اخبار السودان لحظة بلحظة

مفاجأة داوية .. نيويورك نقلت كورونا إلى كل أنحاء أمريكا

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

نيويورك: تحليل اخباري صلاح إدريس

المدن الكبرى فى معظم انحاء العالم اما ان ياتى منها الشفاء او البلاء. لماذا يأتى منها الشفاء نتيجة للامكانيات الكبرى التى تتمتع بها من مستشفيات ضخمة ومجهزة باحدث الاجهزة والمعدات التى تساعد فى الاستشفاء المبكر واما البلاء نتيجة الاعداد السكانية الكبرى التى تعيش وتتنقل بينها وبين المدن الاخرى. وتستطيع هذه الاعداد الضخمة التى تاتى من كل انحاء العالم تستطيع نقل المرض بسهولة من شخص الى اخر ومن مدينة الى اخرى بدون قصد وترصد.
وهذا ما حدث مع مديتنا مؤخرا فقد اثبتت العديد من المتابعات والابحاث والدراسات التى صدرت هذا الاسبوع ان نيويورك بحيث تدرى ولا تدرى نقلت الكورونا الى عدد من المدن والولايات فى امريكا. ونيويورك ليست الاستثناء حدث هذا فى معظم المدن الكبرى فى العالم مثل واهان- الصين وميلان ايطاليا والى حد ما باريس فرنسا. وهذا التحليل لا ينطبق على نيويورك فحسب ولكن المناطق المأهولة بالسكان فى كل انحاء العالم اما بالنسبة للسودان فان الخرطوم النموذج ” الافضل والاخطر” للاسف.
حدث هذا فى الفترات الاولى من الانتشار شهرى يناير وفبراير قبل ان تبدأ الاجراءات الصارمة فى منتصف مارس بتنفيذ سياسة القفل والتباعد الاجتماعى والتى ساعدت فى الحد من الانتشار المخيف وليس الايقاف. لانه فى هذه الفترة كان المرض قد انتشر فى عدد من الولايات مثل لويزيانا – تكساس – اريزونا وكل او معظم ولايات الساحل الشرقى. ومعظم حالات الاصابة التى وجدت فى بعض الولايات مثل تكساس- لويزيانا-ايداهو- ويسكونسن ترجع اصولها الاولى الى نيويورك. توصلت الابحاث لهذه النتائج عن طريق التقصى الجينى بمتابعة تردد الفيروس فى عدد من المناطق. وتاريخ السفر لعدد من الذين غادروا الولاية فى تلك الفترة. ” لذلك كان قرار السلطات فى الخرطوم بمنع السفر للولايات قرارا صائبا ولكنه جاء متأخرا” . والسبب الثانى هو النماذج التى استختدمها الخبراء فى طريقة انتشار الامراض المعدية. وصرح السيد ناثان قرينبوف من مدرسة الصحة العامة بجامعة ييل العريقة لصحيفة ” نيويورك تايمز” ” لدينا معلومات كافية تجعلنا نشعر بالثقة ان نيورك كانت البوابة التى خرج منا
(المرض) لكل انحاء البلاد. واضاف ان الاصابات التى حدثت فى ولايات اخرى جاءت معظمها من نيويورك بنسبة تصل الى 60 الى 65%. واشار ديفيد انغليسير ان نيويورك كانت المحطة المركزية لهذا الفيروس حيث تشكلت فرصة الانتشار فى كل الاتجاهات والى كل الامكنة.
وماذا يعنى ذلك ….يعنى ذلك باختصار ان التأخير فى اتخاذ القرارت من قبل المسئولين سواء ان كانوا على المستوى الولائى او الاتحادى يؤدى للاسف فى الانتشار السريع. لذلك نقول ان د.اكرم التوم وزير الصحة او والى الخرطوم ليس وحدهم المسئولين عن ايقاف الكورونا فى السودان ولكن المحافظين والولاة لهم دور كبير فى وقف العدوى. مع الفرق الكبير بين الامكانيات فى كل من الخرطوم ونيويورك. رغم ان العدوى الاولى فى امريكا جاءت من مدينة سياتل ” الجميلة” التى تقع فى اقصى الشمال الشرقى فى الولايات المتحدة الا ان عدم التقيد بسياسة التباعد الاجتماعى وءالقفل للاعمال التجارية المتبعة حاليا. والتزاحم فى وسائل المواصلات والمطاعم ادى الى هذا الانتشار المخيف وبالتالى العدد العالى الوفيات فى نيويورك. والتى لم تظهر هذه الوفيات فى حينها ولكنها انتشرت بعد ان “وقع الفاس فى الراس” فى شهرى مارس وابريل. كان من المفترض ان تبدأ هذه الاجراءات منذ البداية فى شهرى يناير فبراير. وقال البرفسفور كرستيان اندرسون استاذ المناعة والاحياء الدقيقة ” هذا يعنى اننا اخفقنا فى نركب القارب مبكرا وكانت النتيجة هى انتشار المرض من الداخل. واسمع مرارا انها اخطاء الاخرين ليست اخطاء شخص اخر ولكنها اخطاءنا نحن”. ومعظم الحالات الاولى لانتشار المرض جاءت من اوروبا، حيث ان معظم العدوى جاءت من هناك. وشار عدد من الباحثين ان الذى حدث ببساطة ان النيويوركيي الذين سافروا الى المناطق الاخرى وغير النيويوركيين الذين جاءوا من المناطق الاخرى ساعدوا فى انتشار المرض. انتشر المرض الان فى كل انحاء البلاد ولم تعد نيويورك تشكل معدل الانتشار. ولكن بعض الباحثين مثل مثل هارم فان باكل من مستشفى جبل سيناء فى نيويورك حذروا ” انه من المحتمل ان هناك فصول من القصة لم تظهؤ بعد اريد ان احصل على المزيد من المعلومات”.

<

p style=”text-align: justify;”>

The post مفاجأة داوية .. نيويورك نقلت كورونا إلى كل أنحاء أمريكا appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد