اخبار السودان اليوم

مَـنـصُــوْر خَـالـِـد : وَدِّعـناهُ وَلـمْ نكُـن نَعــرَف

عشِيَة يَعدوْنا عَن النّظرِ البُكا وَعَن لذّةِ التوديْعِ خوْف التفرُّقِ
أبوالطيب المتنبي
أمسية لندنية ، يوم خميسٍ في سبتمبر من عام 2019 والشتاء يدقّ أبواب المدينة والخريف إلى تراجع. كان صديقي السفير عادل شرفي في انتظاري أمام محطة “مترو الأنفاق” في حيّ “سان جونز وود”. مستشفى “سانت جونز ومارجريت” يبعد بعدة أمتار جنوبي تلك المحطة. هنالك يستشفي معلمنا وصديقنا دكتور منصور خالد، بعد عملية معقدة أسفل ساقيه . كانت تلك زيارتنا الثانية له ، وقد ألححتُ على عادل أن نزوره، فأنا في ساعات المغادرة الأخيرة إلى الخرطوم. كنا قد نسقنا مع صديقنا وصديق منصور، السوداني اللندني النبيل حسن تاج السر، أن نزور منصور ذلك اليوم، إلا أن حسن سبقنا إليه نهار ذلك اليوم. عيادة طريحي ذلك المشفى متاحة في أيّ ساعة ، إلا أنه من الصعب التنسيق مسبقاً لمعرفة أنسب الأوقات لزيارة مريضٍ مثل منصور، ذلك الدقيق في ضبط مواعيده ، حتى وهو طريح مشفاه.
شمسُ لندن قد غابتْ ونحنُ في الطابق الثاني في مبنى ذلك المشفى. جلستْ ممرضتان نشطتان ، وقفت إحداهما مرحّبة، وقد عرفت بقريحتها أننا جئنا لزيارة المريض السوداني في الغرفة الثانية إلى الجنوب من منصة الاستقبال. قالت لنا تلك “السيستر” بوجهٍ بشوش:

الخرطوم – 9مايو 2020

Exit mobile version