اخبار السودان لحظة بلحظة

سهيل احمد سعد الارباب يكتب: البوهيميا واليوتوبيا اساس كل المواقف المختلة

لم اجد اغبى من الذين يفترضون حل كل المشاكل فى شهر او عام او عامان وبعضها يترك للقادمين…فاذا ما انجزت انجازا عظيما ذكروك بالذى لم ينجز كمثال اين دم الشهيد؟! والشهيد يسعد بانجاز مبادئه قبل محاكمة قاتلية والمسالة حقوق زمنية وطبيعة اجراءات واولويات والثورة تتقدم خطوة خطوة ولم يقولوا مبروك دعما فى طريق الانجاز القادم وشحذا للهمم وهنا يلتقي الحسد والغباء المطلق والثورة فى معناها العريض ستتجاوز امثال هؤلا باختيارهم وليس اقصاءا لهم.
ومامعنى ان نكرر اخطائنا التاريخية فى كل حقبة ثم نتعالى على الاعتراف بها ثم نضطر مرغمين فى حقب قادمة هكذا فعلنا بماحدث من موقف قبل الاستقلال 1953وهكذا فعلنا ماقبل اكتوبر بعام 1963وهكذا فعلنا بيوليو واحد وسبعين والف وتسعمائة واصبحنا نتضارى خلف فذلكات اللغة عن تهمة لاننفيها وشرف لاندعية وفكرنا بطبيعته النقدية معنى بمواجهة الحقيقة وليس التلاعب باللغات والحقيقة المطلقة انه كان خطأ تاريخى واختطاف لارادة الحزب من قبل شخصان اوثلاث رغم تاريخهم المضى واسهامهم الفعال الا انهم لم يكونوا ملائكة معصومون عندما اتخذوا القرار فرادى برؤية تعتمد النحاح الداخلى بارادة وامكانات نوعية ذات امد محدود لايتخطى ساعات وقع المفاجأة ولكنها لم تصمد امام الغلبة الكلاسيكية والدعايات المضادة خلفية الواقع المعلوم سلفا وسط محيط اقليمى امبريالى معادى بالكامل وارتدادات الهزيمة بعد نصر سريع على طبيعة الافراد وحالات الياس والتصرف الانتحارى بفعل الياس وارتكاب اخطاء عظيمة وبعضهم ارتكب الكارثة وهو مايجب الاعتراف بها كخطوة لتاسيس البدايات الصحيحة من جديد.
ولذلك لم تكن 19يوليو1971 الا قفزة الى الظلام وهذا التعبير الصحيح والنقد الذى يجب ان يوجه وتصحيح للخطاء فى العمل الثورى بالنقد الذاتى السليم وليس ببوهيمياء مصطلحات وتعقيدات اللغة وفذلكاتها.
والان يتكرر ذات الخطاء وبكارثية اكبر ان تسلم ثورة صنعناها بنسبة 90%نتاج يوتوبيا رؤية تحتحب بالعزلة بحثا عن النقاء الافيونى المزعوم فى عالم مادى لايحتمل النقاء الكيميائى فى مادة .
المعارك تكسب بخوضها والدخول فى خضمها والنضال من داخل ارضها لكسب امتار فى كل معركة تتراكم مع الايام لتصنع انجازا وانتصارا عظيم وتؤسس وعيا عمليا وفعالا واكثر نضجا وليس بنظريات ومحللى كرة القدم فى استديوهات البث التلفزيونى للمباريات والتى لاتبارح موقعها كتنظير مطلق.
ماحدث بتجمع المهنين نحر وانتحار وليس تصحيح مسار فتولى القيادة ليس شرطا لتحقيق الاهداف فى ظل اجواء مناخ تحالفات ليس مطلوبا تحقيق الرضى الفكرى التام عن والا لما عنتوالتنوع الفكرى وهى تفرض نفسها واقعا وموضوع وللننظر ماذا انجز بعد الانقسام غير الموات التام واين نتاج انشطته وسط النقابات وقد فقد سطوته على لجان المقاومة والمواكب.
والبعد عن الجهاز التنفيذى يصنع فراغا سيملى بالانتهازية وبغيرك ولذاك خسارتك ستكون اكبر مما يمكنك انجازه فى ظروف سيئة وانت بالخارج ستنجز العدم والعزلة.
نحن بعصر العولمة والفضاءات المفتوحة نحتاج لرؤية حداثية متقدمة وبعصر الحاسبات انقلبت وسايل الانتاج وقوانينه راسا على عقب واساليب العمل عن بعد وتعدد مراكز القوى بالاقتصاد العالمى والقوى الناشئة.
نعم نحتاج كاحزاب الى مراجعة وغربلة اطرنا الفكرية فى اطار التحديث وفرضيات العولمة وواقعها الماثل والملزم مما يستدعى الحزف والاضافة وترقية وتحديث مناهجها لمذيد من المواكبة وما اصبح باليه مكانه الاضابير وما اثبت جدارته يستمر ومايمكن اضافته فيوجب ذلك بفرض الالتزام بالتحديث ويستدعى ذلك ايضا اعادة دراسة وتقييم اساليب نشر الوعي والمواكبة وفق تكنلوجيا العصر وعالم الوسائط.
والصراعات نحو المستقبل تفترض رؤية جديدة نحو قضايا تحريك الاقتصاد ومعالجة هياكله ومفاتيحه وادواره مثل تعريف الدعم واولويات حشد الموارد لصناعة المستقبل والقدرة على البقاء والاستمرار فى الحياة والمنافسة.
ولذلك تبرز رؤى جديدة فى ان الدعم يجب ان يصبح ليس بعنى البيع بالكسر بلغة اهل السوق ولكن الدعم هو البيع بسعر الكلفة ودعم نسبة الارباح للقوى المنتجة من قبل الدولة بنسبة معقولة مابين ال2%الى 10% …ليس اكثر…حتى لايتحول كل مايتم انجازه واستلافة من صناديق النقد سرابا فى بحور الاستهلاك الانى المفرطة وترك المستقبل دون مشاريع تحافظ فيه على امكانية القدرة على البقاء والمنافسة بافاقه.

المصدر: صحيفة الانتباهة

اترك رد