اخبار السودان اليوم

الصادق المهدى وإجهاض الثورات السودانية

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

بقلم: سهيل أحمد سعد الأرباب
نحن دولةحديثة التكوين 1821 بتاريخها الحديث بعد الانهيار الغامض لحضارة دولة كوش العريقة وضياعها فى غياهب الظلام والتشرزم قرونا طويلة فان تضيع 60 عاما هدرا وعبثا بفعل رجل واحد هو الصادق المهدى لامر كارثى بتاريخ الشعب السودانى بؤاده ثورتين سابقتين والان يهم بالثالثة ونحن شعب مل اجهاض كل ثوراته بتخاذل الطائفية والقوى الرجعية على مدى 60عاما بقيادة حزب الامة وبقيادة الصادق المهدى شخصيا. فكفانا هدرا وكفانا احتراق. وحزب الامة لايناور الان باشتراطه الموافقة على عقده الاجتماعى واطروحته لما بعد الثورة من قيادة.
هو لايناور ولكنه اتخذ موقفا بالتحالف مع الثورة المضادة لحماية مكتسبات قيادته من فترة الانقاذ والمتمثلة ببيت الصادق فقط وللحفاظ على وجوده من تبعات احلال السلام ونجاح الفترة الانتقالية فى تحقيق اهدافها ولو نسبيا. واستمراره فى تحالف قحت يعنى استسلامه للهزيمة ولذلك اختار المواجهة. ولكنه يرتعد خوفا من تجاوز الانصار له وهم مسحوقون ولم ينالوا من الانقاذ شيئا كعامة الشعب. ولذلك يتغطى بدعاوى الاصلاح بوقت مفصلى وهناك ماهو اهم لانجازه وفق مقتضيات المرحلة. ولذلك على قوى الثورة منازلته باقسى الوسائل على مستوى الاعلام وعلى مستوى المخاطبات الجماهيرية والندوات بتعرية مواقفه وفضحها واى سبيل غير ذلك. فالنقل وداعا للثورة وقد ضاعت دماء الشهداء هدرا وان نتقبل مصيرا لثورتنا كمصير اكتوبر1964 وابريل 1984. واى دعوى للتهدئة والترضيات هى دعوة للهزيمة والاستسلام لها
و الحفاظ على التحالفات واحترامها كما ينادى البعض فى عدم انتقاد موقف حزب الامة ارادة مشتركة. وديمومة التحالف مرتبطة باستمرارية المصلحة لاطرافه. فاذا اراد طرف من اطرافها الانسحاب لاسبابه يمكنك مناجاته ولكن لايمكنك اجباره. وعليك التوجه الى الخطة ب وهى تمتين وتقوية اطراف التحالف المتبقية لتعويض العضو المفقود كفريق لكرة القدم يواجه قرار طرد لاعب من لاعبيه وعليه اكمال المباراة.
هناك امور حاسمة ومهمة ومن اهمها الان بسط سلطة الثورة ومدها فعليا للولايات بحسم امر تعيين الولاة والوزراة لهذه الولايات والا الخيار الاخر هو بقائها تحت سلطةةالكيزان والثورة المضادة عمليا وبسلطاتهم التنفيذية وهذا خطر على الثورة عظيم.
الامر الاخر وهو مسالة المحاصصات ورفضها وهو امر نظريا سليم ولكن عمليا ماهو البديل الناجع وباى امد زمنى متاح والمحاصصة شعار ليس شيطانى ولكنه احد الوسائل البسيطة باقتسام السلطة وفى حال عدم الوصول لحلول اخرى ناجعة وسريعة فالانتظار ليس الحل وتبقى المحاصصة وسيلة مضطر حتى لايحدث الفراغ والخسارة الاكبر ببقاء الكيزان وعناصر الثورة المضادة فى سلطة الولايات والعافية درجات وابقاء 75 فى المائة خارج شعاع الثورة وفى ذلك ظلم عظيم لجماهير الولايات.
وليس مطلوبا من حكومة الفترة الانتقالية اكثر من ترسيخ الحكم المعبر عن الثورة بترسيخ دولة القانون ومحاسبة ومحاربة الفساد. ودرجة معقولة من الاستقرار الاقتصادى والسياسي. وانجاز السلام. واعادةةهيكلة الجيش والقوات الامنية وترسيخ استقلال القضاء. والمنظومة العدلية. وعقدالمؤتمر الدستورى وانجاحه. تاسيس وترسيخ اسس تعليمية وتربوية سليمة. وترسيخ ورعاية وانجاح الاعداد للانتخابات الديمقراطية
نعم جماهير حزب الامة مسحوقة ولذلك سبقت قيادتها للثورة..مما اضطر قيادتها بواسطة الصادق مكره اللحاق بها. ولذلك قيادتها الان مرعوبة وترتجف لقرارها الانسحاب من قحت لانها تعلم ان جماهيرها ستتجاوزها باقل مجهود. وقيادة حزب الامة واعنى اسرة الزعيم فى صراع اضداد والثورة ومجبورة على هذا الخط واستسلامها يعنى انتحارا لمصالحها المتشابكة والثورة المضادة والمضادة لعملية السلام وانجاز الفترة الانتقالية. وعلى القوة الثورية ان تستغل هذا الخوف والترد وارهاب اكرر ارهاب هذه القيادات بحملة اعلامية مكثفة تعريها امام جماهيرها وتعيدها مجبرة الى خط الثورة والاستسلام لمصيرها الديمقراطى. الثورة فى محطة ونقطة فارقة. فاضاعة الزمن يجهضها والاستسلام يجهضها فلابد من المواجهة والحسم اللئيم.

The post الصادق المهدى وإجهاض الثورات السودانية appeared first on الانتباهة أون لاين.

Exit mobile version