اخبار السودان لحظة بلحظة

السودان: نصر رضوان يكتب: الكارثة آتية إن لم يتم إجراء انتخابات مبكرة

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

المختصر المفيد
م. نصر رضوان

الكارثة آتية إن لم يتم إجراء انتخابات مبكرة
إندلعت ثورة ديسمبر لأسباب ناتجة عن عدم اكتمال البناء الديمقراطي في بلادنا والذي كانت تحرض عليه قوى خارجية لا تريد أن يتحقق استقرار في بلادنا.
الثورة قامت بعد أن ضاقت بالشعب وسائل العيش وتفاقمت الأزمات الحياتية والتي كان سببها هو الحصار الأمريكي الذي تفرضه أمريكا علي الدول غير الديمقراطية والتي تتحول إلى دول تفرخ الإرهاب (هذا من وجهة نظر المجتمع الدولي، وإن كان التوصيف لا ينطبق بحذافيره على السودان).
لقد كانت مطالب محاربة الفساد والاصلاح الاقتصادي والعدل في التوظيف وتطوير المجتمع وإتاحة الشفافية وإطلاق الحريات المضبوطة بالقوانين الشرعية هي مطالب ثوار ديسمبر، ولكن ذلك كل لم يتحقق منه شيئ بعد الثورة، بل للأسف قد زاد بعد سوءً وحدث إقصاء أكثر وتسييس للعدالة ومحاصصات حزبية كانت حكومة البشير في الطريق للقضاء عليها بعد تكوين حكومة الوحدة الوطنية الأخيرة والتي تواقفت على إقامة انتخابات نزيهة ومراقبة دولياً في ابريل 2020م، وتزامن ذلك مع تطور ديمقراطي هام داخل المؤتمر الوطني بوجود تيار قوي داخل المؤتمر الوطني يرفض ترشيح شخص البشير وحتى ترشيح الأشخاص كبار السن في المؤتمر الوطني.
لقد كانت حكومة الوحدة الوطنية الاخيرة مقدمة هامة لإرساء بدايات دولة ديمقراطية في السودان بعد أن إنضمت إليها شخصيات وأحزاب فاعلة بل إنضمت إليها حركات مسلحة وافقت على أن تحتكم لصناديق الانتخابات وتضع السلاح.
ولكن الفتنة التي حدثت وغيرت مجرى الثورة وحولتها لثورة مذهبية سياسية أشعلها سفراء دول استعمارية ووسائل إعلام تلك الدول أدى إلى تعطيل كل ذلك وهدم كل ما تم بناؤه ببطء في زمن الانقاذ، حتى الجيش القومي هناك من يحاول تفكيكه إلى الآن.
ورجعنا مرة أخرى كما كنا عندما كان يهدد المتمرد قرنق حكومة الصادق المهدي المنتخبة عام 86، وعندما كانت حكومة الصادق محاصرة من الخارج من الدول الاستعمارية وكانت نفس تلك الدول تدعم قرنق ليستحوذ على الحكم بالقوة، وكانت الأحزاب والحركات المسلحة تتعارك للحصول على أكبر قدر من السلطة والثروة. وأصبح تقسيم البلاد قاب قوسين أو أدنى إلى أن أدى ذلك لفصل الجنوب بمباركة الدول الاستعمارية التي تدعم الانقلابات العسكرية في منطقتنا وإقليمنا.
وها نحن الآن أصبحنا نرى د. حمدوك يقف عاجزاً عن فعل أي شيئ كما كان حال الصادق المهدي بعد انتخابات عام 86 وكانت تلك الظروف التي شلت أداء حكومة عمنا الصادق قد جعلت الشعب يقبل بإنقلاب البشير ويرحب به وقتها لفقدانه كل شيئ وأهم ما تم فقدانه وقتها هو الأمن الذي أصبحنا نفتقده نحن الآن يوماً تلو الآخر وبلادنا تخطو نحو فتن ستزداد إن لم يستدرك الشعب والجيش والقوات النظامية كلها الأمر وتقام إنتخابات حرة نزيهة بناءً على ما تم التوصل إليه في المؤتمرات التي نتج عنها تكوين حكومة الوحدة الوطنية. وأعتقد أنه لايوجد مبرر الآن لأن يرفض أي سوداني مقررات ذلك المؤتمر بعد أن زالت حكومة البشير. مهما طال الأمد سنة أو أكثر بالفترة الانتقالية، فهل هناك مخرج غير إجراء إنتخابات؟ وما هو الجديد الذي سيتغير في الواقع السياسي السوداني، مهما أطلنا الفترة الانتقالية؟.
لقد استغرب سفير دولة كبرى إصرار الأشخاص الذين استولوا على الثورة في بدايتها وسرقوها من الشباب بأن تستطيل الفترة الإنتقالية لأربع سنوات بينما كان المجلس العسكري وقتها يقول نحن نفضل أن تجري انتخابات فورية بعد ستة أشهر من سقوط البشير فقال السفير: (لأول مرة أرى مدنيين يريدون إطالة الفترة الانتقالية وعساكر يريدون تقصيرها).
الآن لقد أدرك الشعب والجيش خطأ تمديد الفترة الإنتقالية ويجب تقصيرها لأقل وقت ممكن حفاظاً على كيان الدولة وحفاظاً على أمنها ولتمكين شباب الثورة من أن يختار من يعرفهم ويثق فيهم لحكم البلاد والتخطيط لمستقبل استقرار سياسي تتداول فيه السلطة بالتراضي حتى نستطيع أن نتحول لدولة عصرية يتقبلها المجتمع الدولي.

The post السودان: نصر رضوان يكتب: الكارثة آتية إن لم يتم إجراء انتخابات مبكرة appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد