اخبار السودان لحظة بلحظة

القائد العسكري المثير للجدل في الجنوب الجنرال جونسون أولونج لـ(الانتباهة) :(…..) هذا ما سأقوله للرئيس سلفا كير عند لقائنا 

 حوار: المثنى عبد القادر الفحل

يعد الجنرال المثير للجدل بدولة جنوب السودان ،جونسون أولونج طوبو، الذي يتولى قيادة الفرقة الأولى بالمعارضة المسلحة التابعة لحركة الدكتور رياك مشار ، يعد من أشهر القادة الذين شاركوا في الحرب الأهلية التي إنتهت بتوقيع إتفاق السلام المنشط عام 2018م ، حيث رشحه دكتور رياك لتولي منصب حاكم أعالي النيل لكن الرئيس سلفا كير ميارديت رفض لإشتراطه وصول جونسون إلى جوبا قبل تعيينه ، وهو الأمر الذي رفضه جونسون، حيث طالب بتعيينه قبل وصوله أسوة بحكام الولايات الأخرى ، في نفس الوقت أصر مشار على مرشحه الجنرال أولونج إبن قبيلة الشلك، ليتواصل جدل المنصب عدة شهور حتى أدى لجمود بالإتفاقية وتقرر إقامة مؤتمر لقبائل أعالي النيل لكنها فشلت أيضاً ، كما سعى الوسيط السوداني والأطراف الدولية والإقليمية لا سيما بريطانيا بشكل خاص لحل تلك العقدة ، لكن أخيراً قبل أسابيع رشح مشار الجنرال أبطوك ايانق بديلاً له ، وسرعان عُينه سلفا كير في المنصب،(الإنتباهة) جلست مع الجنرال جونسون بعد إنتشار مزاعم أنه يعتزم التخلي عن رياك مشار بعد هذه السنوات والإنضمام للرئيس سلفاكير، فكانت إجابته في الحوار الآتي:-

