعيد الثقة للنفوس والنماء للبلاد.
*زيادة الأجور تحفظ للإنسان إنسانيته وحياته وكرامته في وطن كنا نعيش فيه بلا كرامة..
لله در حاكم يبشر ويرسم البسمة في الوجوه الشاحبة..
لم تضع دماء الشهداء مادام البشريات تترى ما بين إزالة التمكين وإزالة الفقر…

The post زيادة الأجور نسمة تشق صهد الهجير appeared first on الانتباهة أون لاين.

Exit mobile version