اخبار السودان لحظة بلحظة

مزمل أبو القاسم يكتب: الشرطة.. نجاح جديد

  • ليس خبراً عادياً.. أن تضبط الشرطة مجموعة من المواطنين والأجانب أثناء عملهم في مصنعٍ لإعداد العبوات المتفجرة.
  • مصنع سري، يستخدم أطناناً من المواد الحارقة، وكميات كبيرة من الكيماويات سريعة الاشتعال، تم تجهيزه سراً داخل منزلٍ عادي في منطقة الحاج يوسف بشرق للنيل.
  • شملت المضبوطات دوائر إلكترونية، وصواعق كهربائية، وبطاريات جافة، ومواد متفجرة، تشير إلى أن من يقفون وراء ذلك العمل الأخرق محترفون آثمون، ومجرمون متمرسون، تم توظيفهم لصناعة قنابل وعبوات ناسفة متطورة، يراد لها أن تقضي على أمن بلادنا وطمأنينة أهلنا، وأن تجر السودان إلى دوامة عنف منظم، يشبه الذي يحدث في بعض البلاد من حولنا منذ سنوات.
  • ذلك لعمري خبر مرعب، يستوجب من الشرطة وكل مسؤولي وزارة الداخلية وجهاز المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية أن يكثفوا جهدهم، ويشددوا تحقيقاتهم، ويستنفروا كل قدراتهم وخبراتهم كي يتعرفوا على الجهات التي تقف وراء هذا العمل الإجرامي القبيح.
  • صحيح أن الشرطة اهتمت بالقضية، وأن مديرها سعادة الفريق أول عادل بشائر وأركان حربه خفوا إلى مكان الواقعة، وحرصوا على تفقد مسرح الجريمة، وأشادوا بفريق المباحث الذي سجل نجاحاً نوعياً بكشفه للمخطط القبيح، لكننا نرى أن ذلك لم يكن كافياً، وأن المعلومات التي رشحت عن الحادثة، والأخبار التي نشرت عنها لم تتناسب مع خطورتها.
  • كان عليهم أن يلقوا المزيد من الضوء عليها، وأن ينشروا تفاصيلها الصادمة في برامج تلفزيونية وإذاعية، ويعقدوا مؤتمراً صحافياً يدعون له كل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، كي يعلم القاصي والداني ما تم ضبطه من مصائب، أريد لها أن تحول بلادنا إلى ساحة عنف دموية مفتوحة، تستخدم فيها القنابل والعبوات الناسفة لإيذاء الخصوم، والقضاء على أمن واستقرار السودان.
  • المعلومات الأولية المتوافرة عن الواقعة تشير إلى تورط أجانب فيها، وقد علمنا أن الشرطة ضبطت أحدهم، بينما لاذ آخرون بالفرار، وفي ذلك دلالة تشير إلى تورط دوائر مخابراتية وأصابع أجنبية في هذا العمل الأخرق الخطير.
  • إذا ربطنا ما تم اكتشافه في شرق النيل بكميات مقدرة من الأسلحة والذخائر تم ضبطها بواسطة المباحث خلال الفترة الماضية سنعلم مقدار الكيد الذي تتعرض له بلادنا ونحن لاهون.
  • مثل هذه الحوادث المرعبة والجرائم المنظمة تدلل على قيمة مقولة (الأمن مسؤولية الجميع)، لأن المواطن العادي يستطيع أن يساهم في حفظ الأمن ومكافحة الجريمة قبل وقوعها، متى حرص على التبليغ عن أي نشاطٍ مريب، أو تحركاتٍ مثيرة للريبة والشكوك.
  • الجانب المشرق في الواقعة يشير إلى استمرار صحوة الشرطة، ويدل على كفاءة شباب (المباحث)، الذين يؤكدون كل صباحٍ أنهم يمثلون عيناً لا تنام، وحارساً أميناً لا يغفو، في سبيل توفير الأمن لأهلنا الطيبين في كل ربوع الوطن العزيز.
  • سلام مربع لفرسان الشرطة الميامين، الذين كشفوا المخطط اللئيم، وأبطلوا مفعوله الخطير، وأكدوا أنهم يمثلون نعم الحارس والنصير.
  • صدق من قال (الشرطة في خدمة الشعب)، لأنها ظلت تؤكد كل مرة أنها حامي حمى الدولة والمواطن بياناً بالعمل، وأن ضباطها وأفرادها يمثلون كفاءات وطنية تستوجب الفخر، وتستحق المحبة والتوقير.

 

 

 

 

 

صحيفة اليوم التالي

اترك رد