
لقد تابعت مثل كثير من السودانيين مقطع الفيديو الأخير الذي ظهر فيه الناشط والإعلامي المعروف بااسم (إبراهيم شوتايم) وهو أحد الشباب الذين ساهموا بقدر عالٍ جداً في نقل أحداث الثورة السودانية والتوثيق لها لحظة بلحظة وإيصالها الى الفضاءات الواسعة الممتدة داخلياً وخارجياً حتى ان القنوات ذات الثِقل العالي كانت تنقل مباشرة الأحداث من بثه المباشر وتشاركها من صفحته في الفيسبوك.
ظهر هذا الناشط في مقطع فيديو يقول فيه أنه يتعاطى المخدرات منذ فترة الى
أن وصل مرحلة الإدمان وان مجموعة من الشباب أو الجهات وضعته في هذا
المسار بغير طلب منه ولا رغّبة ؛ أي أنه تم التَآمر عليه من قِبل مُقربين منه
بغرض تحقيق أجندة تابعة لتلك الجهات وبغرض تدميره النفسي والمعنوي وان
المرحلة وصلت معه إلى درجة الابّتزاز حتى أوصلوه الى بيع كل ما يملكْ. مقابل تمرير خطتهم الخبيثة تِلك. وبغض النظر عن الخوض في تفاصيل هذا الحادث ومدى مصداقيتهُ من عدمهاَ وبغض النظر عن الخوض في أجندة تِلك الجهات وهل هي موجودة أو غير موجودة وسّبب جرأتهِ في هذا الطرح وتقديم بلاغ عام للمجتمع عبر الإنترنت بخصوص هذه القضية التي شكك في تفاصيلها الكثيرون وصدقها الكثِيرون وكذبها الكثيرون وتجاوزاً للسؤال المنطقي المشروع وهو لماذا
لم يقدم الشاب بلاغا جنائيا لدِى أحد أقسام الشرطة خصوصاً وأنه قد سّمْ جهات وأشخاصا بعينهم؛ فنحن بالعموم مع كامل دعمنا للشاب حتى يتجاوز هذه
المرحلة.
ولكن مما زاد عجبي واستغرابي ان (شوتايم) ليس الأول وليس الوحيد في
موضوع هذا السقوط المعنوي والأخلاقي لكثير من مشاهير شباب الثورة السودانية في الميديا أو ما يعرف تحديداً بشباب (اللايفات).
ولا ينكر احد أن هؤلاء الشباب ساهموا بقدر كبير جداً في دّك أركان النظام البائد وفي حشد آلاف الشباب للخروج وانتزاع الدولة المغتصبة من أيدي النظام البائد وكان لهم تأثير كبير جداً على القلوب والعقول والأيدي التي ساهمت في هّد أركان نظام الكيزان وكلنا نعترف لهم بذلك ولكنني لا أجد إجابة دقيقة. هل تم التآمر عليهم لتتساقط مكانتهم وشعبيتهم بهذا الحد؟ أم أن الشّهرة والغرور هو الذي ساقهم الى هذا الانحطاط ؟ أم أن اللعبة كانت أكبر منهم ومن قدراتهم وإمكانياتهم وأحلامهم؟ امّ انّ دهاَقنة السياسة وفطاحلتها قد اسّتدرجوهم لهذا المستنقع ليفضوا الناس من حولهم ويفرقوا الجميع من بين أيديهم باعتبار انّ مهمتهم قد انتهتْ امّ انّ وعي الشباب أنفسهم كان يدور حول التهييج والحشد بعيداً عن الرؤيا المتكاملة والبرنامج الذي يمثل مشروعا سياسيا متطورا وتنمويا متقدما، وأن أخلاقهم وأفكارهم عجزت بهم عن بلوغ تِلك الغايات أم أن متابعيهمْ عبر
الميديا كان طموحهم وآمالهمْ أكبر من أن تحتويها طاقات الشباب الفكريةَ
والأخلاقية والسياسية أم أنهم يا ترى كانوا ضحية لعبة يلعبها الكِبار وأصحاب المصالح وربما تِلك الأسباب مجتمعة كونت كل هذا التراجع في شعبيتهم وهذا السقوط في نظر متابعيهم الذين علقوا عليهم آمالا كِبارا؛ وقد يقول قائل كل هذا الكلام تعلقه فقط على قضية (شوتايم). أقول له ببساطة يا عزيزي ليس (شوتايم) وحده إنما قبله بقليل كانت هنالك قضية (حازم حلمي) والتي أخذت كثيراً من اللغط في تسجيل نُسب له وهو يراود فتاة سودانية عن نفسها وعلى العموم هو لم ينف التسجيل ولم يثبته و(حازم حلمي) كذلك كان من أحدْ نجوم ثورة ديسمبر وله نفس مزايا (شوتايم) ولايزالَ مسلسل السقوط وعندما اقول السقوط أعني السقوط في نظر المتابعين والمؤيدين وكي أكون دقيقا فعلى الأقلْ جزء من متابعِيهم.
فكلكم قد سمع بقصة محمد يحيى (دسيس مان) وهو عندليب الثورة وصوتها
الشجي وروحها المطربة الذي تمايلت معه القلوب والحناجر وهو يعزف أجمل
وأحلى ألحان وداع النظام البائد. حيث تمت إدانته وسجنه في قضية كان الطرف الثاني فيها أحد أفراد الأجهزة النظامية. وبالله عليكم هل كل هذا مصادفة وسبق قبل ذلك بطل هذا المسلسل الذي ظهر في حلقته الأولى (عثمان ذو النون) الذي مازال أتباعه يتحدثون في كذبه او صدقه في قضية خروجه من البلاد وروايته الهشة التي انقلبَ عليه نصف مؤيديهَ لسببهاَ وكذلك قصته المشهورة مع (لؤي محترم) واتهامهَ له بسرقة ملابسه والثورة في أوج قطهاَ وقطيطهاَ مما جعلَ هذا
الأمر يسقطهما الاثنين معاً.
فهل يا ترى الثورة تأكل بنيها أم أن البنين لم يؤدوا واجب الوفاء للثورة التي
أنبتتهمَ وربتهم؟