اخبار السودان لحظة بلحظة

الحل في التنمية

عدد المشاهدات: 0

في السودان يعتمد المجتمع في تسانده وتعاضده والقيام بإدارته على جماعة القبيلة،و لذلك هو زاخر بالصراعات ، ولكن هذه الصراعات لا تنبع من فراغ بل لها أسباب منطقية كثيرة ، فهناك ما ينشأ لعدم تلبية الحاجات الأساسية التي تعتبر ضرورية لحياة الأنسان و ينعكس سليا على سلوك وتفكير الفرد والجماعة ، وقد تكون هذه الاحتياجات مادية كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن والمال ، أو معنوية كالعدالة والتقدير والمشاركة .

وهناك صراعات تنشأ نتيجة للتفاعلات التى تحدث بين أعضاء المجتمع نتيجة لتضارب الأهداف والمصالح ، أو سوء الإتصال ،وقد ينشأ الصراع بسبب وجود إنفعالات قوية تنتج عن سوء فهم ودعايات عدائية أو لوجود صور نمطية معينة أو لتكرار أنماط سلوكية سلبية.
كذلك تنشأ الصراعات بسبب قلة المعلومات والتضليل واختلاف وجهات النظر وتفسير البيانات و والإختلاف في تقييم الإجراءات وفهم الرسائل ، فقد تتقاتل مجموعتان أو أكثر لمجرد أن هناك أخباراً تستفذ أحد الاطرف قبل التأكد من حقيقتها .
جميع انحاء السودان تتوفر فيها هذه الظروف الدافعة لنشوب الصراعات، اذا السؤال لماذا ؟ الإجابة تكمن في كلمة واحدة
فقط وهي ( غياب التنمية) واضع تحتها خط أحمر، التنمية هي المفتاح الذي يتحكم في الصراعات وفيها يكمن الحل الجذري.
الحكومات المتعاقبة على حكم السودان لم تهتم بتنمية المجتمعات السودانية اطلاقا، وفشلت تماما في أدارة البلد رغم ثرائها، وظل السودان يعتمد على مشاريع التنمية التي تركها المستعمر على قلتها إلى ان جاء النظام المخلوع و قضى عليها .
غياب التنمية ساهم بشكل مباشر في غياب الدولة بمؤسساتها عن المجتمعات خاصة في الولايات وغاب الأمن والأمان فإحتمي المواطنين بقبائلهم وأصبحوا يستنصرون بافرادها حين تقع مشكلة ، ولذلك الصراعات تتكرر ، تخمد قليلا وتثور ولكنها لا تنتهي أبدا .
التنمية تساعد على الارتقاء بالبيئة الاجتماعية والاقتصادية وتوفر التعليم والرعاية الصحية والعمل وغيرها من أسباب تساعد المواطن على الارتقاء بتفسه، التنمية توفر الحاجات الأساسية و المعلومات وتعمل على ضبط التفاعلات الاجتماعية من خلال إيجاد طرق و وسائل مناسبة تعمل على تصريف الصراعات ،وهذا المناخ يجعل الناس ينظرون بشكل مختلف للمصالحهم ومعالجة المشاكل التي تنجم من تضاربها، وهذا ما يفسر غياب الصراعات في الدول المتقدمة وانتشارها في الدول النامية مثل السودان.
الصراع القبلي العنيف الذي وقع خلال الأسبوع الماضي والحالي بين بعض القبائل في الشرق ودارفور وكردفان ، ليس جديدا بل ظاهرة قديمة استفحلت في عهد النظام المخلوع ، كنتيجة طبيعية لغياب التنمية وهيبة الدولة الذي طال لمده.
هذا الوضع المظلم ورثته حكومة الثورة التي لم تكمل العام بعد، وبلا شك لا يمكنها تغيره بسرعة،ولكن يجب أن تبدأ الان حتى ولو بتجهيز وتهيئة تلك المجتمعات للتنمية عبر تحريكها وتفجير طاقاتها الكامنة وتوجيهها نحو الإنتاج واشراكها في بناء الوطن ، فمجرد احساس المجتمع بأن هناك اهتمام به فهذا يمنحه الامل في المستقبل ويغير طريقة تفكير أفراده .

رابط الخبرأضغط هنا لنسخ رابط الخبر

اترك رد