] هناك جمود واضح في الترتيبات الأمنية بإتفاق السلام وأنت نائب رئيس الأركان بجيش المعارضة؟
=   اتفاق السلام وقع بين الأطراف في جنوب السودان من أجل أن يعيش مواطن الجنوب في سلام دائم ومسؤولية الترتيبات الأمنية هي من صميم رئيس الدولة سلفاكير ميارديت والنائب الأول دكتور رياك مشار هم المسؤولون عن الإتفاقية كلها ونحن كعسكريين ننتظرهم.
] حكومة الخرطوم كان لها دور كبير في اتفاق السلام ، ماذا يمكن أن تفعل لتحرك الجمود الحالي؟
=  السودان وقف مع كافة أطراف جنوب السودان من أجل الحصول على الإتفاقية وبدون السودان لم يكن للسلام أن ينجح،والدليل ان شعب جنوب السودان يدخل حاليا إلى السودان، وشعب السودان يدخل الجنوب ،بالتالي فأن المطلوب من حكومة السودان مراقبة تنفيذ الإتفاقية بإعتباره ضامناً للسلام وتكون لصيقة مع كافة الأطراف لمعرفة ما ينقص الإتفاقية لضمان نجاحها.
] تعالت أصوات تردد بأن الخرطوم تتعامل بعدم حياد في ملف إتفاق السلام المنشط؟
=  هذا غير صحيح وصادر من المجموعة المناهضة للإتفاقية لديهم رأي آخر،ورسالتي هي ليست لهم ولكن شعب جنوب السودان بأننا عندما خرجنا بالاستقلال كان بسلام وهم حالياً يمسكون بالملف لضمان عودة اللاجئين والنازحين لمنازلهم في جنوب السودان، والسودان وجنوب السودان رغم الحدود السياسية الموجودة لكن تلك الحدود ليست موجودة في قلوبنا كجنوبيين ، ونعرف أن السودان بدون جنوب لن يتمكن من الحياة والجنوب كذلك بدون السودان لن يتمكن.
] وردت تقارير عديدة عن وجود تذمر في معسكرات التجميع خاصة الترتيبات الأمنية بسبب نقص الغذاء والدواء بجانب تأخر تخريج القوات؟
=  ان مسؤولية النقص كما أسلفت هي مسؤولية الرئيس سلفاكير ونائبه الأول رياك مشار ، ونحن بدورنا سمعنا بمغادرة العديد من الجنود للمعسكرات بسبب ذلك النقص وهي ليست مسؤوليتي وإنما مسؤولية دولة جنوب السودان، لكن من جانبي لدينا جيش في معسكرات التجميع مشاركة في الترتيبات الأمنية ويبلغ عددها (6) آلاف جندي بجانب قوات شرطة تبلغ (1500) بالإضافة لقوات من البرية والسجون تابعة للمعارضة مشاركة في الترتيبات الأمنية وهو ما يعزز أن السلام موجود في جانبنا ومنطقتنا آمنة تماما.
] ما هي رسالتك إلى الرئيس سلفاكير بعد أن رفض تعيينك ووافق على المرشح الجديد ابطوك أيانق؟
=   كنت استغرب جداً من رأي الرئيس سلفاكير ورفضه لتعييني حاكماً لولاية أعالي النيل لأني كنت على معرفة لصيقة به منذ فترات طويلة.
] هل تحدثت مع الرئيس سلفاكير؟
=  نعم كان يتحدث معي قبل فترة طويلة وطلب مني الحضور إلى جوبا فقلت له (لماذا أحضر إلى جوبا ؟) فرد علي (لكي نقوم بتعيينك) فكان ردي (أن لدى قيادة متسلسلة تصل حتى رأس الحركة الدكتور رياك مشار وإذا طلب مني الحضور سيكون حديثه هل لإجتماعات أو شيء آخر) ، ثم واصلت بأنني لن أتمكن من الحضور أيضاً لعدم اكتمال الترتيبات الأمنية.
] ما كان رأي الرئيس؟
=  في الحقيقة لم أفهم، لأنه كان يردد بأنني ليس الشخص المناسب لتنفيذ السلام  ، رغم أنه ليس من المفترض أن يطرح أسئلته علي ويجب أن يخاطب دكتور رياك بأعتباره المسؤول في الحركة ،وبأعتباري مسؤولاً عن فرقة كاملة من منطقة الكويك بولاية أعالي النيل حتى أيود بولاية جونقلي هذا حدود مسؤوليتي ، بالتالي كنت مستغرباً جداً من الحديث أنني رافض للسلام، رغم أنه منذ توقيع إتفاق السلام المنشط في 2018م حتى اللحظة لم تطلق رصاصة واحدة في دائرة مسؤوليتي ، ونسمع بوجود المعارك في الولايات الأخرى في بحر الغزال ومناطق أخرى والاستوائية لكن في دائرة مسؤوليتي لم تخرج رصاصة واحدة منذ توقيع إتفاق السلام، بل اختفلنا مع حاكم الولاية بالحكومة وقمنا بفتح الطرق وحضر وزير الإعلام الإتحادي مايكل مكوي ممثلاً للحكومة.
] كان الحديث يدور حول الخوف منك على عشائر الدينكا بأعالي النيل؟
=  في الحقيقة أنا لم أقاتل دينكا أعالي النيل في السابق في الحرب الأهلية لكن تصادمنا مع قوات الحكومة ، وأقول لهم نحن أسرة واحدة وأي حديث غير ذلك مجرد إفتراء حتى الدجاجة لا اسمح لأحد أن يذبحها بحضوري، ناهيك عن اسمح بقتال عائلات مجتمعتنا بأعالي النيل ، و أن ما يتردد هو حديث السياسيين ، والظروف التي أجبرتني على حمل السلاح وأن أقاتل مع أخوتي آنذاك لكني لا أطيق السياسة كل ما ما أطلبه الجلوس مع أولادي وتلمس مستقبل بلادنا.
] أنت تقول حدود مسؤوليتك تنعم حالياً بالسلام؟
=       نعم منذ توقيع الإتفاقية ولم يقم أي أحد بقتل شخص في منطقتي  .
] من تتهم بأنه وراء عدم تعيينك ومن دائرة الرئيس سلفاكير كان ضدك؟
=       شخصيا لا أعرف لكن الواقع أنه بعد توقيع إتفاق السلام المنشط عام 2018م قام الرئيس بإصدار عفو عام لكافة أفراد الحركة باستثناء شخصي ، ونعرف أن السودان عندما وقع إتفاق السلام قام بإصدار عفو عن جميع الفصائل الموقعة على الإتفاقية ، لكن حتى الآن لم يصدر الرئيس سلفاكير عفواً عني.
