*ثمة ظاهرة كانت تحيرني بشدة..
*وهي أن جيل اليوم – من شبابنا – قصار القامة مقارنةً بجيلنا… والأجيال السابقة..
*كنت أتساءل دوماً : لماذا هم قصار إلى هذا الحد؟!..
*وليس قصر القامة وحسب ؛ وإنما المظهر الطفولي أيضاً… حتى لطلاب الثانويات..
*بينما كان الواحد منا – أيان الثانوي – يُوصف بأنه (طول بعرض)..
*بل منا من كان ينعته بعض الأساتذة بصاحب (الفقرة)..
*ولكن من هم في مرحلتنا الدراسية هذه ذاتها لا فقرة لهم… ولا طول… ولا عرض..
*أو هم يماثلوننا طولاً وعرضاً وعدم فقرة حين كنا بالابتدائي..
*وفضلاً عن قصر القامة نُفاجأ بتقارير صحية عنهم غريبة جداً… بين حين وآخر..
*ومنها – على سبيل المثال – التي تتحدث عن تنامي ظاهرة الصلع..
*أو التي تشير إلى تفشي أمراض الضغط والقلب والسكري..
*أو التي تحذر من تزايد حالات الفصام والذهان والانسحاب والاكتئاب النفسي..
*يعني حتى الأمراض النفسية وجدت طريقها إليهم… مبكراً..
*وحاولت أن (أتفلسف) كثيراً لمعرفة السبب… ولكني في كل مرة لا أقتنع بفلسفتي..
*فإن قلنا إنه البوش والأندومي فجيلنا أكل الويكة وأم رقيقة..
*وإن قلنا إنها ظلال السياسة فجيلنا عاش تحت ظلال (مايو)… لا الزيزفون..
*وإن قلنا إنه انسداد الأفق فنحن لم نكن نحلق فوق الغيوم..
*رغم ذلك علينا الإقرار بأن أوضاع جيلنا كانت أفضل نسبياً… في كل شيء..
*ولكن ليس إلى درجة أن يكون الفارق كبيراً هكذا..
*لا فارق الطول والعرض فقط… وإنما طول وعرض الإحساس بالسياسة أيضاً..
*فمشاغل الشباب ما كانت تشغلنا عن شواغل السياسة..
*وربما هذا الفارق هو الذي شكل فارقاً لم ينتبه له المراهنون على جيل اليوم..
*أي المعارضون الذين ينتظرون تكرار تجربتي أبريل وأكتوبر..
*ومن ثم ينفخون – بلا جدوى – في جذوة شبابية (مفترضة) كيما تشتعل ثورةً..
*ويحارون : لماذا لا يثور جيل اليوم كما ثار الذين من قبلهم؟!..
*سيما أن الأوضاع الآن – كما يقولون – أشد سوءاً من ذي قبل ؛ أيام عبود ونميري..
*هكذا يتساءلون… وأتساءل أنا : لماذا هم لا عرض لهم ولا طول؟!..
*والبارحة فقط عرفت الإجابة… وهي ليست في صالح المراهنين من أهل المعارضة..
*وهي أن السبب نقص اليود… حسب دراسة علمية..
*وينبثق عن هذا السؤال آخر تلقائياً : طيب لماذا نقَص اليوم… وتوافر بالأمس؟!..
*عموماً ربما يرتاح المعارضون (نفسياً) لهذا الاكتشاف..
*فالمشكلة ليست فيهم هم… وإنما في جيل اليوم جراء افتقاره إلى مادة اليود..
*فليسقطوا النظام باليود إذن !!!.