اخبار السودان لحظة بلحظة

صبري العيكورة يكتب: وزير التجارة الجديد (مدنى) خليهو الحق العجول

بقلم / صبري محمد علي (العيكورة)
بالامس تلقيت رسالة من ابن عمي رائد (م) شرطة جمارك احمد الطيب عبد الرحمن أشاد فيها بوزير التجارة الجديد اللواء (م) شرطة جمارك علي جدو آدم واصفاً الرجل بالزميل الضليع فى العمل الجمركي والنزاهة وحسن الخلق وبما أن (الراجل طلع معرفة) وموضوع سراحة مواردنا خارج الحدود (ماكل معاي جمبه) منذ ايام الانقاذ وكتبت فى غير ما مرة لوزير الثروة الحيوانية و التجارة ولكنها كانت صيحة فى وادي العدم ، فلا مانع أن نعيدها فلعلها تجد من يسمع هذه المره . بلا شك يعلم السيد الوزير ماذا تعني كلمة تجارة خارجية وداخلية وماذا تعني كلمة تموين . الوزير فى مؤتمر الاحد الماضي بحسب بعض الانباء ولعله ابان التسليم والتسلم من الوزير (مدني باشا) تبادل مع سلفه عبارات الود المعتادة فى مثل هذه المناسبات واصفاً مدني بالرجل الثوري ومدح مجهوده فى سن بعض التشريعات (وحاجات زي كده) طبعاً لم (يجيبو سيرة الرغيف) على كل حال يشكر الوزير الجديد على كرمه وما تفضل به عن سلفه مدني ولكن هذا لن يغير فى حقيقة ان الوزير مدنى يظل أفشل وزير تجارة مرّ على السودان منذ الاستقلال و (غايتو البركة فى القميص) !
نعود للسيد على جدو بلا شك أن رجل وقف على عدة منافذ برية وجوية وبحرية بحكم عمله السابق كضابط جمارك و لا يحتاج لمن (يوعيه) ولكنها إشارات سأضعها بين يديه فلعل بينها ما يثير اهتمامه
سيدى إحترام الاتفاقيات التجارية الدولية السابقة لا يعني أن يضيع حق الاجيال القادمة فى الثروة ويجب مراجعتها وابطال ما يلزم خاصة طويلة الاجل منها (جيبوتى) ابطلت ايجار موانئها لدولة الامارات لمدة خمسين عاماً ولم تفلح الاستئنافات فى ايقاف تنفيذ القرار السيادي لدولة (جيبوتي) . تشجيع التجارة الداخلية والغاء كل الجبايات عند نقاط العبور بين الولايات ضرورة مُلحه . تشجيع الصناعات الصغيرة من اهم عوامل الاستقرار الامنى والغذائي . ايقاف تصدير الحيوان الحي يضاعف المردود النقدي ويوظف الايدي العاملة فى التغليف والذبح والتقطيع . أنظر شمالاً سيدي ولعلك عملت هناك حيث الحدود مع مصر كم رأس من الماشية يعبر يومياً ولا يبقى فى مصر سوي ساعات فيذبح ويصدر لاوروبا كمنتج مصري ، راجعوا هذا الاحتكار و اوقفوا الشركات (قيل أنها شركتان فقط) وغيرهما من المتلاعبين (بكوارعنا) يا اخي ولتتولى وزارتكم التصدير بدلاً من الاكتفاء بالرسوم الزهيدة ومثله من السمسم الاحمر والابيض والصمغ الذى يهاجر شمالاً وبأبخس الاثمان .
شواطئنا على ساحل البحر الاحمر والثروة السمكية التى تسرق وفى وضح النهار ماذا انتم فاعلون بها؟ . استثمروا الشواطي غيرنا يبيع كوب القهوة والذرة الشامية المشوية بالعملات الصعبة فماذا فعلنا نحن بها ؟ لا شئ يرفد الخزينة العامة بدولار واحد .
سيدي الوزير ندرك ان العمل تكاملى ولا يمكن لوزارتكم وحدها ان تتحمل المسؤلية ولكن بالتنسيق مع وزارة الصناعة والجهات الامنية ذات العلاقة يمكن ان تضع حصان التجارة امام العربة وينطلق الوطن ضبط السوق ومحاربة الجشع لا يمكن ان تكون القوة الامنية وحدها هى الحل الجذري بل بالوفرة والوفرة ثم الوفرة ستنهار كل تلك الامبراطوريات يا سيدي (الكلب) أعزّكم الله اذا شبع والقيت امامه بعظم اعرض عنه ومضي .
بضائعنا لها اسواق يومية اخري (بوكو حرام) بدول الجوار افريقيا الوسطى وتشاد للمحروقات . دولة جنوب السودان السكر والبصل والزيت والتمر فماذا تبقى لنا ؟ (أرتريا) تنتظر الرغيف (الحار) يومياً . تقنين الانشطة التجارية كما تفعل كثيرمن الدول من حولنا فالاحباش يشاركوننا كل شي ويحولون ملايين الدولارت من برندات السوق العربي . أرأيت يا سيدي كيف نعيش فى غيبوبة (سلة غذاء العالم) ونحن جوعي ؟
قبل ما انسي : ــــ
يُحكي أن ابان تولى الوزير أحمد السيد حمد لمقاليد وزارة التجارة أن حدث انعدام لسلعة (توب الكِرِب) بسبب جشع بعض التجار وكان الوزير يعلم ان السلعة متوفرة ولكنها (خزنت) عمداً بهدف رفع سعرها . فذهب بعربته لكبار تجار السوق العربى كل على حده وبعد ان يتناول معه فنجال القهوة يهمس فى اذنه وهو ممسك بورقة وقلم قائلاً له : لدينا باخرة بالميناء من (تياب الكرب) وخذ هذا تصديق لكم بكذا (بالة) ولكن لا تحدث احداً ويدس فى يده ورقة عليها توقيع الوزير ثم ينصرف لتاجر آخر وهكذا ويقول له ذات الحديث . وكان الوزير يعلم ان لا باخرة ولا ثياب بالميناء . فما أن اصبح اليوم التالي الا وقد اغرقت الاسواق بهذه السلعة فقد اخرجها المحتكرون من مخازنهم . معالى الوزير (جدو) انت تحتاج لنوعاً من هذا الدهاء . وندعو لكم بالتوفيق .

المصدر: صحيفة الانتباهة

اترك رد