] لكن جميع أفراد حركة رياك مشار صدر عفو رئاسي بحقهم ؟
= أنا لا أعرف ما سمعت إن الرئيس سلفاكير لا يريدني لذلك لم يصدر عفواً عاماً عني، وإذ قدر وألتقيت به سوف أسأله (ماذا هناك ؟ ما فعلت بحقك حتى ترفضني لهذه الدرجة؟)، فالحرب التي كانت بين الجنوبيين كافة وجميع الشعب في النهاية إخوة.
] لحل المشكلة تم تعيين أبطوك أيانق ما رأيك حول تعيينه؟
=       أنا مبسوط لتعيين أبطوك لأن همي هو المواطنين الموجودين في مخيمات النازحين واللاجئين يجب أن نساعدهم لعودتهم إلى ديارهم الموجود في السودان ، في إعتقادي فأن الجنرال ابطوك سوف يتمكن من العمل مع الدكتور مشار عشان يخدم شعب ومواطني ولاية أعالي النيل.
] من جانبك كيف يمكنكم مساعدة الحاكم الجديد؟
=       سوف نقوم بخطوات عملية بفتح الطرق ونقوم بتنوير كافة المواطنين بذلك حتى يعلموا أن ابطوك لم ينتزع مني المنصب فهو لم يأخذه مني بالقوة لكن الدكتور رياك أتى به حتى يتمكن من العمل معه.
] جميع أبناء الشلك يعانون في معسكرات النازحين وأنت والحاكم الجديد من نفس القبيلة؟لكن في نفس الوقت حدثت حوادث عديدة لأبناء القبيلة من قتل وإعتداءات ،ما ردك حول ذلك؟
= صحيح أن هناك من أبناء تم استهدافهم لكنهم جميعاً يعملون لصالح حكومة جنوب السودان ونحن في المعارضة كما تعلم ، بالتالي فأنهم قاموا بقتل بعضهم وهم (حكومة في حكومة) ونحن لا نرى بأن ذلك على مستوى القبيلة لا علاقة لنا بهم.
] هل إلتقيت بالقيادي (جونكينوا فيديل)؟
=       جونكينوا صديق وعلاقتنا عائلية ورسالتي حتى عندما إلتقي به هي السلام.
] وردت تقارير أن (جونكينوا) كان مبعوثاً من المستشار توت قلواك وأنك إلتقيت بهم جميعاً؟
=       هذا غير صحيح لم ألتق بهم هذه شائعات صدرت ضدي.
] أنت تقول أنك لم تتلق أي مسؤول حكومي؟
=       نعم لم ألتق بأي مسؤول في الحكومة وحتى (جونكينوا) لو قدر لي إن ذهبت إلى جوبا وهو في الحكومة وأنا في المعار ضة فيجب أن أزوره لأن السياسة شيء والأخوة شيء آخر.
]   وردت تقارير بأنك تعتزم الإنضمام إلى الحكومة والتخلي عن الدكتور رياك مشار؟
=       من جانبي لن أنضم إلى الحكومة ،وعندما انضممت إلى المعارضة كانت حركة كاملة ، وحتى الحديث بأن المعارضة تابعة لقبيلة النوير والحكومة من الدينكا ، هذا الحديث غير صحيح ، بالتالي سوف أظل في المعارضة وأظل إلى جانب رياك مشار.
] هناك جنرالات خرجوا من رياك مشار وأنضموا إلى الحكومة؟
لا أعرف بالضبط لماذا فعلوا ذلك لأنه في النهاية الرئيس سلفاكير هو رئيس للدولة ورياك مشار نائبه الأول ومعه في نفس الحكومة بالتالي لا جدوى من ذلك ، كما إن خروج البعض وحمل السلاح لاحقاً على حركة مشار فأن ذلك ومن وجهة نظري لا يستقيم خاصة إننا في فترة سلام، وإننا جميع في النهاية سوف نكون في جوبا مع سلفاكير ومشار وفي نفس الحكومة.
] متى سوف تذهب إلى جوبا؟
=       إذا تم استدعائي إلى جوبا سوف أذهب.
] لكن الرئيس سلفاكير استدعاك من قبل ولم تذهب؟
=       الرئيس استدعاني لكي أصبح حاكماً لولاية أعالي النيل، وإن عليه الحديث إلى رياك مشار أولاً كي أحضر بسبب سلسلة القيادة بمعنى حتى تصدر لي توجيهات من الدكتور رياك للحضور.
] من المفترض أن تعلن حكومات الولايات منذ 15 فبراير ولم يعرف ماذا يجري؟
= كما ذكرت هي ليست مسؤوليتي وإن حكومة الخرطوم بإعتبارها ضامناً للإتفاقية و رئيساً لمنظمة الإيغاد يمكن أن تخاطب قادة أطراف الإتفاقية، وأن الجمود والمشاكل بين أطراف الجنوب لا أحد يمكن من المنطقة حلها سوى السودان ، بما في ذلك (يوغندا واثيوبيا)، لأن السودان هو الجار والأخ ولغة السياسيين هي من تطلب بنقل الملف إلى دول أخرى ، ونحن متأكدون أن السودان في الفترة القادمة سوف يتمكن من حل المشكلة بين الأطراف.
] ما هي رسالتك لحكومة السودان؟
=   حكومة السودان هي ملجأ لجميع الجنوبيين ونشكر الحكومة والشعب على استضافة أهلنا طيلة تلك الفترة وهذا ما يدل اننا شعب واحد في دولتين.
] هناك حملات كراهية كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي بين الجنوبيين؟
=    رسالتي لهم أن السلام سوف يتمتع به كافة الشعب دون استثناء ،لكن لو قدر وتعطل أو شابه الخراب فأننا جميعاً سوف ندفع ثمن ذلك ، وعلى من يكتبون توخي الحذر.
] في الفترة الأخيرة تصاعدت الأوضاع في (المقينص) على الحدود مع ولاية النيل الأبيض؟
=  وقعت مشكلة بين الجيران هناك لكن قمنا بحلها ،كانت بسبب حفير للمياه وتطورت الأحداث بين المدنيين ، وتم حل المشكلة بالإتفاق بين جميع الأطراف بالتراضي بينهم ، كما إتفقنا على دفع الدية للمرأة التي توفيت بسبب الأحداث.

المصدر: صحيفة الانتباهة

اترك رد